شرطة بنغلاديش تشن حملة قمعية ضد المتظاهرين بصورة سلمية

قالت منظمة العفو الدولية إن قوات الأمن في بنغلاديش قد استخدمت القوة المفرطة ضد المتظاهرين سلمياً الذين شاركوا في إضراب وطني دام يوماً كاملاً يوم الثلاثاء.وتشير الأنباء الواردة من دكار وغيرها من المدن إلى أن أفراد كتيبة التدخل السريع وغيرهم من أفراد الشرطة قد هاجموا المتظاهرين سلمياً بالهروات في أكثر من اثنتي عشرة غارة.وقال شهود ومراقبون محليون لمنظمة العفو الدولية إن أكثر من 100 شخص أُصيبوا بجروح خلال الهجمات.وقال عباس فايز، الباحث في شؤون بنغلاديش، إنه “يتعين على حكومة بنغلاديش إجراء تحقيق فوري في هذه الهجمات التي شنتها قوات الأمن على المتظاهرين سلمياً، وضمان حصول جميع الأشخاص الذين تعرضوا للأذى على العدالة والتعويض المناسب.” وأضاف يقول: “إن لكتيبة التدخل السريع تاريخاً في استخدام القوة المفرطة، وأحياناً المميتة، وإن هذه الحادثة تقتضي رداً قوياً وفورياً من جانب السلطات.”وقد قام الحزب القومي في بنغلادش، وهو حزب المعارضة الرئيسي، بتنظيم الإضراب الوطني من الفجر حتى الغسق احتجاجاً على “سوء الحكم” الذي تمارسة الحكومة بقيادة رابطة عوامي، وذلك عقب إجلاء رئيسة الحزب القومي في بنغلادش خالدة ضياء من منـزلها الذي عاشت فيه نحو 40 عاماً.وحذرت وزيرة الداخلية سهارى خاتون قوى المعارضة بأن الحكومة “ستضرب بيد من حديد كل نوع من أنواع الفوضى باسم الإضراب”.وكانت خالدة ضياء قد استأجرت المنـزل من الحكومة بعد اغتيال زوجها الرئيس السابق الجنرال ضياء الرحمن في انقلاب عسكري وقع في عام 1981. وفي عام 2009، وبعد تولي حكومة رابطة عوامي مقاليد السلطة في البلاد قالت الحكومة إن الإيجار غير قانوني.وقال الحزب القومي في بنغلادش إن أكثر من 1000 شخص من أعضاء الحزب ونشطائه قد اعُتقلوا في الفترة التي سبقت الإضراب العام يوم الثلاثاء.وذُكر أن ما لا يقل عن 30 شخصاً قد اُصيبوا بجروح خلال الهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء في منطقة نارسينغدي، الواقعة على بعد 50 كليومتراً إلى الشمال من دكا، عندما هاجمت كتيبة التدخل السريع والشرطة نحو&1000 متظاهر.وكان من بين الجرحى عضو البرلمان السابق عن منطقة نارسينغدي كاهيرول كبير خوكون، الذي قال لمنظمة العفو الدولية إن المسيرة كانت سلمية ولم تشكل انتهاكاً لأية قوانين.وقال إن أفراد الشرطة وكتيبة التدخل السريع ضربوه بشكل متكرر على ظهره، مما سبب له آلاماً مبرحة. وقد أُصيب، مع 19 شخصاً آخر، بجروح ونُقلوا إلى المستشفى.وفي دكا، نفذ أفراد الشرطة وكتيبة التدخل السريع غارات على مسيرات الحزب القومي في بنغلاديش في أجزاء مختلفة من المدينة. وقد هاجموا الأشخاص الذين كانوا يتجمعون أمام مقر قيادة الحزب القومي في نايا بالتان. وقالت عضو البرلمان نيلوفار تشودهري موني لمنظمة العفو الدولية إنهاكانت مع مجموعة من النساء المتظاهرات الأخريات عندما أنهال عليهن أفراد الشرطة وكتيبة التدخل السريع بالضرب قبل إلقاء القبض على أكثر من 15 إمرأة. وأثناء نقل المتعقلات إلى مركز الشرطة، قامت الشرطيات النساء بضربهن مرة أخرى.وقال عضو آخر في البرلمان عن الحزب القومي في بنغلاديش، وهو رحول قدوس تالوكدر دولو، لمنظمة العفو الدولية إنه كان يقود مسيرة سلمية تضم نحو 600 شخص من نشطاء الحزب القومي في بنغلاديش في ناتور في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني، عندما أطلق حوالي 100 شرطي الغاز المسيل للدموع على المسيرة، وانهالوا بالضرب على كل شخص يجدونه أمامهم. وقد ضربوا المتظاهرين بالهروات على رؤوسهم وأيديهم وأرجلهم وظهورهم، ومما أسفر عن إصابة 25 شخصاً بجروح خلال الهجوم.وقال رحول قدوس تالوكدر دولو: “لقد بدأ رجال الشرطة بضربي على رأسي. وعندما حاولت حماية رأسي بذراعي اليسرى، بدأوا بضربي على ذراعي، مما سبب لي آلاماً مبرحة وصعوبة في استخدام أي من يدي.” وقال عباس الفايز: “إن حكومة بنغلاديش يجب أن تصدر أوامر صارمة إلى قوات الأمن بالتقيد بالتزاماتها بممارسة ضبط النفس وتجنب استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين.”وأضاف يقول: “يتعين على السلطات أن تكفل السماح لجميع المعتقلين بتوكيل محامين من اختيارهم، وتلقي زيارات من عائلاتهم، والحصول على المعالجة الطبية التي يحتاجونها. ويجب إطلاق سراح جميع المعتقلين، مالم تتم توجيه تهم لهم بارتكاب جرائم جنائية معترف بها.”