ليبيا: هجوم على مخيم تاورغاء للنازحين على أيدي المليشيات وعرضة لوقوع المزيد من الهجمات وعمليات الهدم

في هذا الصباح هاجمت مجموعة الميليشيا التابعة لكتيبة غنيوة مخيم “طريق المطار” للنازحين في طرابلس، الذي يأوي أكثر من 500 عائلة نزحت من مدينة تاورغاء في 2011. ويبدو أن هذا الهجوم كان رداً على مشاجرة عنيفة وقعت بين بعض الشبان في المخيم قبل حوالي أسبوعين، وأسفر عن مقتل أحد أفراد الميليشيا المسلحة التابعة لكتيبة غنيوة، وفي هذا السياق، قالت نجية بونعيم، مديرة الحملات لشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية:

“لقد تلقينا روايات مباشرة من أشخاص في مخيم طريق المطار يصفون الهجمات التي تعرضوا لها على أيدي الميليشيات خلال الأيام القليلة الماضية. وبينما كانت الأسر تنام أثناء الليل، قامت الميليشيات المسلحة بتحطيم أبواب منازلهم المؤقتة وسرقة الأموال، والأدوات المنزلية، واختطاف 77 رجلاً وصبياً يبلغ من العمر 13 عاماً. وأعطت الجماعة المسلحة الناس في المخيم مهلة حتى وقت متأخر من بعد الظهر لإخلاء المخيم حيث تنتظر الجرافات لهدم كل شيء. وأبلغ السكان السابقون للمخيم منظمة العفو الدولية بأن المخيم فارغ الآن. وأخذت الأسر من ممتلكاتهم ما يستطيعون، وليس لديهم مكان يذهبون إليه”.

“إن هذا الهجوم الشنيع يوضح مستوى الترهيب والعقاب الجماعي الذي تفرضه الميليشيات على النازحين في مخيم طريق المطار. فأجواء الإفلات من العقاب التي عززتها الحكومة الليبية ما هي إلا تشجيعاً للميليشيات على الإفلات من جريمة هذه الانتهاكات المروعة.

واختتمت بونعيم قائلة: “تحتاج السلطات الليبية إلى اتخاذ إجراءات جادة لإعادة نفوذ السلطة القضائية، ونزع سلاح المليشيات وتسريح أفرادها، واتخاذ خطوات حقيقية نحو مساءلة الجناة. ويجب أن تتدخل على الفور لمنع الجماعات المسلحة من إخلاء الأشخاص من المخيم بالقوة، وحماية سكان المخيم من التعرض للمزيد من العنف، وضمان الإفراج الآمن عن أولئك الذين اختُطفوا في مداهمة هذا الصباح. وعلاوة على ذلك، من الضروري أن تأخذ حكومة الوفاق الوطني زمام المبادرة في تمكين وتأمين العودة الآمنة للتاورغاء إلى مدينتهم. ويشمل ذلك مراقبة عملية العودة وعملية تسوية الأوضاع، وإعادة تأهيل المنازل، والمدارس، والبنية التحتية للمدينة “.

خلفية

يأوي مخيم “طريق المطار” للنازحين داخليًا أكثر من 500 عائلة نازحة من مدينة تاورغاء منـذ 2011، عندما استخدمت المدينة كنقطة انطلاق لهجوم موالٍ للقذافي ضد مدينة مصراتة. ونتيجة لذلك، أُجبر جميع سكان تاورغاء البالغ عددهم  40 ألف نسمة إلى الفرار من المدينة، ولم يتمكنوا من العودة. وقد تم نزوح أهالي تاورغاء، وهم يعيشون في منازل مؤقتة ومخيمات متفرقة في جميع أنحاء البلاد منذ ذلك الحين.