كارين واتسون: “التعليم هو أساس كل تغيير اجتماعي”

استرشاداً بالناشطين من جميع أنحاء العالم الذين يتعرّفون على حقوقهم وينشرون ثقافة عالمية لحقوق الإنسان، فإن سلسلة تدوينات “قوة التغيير الكامنة في التربية على حقوق الإنسان” هي نافذة تطل على قصص المدافعين عن حقوق الإنسان الذين شاركوا في مبادرات منظمة العفو الدولية في مجال التربية على حقوق الإنسان. وتسلط هذه السلسلة الضوء على القوة التغيير الكامنة في التربية على حقوق الإنسان، والتحركات التي قام بها هؤلاء النشطاء.

كارين واتسون ناشطة في مجال التربية على حقوق الإنسان في شيلي

كارين واتسون تتحدث في الجمعية العالمية لعام 2018 لمنظمة العفو الدولية ©  Private
كارين واتسون تتحدث في الجمعية العالمية لعام 2018 لمنظمة العفو الدولية © Private

كيف أصبحت ناشطة؟

في أحد المرات سمعت أحدهم يقول: “النضال هو الإيجار الذي أدفعه من أجل العيش في هذا العالم”، ولا يمكنك أن تنسى هذا النوع من التجارب أبدًا. أشعر وكأنني أنتمي إلى خلفية متميزة في بلد يعاني، وأعتقد أن الشيء الصحيح هو استخدام هذا الامتياز لمساعدة أولئك الذين يعيشون في أوضاع أسوأ، لتغيير الأشياء، لرفع أصواتنا.

كانت التربية على حقوق الإنسان نقطة تحول في حياتي. فقد ذهبت إلى ورشة عمل قدمتها منظمة العفو الدولية حول الحقوق الجنسية والإنجابية عندما كان عمري 17 سنة. وكانت تجربة لن أنساها أبداً: هذا النوع من التربية والديناميكية لم أجربه من قبل. لقد كانت البيئة الآمنة التي أنشأناها على وجه الخصوص هي التي أثرت فيّ حقًا، فكان هناك العديد من الأشخاص المختلفين من شتى الخلفيات المتنوعة، وكنا قادرين على المشاركة على مستوى عميق للغاية. فلم تتح لي الفرصة أبداً من قبل للتحدث بمثل هذه الحرية حول مواضيع كهذه. وشعرت بالثقة وبأنهم يفهمونني. لم أكن وحيدة.

أخبرينا عن مبادرة شاركت فيها من خلال التربية على حقوق الإنسان، والتغيير الذي شاهدته يحدث إثر هذه المبادرة.

لعل أكثر اللحظات روعة بالنسبة لي كانت مشاركتي في حملة “شيلي لا تحمي المرأة”، والتي بدأت في عام 2015 وتركزت على تغيير قانون الإجهاض في بلدي. لقد كانت معركة مستمرة لتغيير قوانيننا الصارمة للغاية بشأن عمليات الإجهاض، والتي كانت تمنع تلك القوانين من إجرائها وقتئذ، وفي جميع الظروف.

لقد عملنا جاهدين مع مبادرات مختلفة، من أجل إلغاء تجريم الإجهاض استنادًا لثلاثة أسباب أساسية على الأقل. كانت عملية طويلة، تخللها جهد كبير من قبل جمعيات ومنظمات مختلفة، ولكننا أحدثنا التغيير في القانون في العام الماضي أخيرًا. وكانت خطوة صغيرة، ولكنها إنجاز ضخم. فهذا التغيير يعني أن النساء والفتيات لن يضطررن إلى الموت بسبب عمليات الإجهاض السرية، ولن يعاقبن على اتخاذ قرارات تتعلق بما يفعلن بأجسادهن.

بالنسبة لي شخصياً، كانت لحظة عاطفية جداً، حيث نرى عمل سنوات وسنوات يتحول إلى شيء يؤثر على حياة الناس بشكل بالغ. إنها اللحظة التي تجعلك تمضي قدماً. كانت رؤية تأثيرها على النساء والفتيات في جميع أنحاء البلاد مذهلة! 

التعليم هو أساس كل تغيير اجتماعي. وكل شخص يشعر بالحافز يخطو خطوة صغيرة إلى الأمام.

كارين واتسون

ما هو دور التربية على حقوق الإنسان في هذا الشأن؟

تمنحني التربية على حقوق الإنسان الفرصة للتحدث بصراحة عن رأيي وتحفيز الآخرين على القيام بذلك. ففي حملتنا، لم نسعى إلى تغيير القانون فحسب، بل أردنا تثقيف الناس حول التسامح والحد من وصمة الإجهاض.

أصبحت لدي الفرصة للذهاب إلى المدارس والقدرة على إخبار الأطفال الذين يعانون، كما كنت أعاني مثلهم، بأن آرائهم لها أهمية وقيمة، وأن لديهم الحق في التحدث، والنضال من أجل ما يعتقدون أنه صحيح، حتى عندما يثبط عزيمتهم كبار السن. بعد حضور ورش العمل، أستطيع أن أرى أنهم يشعرون بأن لديهم التأثير، وأن أصواتهم لها صدى، وبأنهم مُحفّزون لإحداث التغيير في مجتمعاتهم.

من خلال العمل في مجال الحقوق الجنسية والإنجابية، أشعر أننا نساعد في إصلاح ثغرات نظامنا التعليمي، ونقوم بإنشاء مساحات آمنة للشباب للتعلم والمناقشة. نحن نحاول تطبيع الموضوعات وتمكين الناس من المطالبة بحقوقهم.

التعليم هو أساس كل تغيير اجتماعي. كل شخص يشعر بالحافز يخطو خطوة صغيرة إلى الأمام.

ما هو التغيير الذي تريدين رؤيته يحدث في مجتمعك، وفي العالم؟

أريد أن أرى الناس والنساء والشباب يتمتعون بحقوقهم. أريد أن يشعر الناس بالقوة وأن يعرفوا حقوقهم. أريد مجتمعًا أكثر انفتاحًا ووعيًا. أود أن أعيش في مجتمع يتذكر ماضيه وبلد يرحب بالمهاجرين واللاجئين ويهتم بحقوق المرأة. وخطوة خطوة، سأحاول المساعدة في بناء ذلك المجتمع!