قالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية يوم السبت إن السلطات الإيرانية ينبغي أن تجري تحقيقاً عاجلاً في المزاعم التي تقول إن المحتجين على الانتخابات تعرضوا للتعذيب والاغتصاب في الحجز.
ودعت أيرين خان المرشد الأعلى علي خامنئي إلى الإيعاز بإجراء تحقيق فوري ومستقل في تلك المزاعم، ودعوة خبراء دوليين- من قبيل المقرريْن الخاصيْن للأمم المتحدة المعنيين بالتعذيب والإعدام خارج نطاق القضاء – للمساعدة على القيام بهذا التحقيق.
وقالت أيرين خان: “إن الأنباء الواردة من إيران تزعم أن رجالاً ونساءً من بين المعتقلين قد تعرضوا للتعذيب، بما فيه الاغتصاب… مما تسبب في وفاة عدد منهم في بعض الحالات.”
ويبدو أن أشكال إساءة المعاملة التي وُصفت قد مورست بقصد إهانة الضحايا وإذلالهم بأشد الأساليب قسوة. وإذا تبين أن تلك المزاعم تستند إلى أسس قوية من الصحة، فإن المسؤولين عن تلك الممارسات يجب أن يُقدموا إلى العدالة بلا تأخير.”
وقال علي لاريجاني، رئيس البرلمان الإيراني، إن التحقيقات التي أجراها البرلمان لم تجد أدلة على اغتصاب المعتقلين أو تعذيبهم.
بيد أن المرشد الأعلى آية الله خامنئي كان قد أمر في وقت سابق بإغلاق معتقل كهريزاك وأعلن أنه تم طرد مدير السجن وعدد من الحراس بسبب إساءة معاملة السجناء.
وأضافت أيرين خان تقول: ” كي يكون النفي الذي جاء على لسان رئيس البرلمان لاريجاني ذا صدقية، ينبغي أن نعرف تفاصيل التحقيق البرلماني الذي يشير إليه، بما في ذلك الجهة التي أجرت التحقيق وما إذا كان يمكن اعتبارها مستقلة.”
“إننا نحث رئيس البرلمان على إعلان التفاصيل ونشر النتائج الكاملة للتحقيق كي يستطيع العالم أن يقيِّم ما إذا كان التحقيق ذا صدقية، أم أنه مجرد محاولة للتهرب من النقد وتغطية الحقيقة.”
يوم الجمعة زعم مهدي خروبي، أحد المرشحين الأربعة الذين سُمح لهم بالترشح للانتخابات الرئاسية في 12 يونيو/حزيران، أن عدداً من الأشخاص الذين احتُجزوا بسبب احتجاجهم على النتائج الرسمية للانتخابات التي اختلفت بشأنها الآراء قد تعرضوا للضرب حتى الموت في الحجز.
وكان قد زعم في 9 أغسطس/آب أن بعض المعتقلين تعرضوا للتعذيب، بما في ذلك الاغتصاب، ودعا إلى إجراء تحقيق عاجل في تلك المزاعم. وبعد ذلك بوقت قصير، وفي مواجهة القلق الدولي المتصاعد، أعلن رئيس البرلمان أن لجنة التحقيق البرلمانية نفت تلك المزاعم.
وذُكر أن محسن روح الله ميني، نجل أحد كبار مساعدي المرشح الرئاسي محسن رضائي، قد قضى نحبه نتيجة لإصابته بذبحة قلبية ونزيف رئوي بعد مضي أسبوعين على اعتقاله في 9 يوليو/تموز. ويُعتقد أنه كان محتجزاً في معتقل كهريزاك، وأنه أُصيب بجراح خطيرة في وجهه.
وورد أن المرشد الأعلى آية الله خامنئي أمر بإجراء تحقيق في وفاته، وبعد ذلك بوقت قصير، أمر بإغلاق معتقل كهريزاك.
ومضت أيرين خان تقول: “إن المرشد الأعلى يجب أن يتخذ إجراءات للتصدي للانتهاكات المتصاعدة فوراً. فالنفي الرسمي ليس كافياً، ومن الضروري إجراء تحقيق شامل وكامل في مزاعم التعذيب، بما فيها الاغتصاب، وغيره من ضروب الانتهاكات. وينبغي أن يدعو المرشد الأعلى خبراء دوليين- من قبيل المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب، والمقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالإعدام خارج نطاق القضاء والإعدام التعسفي وبإجراءات موجزة- لزيارة إيران والمشاركة في التحقيق، إذا أُريد لهذا التحقيق أن يتسم بالصدقية في الداخل والخارج.”