ينبغي أن تكف أوزبكستان عن إعادة اللاجئين قسراً إلى قرغيزستان

قالت منظمة العفو الدولية اليوم، الخميس، إنه يجب على السلطات في أوزبكستان أن تكف عن إعادة اللاجئين قسراً إلى قرغيزستان مع وجود المخاوف بشأن استمرار حالة عدم الاستقرار في جنوب قرغيزستان.وقالت أندريا هوبير، نائبة مدير “برنامج أوروبا ووسط آسيا” في منظمة العفو الدولية، “نناشد حكومة أوزبكستان ألا تُقدم على ترحيل لاجئي قرغيزستان إلى ديارهم، أو إجبارهم على العودة، أو إقناعهم بالعودة إلى ديارهم ريثما تتسنى لهم العودة في أمان”.ولا يزال الوضع الأمني في جنوب قرغيزستان يتسم بالتوتر وعدم الاستقرار، بالرغم من ادعاءات الحكومة عن استقرار الوضع. ولا يثق السكان الأوزبكيين في قوات الأمن في قرغيزستان، والتي ثبت أنها عاجزة عن توفير الحماية لهم، كما اتُهمت بالتواطؤ في أعمال القتل والنهب والسلب.وتفيد الأنباء أن أعمال العنف الدامية قد بدأت باشتباكات بين عصابات متنافسة، معظم أفرادها من الشبان القرغيز والأوزبكيين، يوم 10 يونيو/حزيران، وسرعان ما تصاعدت، مما أسفر عن مصرع ما يزيد عن ألفي شخص وإصابة آلاف آخرين، حسبما ورد.وذكرت الأنباء أن حوالي 400 ألف شخص قد فروا من ديارهم، ويُعتقد أن نحو 100 ألف منهم قد فروا إلى أوزبكستان.وأظهرت الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية، ووثقها “معهد التدريب والبحوث” التابع للأمم المتحدة، أن عدد المباني التي “دُمرت تماماً” في مدينة أوش بلغت 1807 مبان، بينما أُصيبت أبنية أخرى بأضرار جسيمة.وأُبلغت منظمة العفو الدولية أن عدداً من اللاجئين قد وُضعوا عنوةً في حافلات متجهة إلى قرغيزستان، وذلك على أيدي مسؤولي مخيمات اللاجئين وقوات الأمن في مقاطعة بخت أباد في أوزبكستان.وقال أحد اللاجئين الأوزبكيين لمنظمة العفو الدولية “كثيرون منا لا يريدون العودة، فنحن نخشى على حياتنا، ولكن ليس أمامنا خيار آخر”.وأفادت الأنباء أن مسؤولين من قرغيزستان زاروا بعض مخيمات اللاجئين في أوزبكستان وحثوا اللاجئين على العودة إلى ديارهم. ففي حديث مع منظمة العفو الدولية، قال أحد اللاجئين في مقاطعة بخت أباد إن حاكم منطقة جلال أباد في قرغيزستان زار المخيم وأبلغ اللاجئين أنه يتعين عليهم جميعاً العودة إلى ديارهم بحلول يوم 25 يونيو/حزيران 2010. ومضت أندريا هوبير قائلةً: “لقد فر أولئك الأشخاص من ديارهم لأنهم يخشون على حياتهم، فقد هربوا ناشدين السلامة من أعمال إطلاق النار وهجمات التخريب والدمار. ومن السابق لأوانه أن تقوم سلطات قرغيزستان بتشجيع اللاجئين على العودة قبل أن تضمن لهم سلامتهم”.وأعربت منظمة العفو الدولية عن اعتقادها بأن الوضع في جنوب قرغيزستان لا يزال متوتراً، لأن الحكومة في قرغيزستان تفتقد إلى ثقة السكان الأوزبكيين في أنهم سيحظون بالحماية في حالة تجدد الهجمات العنيفة.وأضافت أندريا هوبير قائلةً “إن منظمة العفو الدولية تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بخصوص أحداث العنف التي وقعت في جنوب قرغيزستان الأسبوع الماضي. فالتحقيق الدولي هو وحده الذي يمكن أن تعتبره كل الجماعات المتضررة تحقيقاً نزيها وموثوقاً”.