أكثر من مليون شخص وصلوا إلى أوروبا عام 2015 في قوارب هشة ومكتظة بالراكبين
لماذا دفع هذا العدد الهائل من اللاجئين وطالبي اللجوء آلافا من الدولارات إلى مهربين من أجل المجازفة بحياتهم؟ الأمر بسيط: لم يعد لديهم خيار آخر إذ أُغلِقت الحدود في وجههم، ولم يعد هناك أمل في الوصول إلى بلد آخر بطريقة آمنة وقانونية سوى أمام قلة من الناس.
لم يكن ينبغي لأحد أن يجازف بحياته في رحلة محفوفة بالمخاطر من أجل الحصول على الحماية التي يستحقها. ويمكن للحكومات أن توقف هذا المد بسهولة تامة.
كيف؟ من خلال توفير بدائل أمام اللاجئين.
كندا مثلا فتحت حدودها أمام 25000 لاجئ سوري بين شهري نوفمبر/تشرين الثاني 2015 وفبراير/شباط 2016. كل واحد من هؤلاء وصل إلى منزله في بلده الجديد بالطريقة البديهية الوحيدة: على متن الطائرة. كان بمقدور هؤلاء اللاجئين القيام بذلك بسبب حل أتيح أمامهم وهو إعادة التوطين.
لا ينبغي لأحد أن يجازف بحياته في رحلة محفوفة بالمخاطر من أجل الحصول على الحماية التي يستحقها.
منظمة العفو الدولية
نقطة في بحر

ما هو إعادة التوطين؟
إعادة التوطين هو سبيل لحماية معظم اللاجئين المستضعفين- مثل الناجين من التعذيب أو النساء اللواتي يستمر تعرضهن لخطر سوء المعاملة.
وبكل بساطة، هكذا تسير الأمور: أجبرت على الفرار من وطنك إلى بلد آخر. حينها يتم الاعتراف بك كلاجئ، إما في وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أو المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أو السلطات المحلية. ولكن ما زلت تواجه تهديدات وانتهاكات مثل العنف الجنسي، أو مشاكل في الحصول على العلاج الطبي الذي ينقذ حياتك.
باستخدام معايير محددة، ستحدد المفوضية ما إذا توافرت فيك “معايير الضعف” الخاصة بها، وما إذا كنت في أمس الحاجة إلى الحماية في بلد آخر، وهذا ما يسمى إعادة التوطين. إذا كنت مؤهلاً لذلك، كل ما عليك هو الانتظار بفارغ الصبر لأن تمنح مكاناً. وأما إذا كنت سعيد الحظ، فقد تتلقى مكالمة هاتفية في يوم ما تخبرك بأنه يمكنك تجهيز حقائبك والاستقرار في بلد ثالث.
اللاجئ قد تنطبق عليه شروط إعادة التوطين لو…








هل هناك سبل آمنة وقانونية أخرى متاحة أمام اللاجئين؟
نعم، يمكن للحكومات أن توفر ما يسمى بممرات آمنة في الحالات الطارئة مثل أزمة اللاجئين السورية. وتشمل ما يلي:
- المنح الدراسية الأكاديمية وتأشيرات الدراسة التي تسمح للاجئين ببدء أو استمرار الدراسة.
- تأشيرات العمل التي تقدم للمهنيين فرصة الحصول على وظيفة في الخارج.
- التأشيرات الطبية لمساعدة شخص ما في حالة خطيرة للحصول على العلاج المنقذ للحياة.
- لمّ شمل الأسرة– وهذا يعني انضمام اللاجئين لأقارب يعيشون في الخارج.
- الرعاية الخاصة تشمل الأفراد أو المنظمات الممولين للاجئين للعيش في مجتمعاتهم.
ان اتاحة مثل هذه الفرص لعدد أكبر من اللاجئين سوف يسمح لهم بالسفر إلى بلدان مضيفة جديدة بطريقة آمنة ومنظمة. وهذا يعني أن عدداً أقل من الناس سيخاطرون بحياتهم وسلامتهم من أجل الوصول إلى الأمان.

ما هو الفرق الذي يمكن لهذه الحلول أن تحدثه؟
توفير ممرات آمنة وقانونية يمكن أن يعني إحداث فرق بين الحياة والموت بالنسبة إلى اللاجئين.
ويعني ذلك أنك يمكن ألا تضطر إلى إعطاء ما وفرته من مال إلى مهرب ثم يعرض حياة أسرتك إلى خطر شديد. ويمكن أن يعني ذلك عدم التعرض للضرب أو الاستغلال أو الاعتداء الجنسي، وتجنب الرحلات الطويلة والمرهقة على الأقدام.
ويمكن أن يتيح للاجئين، الذين يعيشون في فقر شديد بالبلدان المضيفة التي لا تستطيع أن توفر لهم حاجياتهم الأساسية مثل لبنان حيث خمس السكان لاجئون سوريون، مهربا من هذا الوضع.
وفضلا عن ذلك، فإن هذه الحلول مثل إعادة التوطين تمنح للاجئين الذين فقدوا كل شيء الأمل في تحسين وضعهم. إنه يمنح لهؤلاء الناس الأشياء البسيطة والضرورية التي يحتاج إليها كل شخص في الحياة أي توفير الرعاية الصحية والسكن والتعليم لأبنائك.
والأهم من ذلك، هذه الإجراءات ضرورية لحماية حقوق الإنسان المتعلقة باللاجئين عندما تعجز حكوماتهم عن حمايتهم أو لا ترغب في القيام بذلك.
بماذا تطالب منظمة العفو الدولية؟
يبدو ذلك منطقيا، وعادلاً، وقابلاً للتنفيذ، أليس كذلك؟
نعم، ولكن للأسف قلة قليلة من اللاجئين الذين انطبقت عليهم شروط إعادة التوطين تلقّوا هذه المكالمة البالغة الأهمية التي تخبرهم بأنهم قُبِلوا من أجل الذهاب للعيش في الخارج.
ذلك لأن بلدانا قليلة هي التي حذت حذو كندا، وقبلت أعدادا كافية للعيش فيها بحيث يشعرون بفرق حقيقي في حياتهم. ومن أجل انقاذ حياة الناس والحد من معاناتهم، تدعو منظمة العفو الدولية الحكومات إلى زيادة فرص قبول اللاجئين بأعداد كبيرة، وتوفير ممرات آمنة وقانونية لهم.
مثلا، نطلب من البلدان في جميع أنحاء العالم أن تقبل نسبة 10% على الأقل من عدد اللاجئين حول العالم بحلول نهاية عام 2018. ولكن لم يُقْبل على الصعيد العالمي سوى 134044 شخص من قبل 30 بلد فقط في العام 2015.
وتشير تقديراتنا إلى أن نحو 12 مليون شخص على مستوى العالم – من أصل 21.3 مليون لاجئ وهو في ارتفاع – يحتاجون إلى إعادة التوطين مع نهاية عام 2018، وهناك حاجة إلى استيعاب مزيد من اللاجئين وبسرعة.
إن استجابتنا لأزمة اللاجئين العالمية ستحدد طبيعة العالم الذي نود العيش فيه نحن وأجيال المستقبل. انضموا الى حملة مرحباً بكم: معاً يمكننا أن نحثّ حكوماتنا على اثبات جدارتها بالقيادة الحقيقية، والاستثمار في حياة الناس ومستقبلهم.
134,044