بعد خمس سنوات من تفجر الاستياء العام من سوء الحكم والقمع على مدى عقود، مما أطاح بنظام الرئيس حسني مبارك المستبد، باتت مصر اليوم في قبضة قمع حديدية مرة أخرى. ففي إطار حملة قمع واسعة النطاق على المعارضة، وُضع خلف قضبان السجون ما لا يقل عن 34 ألف شخص، حسبما اعترفت الحكومة نفسها، وربما آلاف آخرين. ومن بين هؤلاء مئات من قيادات جماعة “الإخوان المسلمون” وكبار مسؤوليهم، ومن مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، وأعداد أخرى غفيرة من منتقدي الحكومة ومعارضيها. ومنذ قيام القوات المسلحة بعزل الرئيس مرسي في يوليو/تموز 2013 ، تعرض عشرات الآلاف من الأشخاص للاعتقال دون محاكمة، أو لأحكام بالسجن أو الإعدام إثر محاكمات كانت في كثير من الأحيان فادحة الجور.