حياتي في خطر دائم – الحملات الخاصة بالدفاع عن حقوق الإنسان في غامبيا

بقلم فرانسوا باتويل، عضو فريق حملات منظمة العفو الدولية لصالح غرب أفريقيا

لقد تحدثت للتو مع أحد ناشطي حقوق الإنسان في غامبيا. وغني عن القول أن نشر اسمه فقط سوف يكون كفيلا بإلقاء القبض عليه. وتُظهر إفادته القوية مدى حاجتنا الملحة للتحرك من أجل وقف ترويع العاملين على صون حقوق الإنسان في هذا البلد. وإليكم ما اخبرني هو شخصيا به.

“الوضع جد مقلق في غامبيا حاليا. إذ يظهر أن جميع أفعال الرئيس لا تلقي بالا لسيادة القانون بأي شكل من الأشكال. حيث تشيععمليات الاعتقال والحجز والتعذيب والاختفاء القسري والقتل وتطال جميع فئات الشعب.

“وتكمن خلفية ذلك كله في إمساك الرئيس جامع بزمام الأمور وسيطرته شخصيا على مؤسسات الدولة وعملياتها. حيث أصبحت تلك المؤسسات وموظفيها تعمل وفق ما يرضي الرئيس حسب اعتقادهم. وعليه، فلقد اصبح العمل في مجال حقوق الإنسان أكثرالأنشطة المحفوفة بالمخاطر في غامبيا.

“ولطالما ظل الرئيس يمقت حقوق الإنسان والديمقراطية، وجميع العاملين في هذا المجال. ويُوصف الصحفيون وأعضاء المعارضة وغيره ممن يدافعون عن حقوق الإنسان في هذا البلد بأنهم غير وطنيين وغير شرعيين وبأنهم أعداء الدولة.

“وثمة رقابة دائمة على ناشطي حقوق الإنسان الفعليين والمحتملين وغيرهم من الصحفيين وجماعات المعارضة. ولاحظت في أكثر من مناسبة اثناء استخدام هاتفي وجود أصوات أو تشويش على الطرف الآخر من الاتصال. وكنت أعود إلى المنزل ليخبرني أطفالي أن رجلا جاء وطرح عليهم “أسئلة ودية”. ويتخفى عملاء المخابرات بين المشاركين في فعالياتنا ويقومون بستجيل الأنشطة مستخدمين آلات تصوير سرية. وعلاوة على ذلك، لقد تعرض بريدي الإلكتروني للقرصنة أملا من السلطات بالحصول على معلومات تدينني أو تجرمني.

“إذا كنت منخرطا في حملات الدفاع عن حقوق الإنسان، فلا يقتصر الأمر على أن تصبح حياتك أنت في خطر دائم وحسب، بل وكذلك حياة كل من يعرفك أو يعمل معك. ولقد تعرض العديد من الناشطين لضغوط هائلة من أفراد عائلاتهم وأصدقائهم وجيرانهم كي يتوقفوا عن عملهم ونشاطهم في مجال حقوق الإنسان. وفي بعض الحالات، اضطُرت بعض العائلات والأصدقاء إلى نبذ أولئك الأشخاص.

ولقد حاصرني زملاء وأصدقاء لي وأفراد مختلفين من عائلتي في أكثر من مناسبة في محاولة منهم كي ألتزم الصمت وأكتفي برعاية أسرتي. ولقد ذكرني أناس كثر بزوجتي وأطفالي منوهين بأنه لن يكون لهم معيل يرعاهم في حال اختفائي أو وفاتي. ومدفوعين بقلقهم الخالص على سلامتي، توسل إليّ الكثير من الأشخاص توسلا خالصا كي أنأى بنفسي عن العمل في مجال حقوق الإنسان.”

وفي الوقت الراهن، لا زال الدفاع عن حقوق الإنسان في غامبيا عملا محفوفا بمخاطر كثيرة هناك. ويحتفل الرئيس جامع في 22 يوليو/ تموز 2014 بالذكرى العشرين لوصوله إلى سدة الحكم، وتنضم منظمة العفو الدولية بهذه المناسبة إلى غيرها من منظمات حقوق الإنسان في مناشدة نظام حكمه بإفساح المجال لشيء من المعارضة السياسية وحرية التعبير عن الرأي. تحركوا الآن، رجاءا – وقفوا إلى جانب المدافعين عن حقوق الإنسان في غامبيا من خلال إضافة رسائل دعمكم على صفحتنا عبر موقع تامبلر: ذ

20yrsoffear.tumblr.com