العراق: يجب إجراء تحقيق في أعمال العنف المميتة في معسكر أشرف

قالت منظمة العفو الدولية إنه يتعين على السلطات العراقية أن تجري تحقيقاً فورياً مستقلاً فيما ورد من أنباء تفيد بأن الجنود العراقيين قد قتلوا وجرحوا مقيمين في معسكر خاص بالمنفيين الإيرانيين في شمالي بغداد، وذلك في هجوم غير مستفز.وقال مالكوم سمارت مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “طبقاً لمعلومات تلقيناها، فقد انتقل الجنود العراقيون إلى المعسكر هذا الصباح واستخدموا القوة المفرطة ضد قاطني المعسكر الذين حاولوا مقاومتهم.وأضاف قائلاً: “وهذه سلسلة أعمال عنف أخيرة يقوم بها جنود الحكومة العراقية ضد قاطني معسكر أشرف، التي تعارض وجودهم المستمر في العراق”.وقد اندلعت المصادمات صباح الجمعة بعد أن تمركزت قوات الأمن العراقية في المعسكر مستخدمة مدرعات حاملة جنود، وأطلقت الرصاص الحي، فيما يبدو، على سكان المعسكر الذين حاولوا مقاومتها؛ مما أدى إلى وقوع عدد من الوفيات والإصابات. ولا يمكن التأكد بعدُ من عدد الضحايا بصورة مستقلة.ويقع المعسكر في ديالى على بعد نحو 60 كيلومتراً شمالي بغداد، وهو مسكن لحوالي 3400 إيرانيين منفيين ولاجئين، من بينهم أعضاء ومؤيدون لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المحظورة.وقال مسؤولو منظمة مجاهدي خلق لمنظمة العفو الدولية إنه نظراً للقيود المفروضة من قبل الحكومة العراقية، فإن المرفق الطبي لمعسكر أشرف ليس لديه الأدوية أو المعدات الطبية المناسبة، التي بها يمكن التعامل مع الذين أبلغت منظمة مجاهدي خلق بأنهم قد أصيبوا في المصادمات.وأضاف ملكوم سمارت: “لو كان ذلك حقيقياً، فسيكون مبعث قلق شديد. وإذا أحبت السلطات العراقية ذلك الأمر أم كرهته، فإنها مسؤولة عن أمن ورفاه سكان معسكر أشرف، بما في ذلك توفير العلاج الطبي الفوري اللازم عند الحاجة إليه”.وقامت منظمة مجاهدي خلق بتحميل مقتطفات من شريط فيديو للمصادمات على يوتيوب تظهر الجنود العراقيين وهم يطلقون النار بشكل عشوائي على المتجمهرين، ويستخدمون عربات لمحاولة صدم آخرين بها.وقال أحد المتحدثين باسم الحكومة العراقية إن سكان معسكر أشرف قد قاموا بإلقاء الحجارة على قوات الأمن أثناء ما سماه “الشغب”. وقال، إن الجنود لم يطلقوا النار ولكن استخدموا القوة لدفع السكان وإعادتهم إلى داخل المعسكر.ومنذ أن سلمت الولايات المتحدة الإشراف على معسكر أشرف إلى القوات العراقية في منتصف 2009، قالت منظمة مجاهدي خلق لمنظمة العفو الدولية أن الوجود العسكري المستمر جعل من الصعوبة بمكان الحصول على العلاج الطبي داخل أو خارج المعسكر.وتقوم لجنة أمنية عراقية بالتحكم في تدفق الإمدادات الطبية إلى المعسكر، وتقرر من يستطيع السفر خارج المعسكر لتلقي علاج متخصص.وفي يوليو/تموز 2009، ذكرت الحكومة العراقية أنه تم إجراء تحقيق في قضية قتل ستة إيرانيين منفيين، وذلك خلال مداهمة قوات الأمن العراقية لمعسكر أشرف. ولم يتم الإعلان عن نتائج هذا التحقيق على الملأ بعد، ولم يعرف أنه قد تم محاسبة أي من أفراد قوات الأمن على أعمال القتل هذه.