دَعَوْنا كلا من الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” والحكومة القطرية لحماية حقوق العمال المهاجرين الذين يعكفون على تشييد المرافق الرياضية الخاصة بكأس العالم لكرة القدم في قطر 2022، وقد بدأوا يُصغون إلينا.
في مارس/آذار 2016، كشفنا كيف يُستغل العمال المهاجرون الذين يبنون ستاد خليفة الدولي والذي من المقرر أن يحتضن مباريات نصف النهاية لكأس العالم في قطر.
كشفت التحقيقات التي أجريناها كيف تُفرض رسوم استقدام باهظة على العمال، وكيف أنهم لا يستلمون رواتبهم في ميعادها، وكيف أنهم يعيشون في مرافق قذرة ومكتظة، وكيف أن أرباب العمل يصادرون جوازات سفرهم. بل إن بعض العمال أجبروا على العمل بنظام السخرة.
علامات محدودة على التقدم
آلاف منكم وقَّعوا على عريضتنا التي تدعو إلى إجراء التغيير المطلوب، وهناك ثلاث علامات صغيرة حتى الآن تفيد بأن الفيفا والحكومة القطرية أخذا أخيرا ينصتان إلى هذه الانتقادات:
1. قالت الحكومة القطرية إنها ستحقق مع شركات البناء الرئيسية التي ورد اسمها في التقرير.
2. أقرت الفيفا بأنها لم تثر المخاوف المتعلقة بوضع حقوق الإنسان في قطر مع اللجنة المحلية المسؤولة عن تنظيم كأس العالم حتى مايو/أيار 2015 أي بعد مرور أربع سنوات على اختيار قطر لتنظيم كأس العالم 2022. وقالت الفيفا أيضا إنها لم تعتبر قبل 2015 أن تشييد ملاعب كرة القدم الخاصة بكأس العالم يقع ضمن مسؤولياتها.
3. زار الرئيس الجديد للفيفا ستاد خليفة الدولي وأعلن عن إنشاء هيئة جديدة مكلفة بمراقبة ظروف العمل في الملاعب التي يتم إنشاؤها لاحتضان كأس العالم 2022. وهذه أكثر خطوة ملموسة اتخذتها الفيفا لضمان احترام حقوق الإنسان في إطار بناء المرافق الخاصة بهذه المناسبة.
إن الضغوط التي مارستها من أجل ضمان احترام حقوق العمال المهاجرين ساعدت في جعل هذه الخطوات الصغيرة باتجاه إجراء التغيير ممكنة. شكرا لكم. وأخيرا، يبدو أن الفيفا أخذت تدرك أنها ما لم تتخذ خطوات ملموسة في هذا الاتجاه، فإن مرافق كأس العالم في قطر 2022 ستُشيد على حساب دم، وعرق، ودموع العمال المهاجرين.
خدعة العلاقات العامة
بالرغم من التقدم الحاصل في مجال احترام حقوق العمال المهاجرين، فإننا يجب أن نتأكد من أن الفيفا لم تلجأ إلى خدعة من خدع العلاقات العامة علما بأن وضع العمال المهاجرين أصبح ملحا بشكل متزايد. ومن المتوقع أن تشهد حركة بناء هذه المرافق الرياضية ذروتها في منتصف 2017؛ إذ ستبلغ القوة العاملة 36000 عامل في غضون العامين المقبلين.
ينبغي أن نحرض أشد ما يكون الحرص على ضمان عدم تعرض العمال المهاجرين المعنيين بإنشاء مرافق كأس العالم إلى الانتهاك والاستغلال. يجب أن تكون عمليات التحقيق في ظروف هؤلاء العمال علنية، كما يجب كشف النتائج التي يتوصل إليها التحقيق على الملأ على أن ترافقها إجراءات علاجية بهدف حماية حقوق العمال من أي انتهاك.
وينبغي أن تدعو الفيفا إلى ضرورة إدخال إصلاحات عاجلة على نظام الكفيل الذي يوقع العمال المهاجرين في فخ التعرض لأوضاع مسيئة. يشكل العمال المهاجرون 90% من القوة العاملة في قطر. يجب أن يكون بمقدورهم تغيير المهن التي يقومون بها ومغادرة البلد بدون الحاجة إلى الحصول على إذن رئيسهم في العمل.
واصلوا الضغوط
إذا لم تحدث هذه التغييرات قريباً، فإن الوقت سيكون قد تأخر من أجل منع إقامة كأس العالم على حساب عرق العمال المهاجرين واستغلالهم. من المرجح أن يلتقي مشجعو المنتخبات الكروية الذين سيزورون قطر خلال مباريات كأس العالم العمال المهاجرين في الفنادق، والمرافق الرياضية، والمطاعم، والمحلات التجارية علما بأن حقوقهم تتعرض للانتهاك بشكل يومي.
شكرا مرة أخرى لكل من طالب بإجراء التغييرات حتى الآن. إذا لم تكن قد قمت بذلك بعد، فالرجاء أن توقع عريضتنا وتدعو الفيفا إلى حماية حقوق العمال المهاجرين في قطر.