سوريا: مخاوف من وقوع مذبحة للمدنيين في حلب مع تزايد التهديدات بهجوم وشيك على المدينة

قالت منظمة العفو الدولية اليوم إن المخاوف على سلامة المدنيين في شرق مدينة حلب وغربها تتزايد مع تصاعد التهديدات باستئناف، واحتمال احتدام، القتال وعمليات القصف من جانب قوات الحكومة السورية، المدعومة من روسيا، والجماعات المسلحة غير التابعة للدولة بمجرد انتهاء المهلة الإنسانية في وقت لاحق اليوم.

 وتفيد أنباء إعلامية بأن سرباً من الطائرات الحربية الروسية قد توجه إلى اللاذقية، على الساحل السوري، خلال الأيام الأخيرة، مما يشير إلى أن القوات السورية والروسية تُعد العُدَّة لشن هجوم نهائي دموي بغرض السيطرة على المدينة.

 وتعليقاً على ذلك، قالت سماح حديد، رئيسة قسم الحملات ونائبة مديرة الفرع الإقليمي لمنظمة العفو الدولية في بيروت، إنه “حتى في أوقات الحروب، توجد قواعد أساسية ينبغي على جميع الأطراف الالتزام بها. فيجب عدم استهداف المدنيين بشكل متعمَّد، ويجب على القوات المسلحة ألا تقصف المناطق الآهلة بالسكان بشكل عشوائي دون تمييز. وقد دأبت قوات الحكومة السورية، بدعم من روسيا، على انتهاك القانون الدولي الإنساني في شرق حلب وفي مختلف أنحاء سوريا، حيث قتلت عشرات الآلاف من المدنيين بشكل غير مشروع. وفي المقابل، أقدمت جماعات المعارضة المسلحة على قصف المناطق المدنية في غرب حلب ومناطق أخرى دون تمييز”.

 وأضافت سماح حديد قائلةً: “لقد كان نطاق الدمار في شرق حلب مروِّعاً خلال الشهور الأخيرة الماضية. وبالنظر إلى سجل القوات المتحاربة في حلب، ولاسيما القوات الحكومية، فإن منظمة العفو الدولية تخشى وقوع إصابات كبيرة للغاية في صفوف المدنيين مع اتجاه القوات السورية، المدعومة من روسيا، إلى تصعيد هجماتها من أجل السيطرة على المدينة”.

لقد كان نطاق الدمار في شرق حلب مروِّعاً خلال الشهور الأخيرة الماضية.
رئيسة قسم الحملات ونائبة مديرة المكتب الإقليمي لمنظمة العفو الدولية في بيروت

 ومضت سماح حديد تقول: “في الهجمات السابقة على شرق حلب، والتي وثَّقتها منظمة العفو الدولية، لم تتورع قوات الحكومة السورية، المدعومة من روسيا، عن الاستخفاف بالقانون الدولي الإنساني، فشنَّت هجمات بشكل غير مشروع مما أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين، ولم تتخذ الاحتياطات الضرورية لضمان حماية المدنيين، حيث استخدمت أسلحة محرَّمة قانوناً، مثل الذخائر العنقودية. كما يواجه المدنيون في غرب حلب خطر التعرض للهجمات المتكررة وغير المشروعة باستخدام أسلحة تفجيرية تفتقر إلى الدقة، مثل قذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا، من جانب الجماعات المسلحة”.

 كما أعرب بعض السكان في شرق حلب لمنظمة العفو الدولية عن تخوفهم من الهجوم الوشيك على المدينة. فقد قالت إحدى الساكنات، وتُدعى أم محمد، إنها تخشى أن تكون المهلة بمثابة مؤشر على قرب وقوع هجوم أكبر. وأضافت أم محمد قائلةً:

 “أعرف أنه لن يمضي وقت طويل قبل أن ينفتح باب جهنم مرة أخرى. فعندما يعلنون عن مهلة إنسانية، يتوقف قلبي هلعاً، لأنني أعرف أن الخطوة التالية ستكون ضربات جوية”.

  وقال ساكن آخر لمنظمة العفو الدولية: “أخشى أن يكون الهجوم القادم أكثر دموية من الهجوم السابق. ولا يوجد أي مكان يمكن الهرب إليه أو الاختباء فيه. فالقنابل التي تستخدمها القوات الروسية وقوات النظام تدمِّر بناياتٍ بأكملها، بما في ذلك الأقبية”.

 واختتمت سماح حديد تصريحها قائلةً: “إن المهلة الإنسانية المؤقتة التي أعلنت عنها روسيا ليست بديلاً عن السماح بوصول المساعدات الإنسانية على نحو نزيه ودون أية قيود، وعن ضمان حماية المدنيين على المدى البعيد عند استئناف الضربات الجوية. ويجب على جميع أطراف النزاع السماح لمدنيين الراغبين في مغادرة المدينة بالخروج منها دون أية قيود”.