قالت لورين آرونز، كبيرة مستشاري منظمة العفو الدولية المعنية بقضايا النوع الاجتماعي والنزاعات والعدالة الدولية، في معرض تعليقها على تقرير أصدرته لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة وإسرائيل اليوم وخلُص إلى أن إسرائيل استخدمت بشكل منهجي العنف الجنسي والإنجابي وغيره من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد الفلسطينيات والفلسطينيين منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 وارتكبت “أفعال إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين في قطاع غزة بتدمير مرافق الرعاية الصحية النسائية والإنجابية ومنع الحصول على الرعاية الصحية الإنجابية:
“هذه الأدلة الدامغة ما هي إلا مثال واضح آخر على التأثير المدمر للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة واستخدامها للعنف القائم على النوع الاجتماعي لقمع النساء والفتيات الفلسطينيات في عموم الأرض الفلسطينية المحتلة واستخدام العنف الجنسي لإدامة قمع الفلسطينيين من كافة فئات النوع الاجتماعي، لاسيما في مراكز الاحتجاز الإسرائيلية.
“يؤكد التقرير أهوال الجرائم الوحشية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وتبعاتها على النساء تحديدًا. وهي تأتي في أعقاب النتائج التي توصلت إليها منظمة العفو الدولية في تقريرها الصادر في ديسمبر/كانون الأول 2024 الذي خلُص إلى أن السلطات الإسرائيلية ارتكبت، ولا تزال ترتكب، إبادة جماعية في قطاع غزة. وقد اشتملت الأفعال التي شكلت جزءًا من الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل ووثَّقتها منظّمة العفو الدوليّة على إيقاع عشرات آلاف القتلى والإصابات البليغة في صفوف النساء والفتيات وتعمُّد تعريضهن لأوضاع حياتية يُراد بها التدمير المادي للفلسطينيين في غزة، كليًا أو جزئيًا.
هذه الأدلة الدامغة ما هي إلا مثال واضح آخر على التأثير المدمر للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة واستخدامها للعنف القائم على النوع الاجتماعي لقمع النساء والفتيات الفلسطينيات في عموم الأرض الفلسطينية المحتلة.
لورين آرونز، كبيرة مستشاري منظمة العفو الدولية المعنية بقضايا النوع الاجتماعي والنزاعات والعدالة الدولية
“تعرضت النساء الفلسطينيات في غزة لمجموعة من ضروب الأذى البدني والنفسي المتعلقة بالنوع الاجتماعي، ومن ضمنها الإنجابي وغيره من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي.
“وحتى بعد المرحلة الأولى من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ظلت الظروف المعيشية المروعة التي خلقتها إسرائيل خلال هجومها تؤثر على النساء والفتيات بشكل غير متناسب. وهذا يشمل إلحاق أضرار ودمار بالمنازل، والمرافق الصحية، ومن ضمنها أقسام الولادة، وعيادات رعاية الأمومة، وغيرها من أشكال البنية التحتية اللازمة للحفاظ على الحياة، فضلًا عن الملاجئ التي تحمي النساء والفتيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي. وبالفعل، فاقم قرار إسرائيل بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة منعًا باتًا طيلة الأيام الـ 12 الماضية من الأوضاع الكارثية التي تواجهها النساء والفتيات. وحتى قبل فرض هذه التدابير كشكل واضح من أشكال العقاب الجماعي، منعت إسرائيل دخول المساكن المتنقلة والآلات الثقيلة لإزالة الركام. وهذا يعني أن مئات الآلاف من النساء والفتيات يواصلن العيش في أوضاع مريعة في الخيم أو المدارس المكتظة، حيث يتعرّضن للعنف مع شح المياه النظيفة الذي يُسهم في نشوء أزمة في النظافة الصحية.
”كما أخبرت الفلسطينيات اللواتي أُطلق سراحهن من مراكز الاحتجاز الإسرائيلية منظّمة العفو الدوليّة بأنهن تعرضن للتعذيب والعنف الجنسي في الحجز.
“ينبغي أن يدفع نشر تقرير اللجنة المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية حقوق النساء الفلسطينيات والتصدي للجرائم القائمة على النوع الاجتماعي التي تُرتكَب بحق النساء والرجال. وإضافة إلى وقف دائم لإطلاق النار، ثمة حاجة ملحة إلى اتخاذ تدابير لإصلاح المستشفيات والعيادات والمنشآت الصحية ويتعين على إسرائيل رفع حصارها عن قطاع غزة المحتل والذي يعد جزءًا من الإبادة الجماعية وإعادة إمداد الطاقة الكهربائية. كذلك ينبغي عليها إلغاء حظرها لوكالة الأونروا التي يتسم عملها بأهمية بالغة في مواجهة الكارثة الإنسانية، بما في ذلك احتياجات النساء والفتيات.
“لا يمكن نقاش حقوق الإنسان دون التصدي لإفلات إسرائيل طوال عقود من العقاب على الانتهاكات التي ترتكبها ضد الفلسطينيين. ويجب على العالم أن يتحرك لضمان تحول العدالة إلى حقيقة واقعة بالنسبة لجميع الفلسطينيين ولاستعادة شيء من الإيمان بالقانون الدولي للجميع”.
خلفية:
وثّق تقرير منظمة العفو الدولية الصادر في ديسمبر/كانون الأول 2024 كيف ارتكبت إسرائيل خلال هجومها العسكري أفعالًا تحظرها اتفاقية منع الإبادة الجماعية، بقصد محدد وهو تدمير الفلسطينيين في غزة. وتشمل هذه الأفعال أعمال القتل، وإلحاق أذى بدني أو نفسي خطير، وإخضاع الفلسطينيين في قطاع غزة عمدًا لظروف معيشية يراد بها تدميرهم المادي.
كما وثّقت المنظمة أدلة على ارتكاب جرائم حرب على أيدي القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، بما في ذلك الهجمات التي لا تفرق بين المدنيين والعسكريين والتي أسفرت عن وقوع إصابات هائلة في صفوف المدنيين، ومحو عائلات بأكملها، وتدمير أحياء سكنية.
ووثَّقت المنظمة أيضًا انتهاكات للقانون الدولي ارتكبتها حركة حماس وغيرها من الجماعات المسلحة بما في ذلك شن هجمات صاروخية عشوائية على إسرائيل علاوة على أعمال قتل متعمَّدة لمدنيين واحتجاز رهائن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.