موريتانيا: على السلطات ممارسة ضبط النفس أثناء المواكبة الشرطية للاحتجاجات وإنهاء حجب الإنترنت

قالت منظمة العفو الدولية اليوم، إنه على السلطات الموريتانية ضمان الاحترام للحق في حرية التجمع السلمي وممارسة ضبط النفس أثناء قيام قوات الشرطة التابعة لها بمواكبة الاحتجاجات المقرر تنظيمها في وقت لاحق اليوم، بوجود مؤشرات على تصاعد القمع في البلاد، بما في ذلك حجب شبكة الإنترنت واعتقال شخصيات في المعارضة.

الاحتجاجات التي ستنظم بعد ظهر اليوم وسيلة مهمة لشعب موريتانيا كي يعبر عن آرائه بشأن حالة حقوق الإنسان في البلاد، عقب عقد الانتخابات الرئاسية.

فرانسوا باتويل، الباحث في شؤون غرب أفريقيا في منظمة العفو الدولية

وفي هذا السياق، قال فرانسوا باتويل، الباحث في شؤون غرب أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إن “الاحتجاجات التي ستنظم بعد ظهر اليوم وسيلة مهمة لشعب موريتانيا كي يعبر عن آرائه بشأن حالة حقوق الإنسان في البلاد، عقب عقد الانتخابات الرئاسية.”

“ويتعين على السلطات ممارسة ضبط النفس في تعاملها مع المحتجين، بما في ذلك ضمان سلامتهم وفتح فضاء الإنترنت حتى يتمكن المواطنون من التعبير عن أنفسهم بحرية ويتبادلوا المعلومات.”

ويتعين على السلطات ممارسة ضبط النفس في تعاملها مع المحتجين، بما في ذلك ضمان سلامتهم وفتح فضاء الإنترنت حتى يتمكن المواطنون من التعبير عن أنفسهم بحرية ويتبادلوا المعلومات.

فرانسوا باتويل

وقد اجريت الانتخابات الرئاسية في موريتانيا في 22 يونيو/حزيران، وجرى حجب خدمات الإنترنت في 23 يونيو/ حزيران، عقب إعلان مرشح الحزب الحاكم محمد ولد الغزواني أنه قد كسب الانتخابات. ويشكل هذا انتهاكاً للحق في حرية التعبير. حيث حال دون وصول الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان وأفراد المعارضة إلى المعلومات وتبادلها بحرية، وينبغي إلغاء هذا الحظر فوراً.

وفي مواصلة مكشوفة لحملة القمع التي تلت الانتخابات، جرى القبض على عدد من رموز المعارضة. وشملت قائمة المعتقلين صمبا تيام، زعيم “القوى التقدمية للتغيير”؛ وشيخنا محمد الأمين الشيخ، مدير حملة “مبادرةانبعاث الحركة  الانعتاقية” المعروفة بحركة “إيرا”  في حي كسار، بنواكشوط. ويتعين الإفراج عن جميع هؤلاء أو توجيه تهم معترف بها إليهم.  

ومضى فرانسوا باتويل إلى القول: “تبرر السلطات قمعها القاسي بعبارات طنانة تحمّل مواطنين أجانب من بلدان مجاورة مسؤولية الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات. وهذا يبث السموم في الأجواء ويثير مشكلات كبرى في البلاد التي ما برحت تكافح التمييز العنصري المتجذر فيها.

“وينبغي على السلطات الموريتانية التوقف فوراً عن استغلال العبارات المجازية المليئة بالكراهية والتي تقسم المجتمع، وأن تلتزم عوضاً عن ذلك باحترام الحقوق الإنسانية للجميع، وبحمايتها وتعزيزها وإعمالها، بما فيها حقوق المهاجرين وطالبي اللجوء واللاجئين.”

وينبغي على السلطات الموريتانية التوقف فوراً عن استغلال العبارات المجازية المليئة بالكراهية والتي تقسم المجتمع، وأن تلتزم عوضاً عن ذلك باحترام الحقوق الإنسانية للجميع، وبحمايتها وتعزيزها وإعمالها، بما فيها حقوق المهاجرين وطالبي اللجوء واللاجئين.

فرانسوا باتويل

خلفية

كان من المقرر أن تنظم قوى المعارضة مظاهرات بعد ظهر اليوم في موريتانيا للاعتراض على نتائج الانتخابات الرئاسية التي عقدت في 22 يونيو/حزيران. بيد أن السلطات قد منعت عقد المظاهرات، بينما دعا عدة رموز يمثلون المعارضة إلى تأجيلها. ونظراً لعدم توافر الاتصالات الفعالة، بسبب حجب الإنترنت، فمن المرجح أن تخرج الاحتجاجات اليوم على الرغم من المنع والدعوة إلى التأجيل.

وقد أدلى وزير الداخلية ووزير الشؤون الخارجية ومسؤولون كبار في قوات الشرطة بتصريحات حمّلوا فيها مسؤولية الاحتجاجات على نتائج الانتخابات لمواطنين أجانب.

وعشية الانتخابات، دعت منظمة العفو الدولية و32 منظمة محلية أخرى لحقوق الإنسان المرشحين لرئاسة الجمهورية إلى الالتزام بحماية حقوق الإنسان وحمايتها، بما في ذلك مكافحة الممارسات التمييزية وحماية حقوق المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء.