نظرة عامة
قام 51 بلدا بتأسيس منظمة الأمم المتحدة عقب نهاية الحرب العالمية الثانية أملا في عدم تكرار فظائع النزاع المسلح والمحرقة من جديد. وعلى مدار السنوات السبعين الماضية، زاد عدد أعضائها وأهمية عملها وأصبحت تضم 193 دولة في عضويتها. وأضحت الأمم المتحدة بذلك أضخم المنظمات دولية وأكثرها أهمية في عالم اليوم.
والأمم المتحدة منظمة مستقلة وعالمية . وهي بمثابة المنتدى الوحيد في العالم الذي فيه تناقش قضايا السلام، وحقوق الإنسان، والتنمية، من قبل جميع بلدان العالم.
وتتمتع منظمة العفو الدولية منذ عام 1964 بصفة استشارية في الأمم المتحدة، الأمر الذي أتاح لها صياغة تطورات حاسمة على صعيد حقوق الإنسان، لا سيما في المجالات التالية:
- اعتماد عدد من الاتفاقيات الرئيسية الصادرة عن الأمم المتحدة – من قبيل اتفاقيتي مناهضة التعذيب وحماية الأشخاص من الاختفاء القسري والحد من تجارة الأسلحة.
- البروتوكولات الاختارية الملحقة بالمعاهدات حقوق الإنسان من أجل إلغاء عقوبة الإعدام وإبعاد الأطفال عن الالتحاق بالقوات المسلحة.
- إنشاء آليات وطنية للحيولة دون وقوع التعذيب، والسماح للأشخاص بتقديم شكاوى ضد الحكومات عن انتهاكات حقوقهم الإنسانية.
- استحداث منصب المفوض السامي لحقوق الإنسان وإنشاء مجلس حقوق الإنسان والاستعراض الدوري الدولي التابع له.
- إنشاء صلاحيات الإجراءات الخاصة بشأن قضايا من قبيل قضايا المدافعين عن حقوق الإنسان، والقضاء التمييز ضد المرأة، وحقوق الإنسان مكافحة الإرهاب، والأعمال وحقوق الإنسان.
- اعتماد قرارات مثل الوقف بالإجماع تقريباً لتنفيذ لعقوبة الإعدام، وتوفير الحماية للمدنيين في حالة الأزمات.
- اعتماد إعلانات الأمم المتحدة بشأن الاختفاء القسري، والمدافعين عن حقوق الإنسان، والتربية على حقوق الإنسان والتدريب.
السياق
“التحرر من الخوف والعوز”
لطالما ظلت الأمم المتحدة تستخدم هذه الدعوة لتحشيد الدول على مدار العقود السبعة الماضية. ولقد أسست المنظمة عملها على ثلاث ركائز هي: حماية حقوق الإنسان، والسلم والأمن، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وكان من أوائل إنجازاتها التاريخية التوصل إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في عام 1948 الذي حدد المبادئ الأساسية الكامنة في صميم حركة حقوق الإنسان وأتاح المجال لتحقيق تقدم بارز. كما شكل الإعلان مصدر إلهام للقوانين والمؤسسات الدولية التي عملت على تحسين حياة الناس بشكل مباشر في مختلف أنحاء العالم.
ومنذ ذلك التاريخ، كان ثمة العديد من المعاهدات والإعلانات الخاصة بحقوق الإنسان صاغت بدورها نظاماً للقانون الدولي والمعايير التي توفر الحماية لنا جميعاً، وتعزز حقوقنا:و تضع حداً للتمييز العنصري والتمييز ضد المرأة، وحظر التعذيب، والإبادة الجماعية، وحماية حقوق الطفل، والأشخاص ذوي الإعاقة، واللاجئين، والمهاجرين، والنازحين داخلياً، والأقليات، والمدافعين عن حقوق الإنسان، والسكان الأصليين، وتنظيم تجارة الأسلحة، والدعوة إلى إلقاء عقوبة الإعدام.
وتتكون الأمم المتحدة من 30 منظمة أو وكالة أو برنامج تربط نشر حقوق الإنسان وصونها بأمور من قبيل المساواة بين الجنسين وتعزيز مكانة المرأة وحماية البيئة ومكافحة الأمراض والحد من الفقر والمساعدة على تحسين الاتصال والتواصل وتعزيز حماية المستهلك ومكافحة مرض فيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة/ الإيدز والاتجار بالمخدرات والإرهاب ومساعدة اللاجئين وإزالة الألغام الأرضية.
وتدعو منظمة العفو الدولية إلى:
قيامنا جميعا بإيجاد عالم يتمتع كل فرد فيه بحقوق الإنسان المكفولة في الإعلان العالمي. وعليه، فنحن ندفع داخل أروقة الأمم المتحدة باتجاه إنجاز ما يلي:
- المصادقة على جميع معاهدات حقوق الإنسان ومعاييرها
- والتطبيق الفعال لمعاهدات حقوق الإنسان ومعاييرها الدولية
- واعتماد معاهدات جديدة تُعنى بقضايا جوهرية – من قبيل مناهضة عقوبة الإعدام أو معاهدة تجارة الأسلحة التي أُقرت مؤخرا
- وإجراء إصلاحات مؤسسية في الأمم المتحدة بغية التوصل إلى منظمة فعالة وقوية تحمي حقوق الإنسان، ويشمل ذلك إصلاح هيئات المعاهدات والإجراءات الخاصة واستحداث منظمة أكثر قوة تكون تابعة للأمم المتحدة وتُعنى بحقوق المرأة.
تفاصيل القضية
كيف تعمل الأمم المتحدة؟
تُعد الجمعية العامة الهيئة الرئيسية في الأمم المتحدة وتشارك 193 دولة عضو في اجتماعاتها وتصوت على قراراتها. وتستمر اجتماعاتها على مدار العام وتتبنى حوالي 300 قرار سنويا تتناول طائفة واسعة من القضايا.
عقب تشكيله بعضوية 47 دولة في عام 2006، يجتمع المجلس طوال العام وبوسعه تناول كامل طيف قضايا حقوق الإنسان وإصدار التوصيات الموجهة إلى الدول بشأنها. كما يقوم المجلس بمراجعة مدى التزام الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بتعهداتها في مجال حقوق الإنسان من خلال آلية معتمدة تُعرف باسم “الاستعراض الدوري الشامل”.
يُعتبر مجلس الأمن أكثر هيئات الأمم المتحدة نفوذا حيث يشمل تفويضه الحفاظ على السلم والأمن الدوليين. وبوسع مجلس الأمن تخويل جهات أخرى باستخدام القوة، وتُعتبر بعض قراراته ملزمة لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. ويضم المجلس 15 عضوا، بينهم خمسة أعضاء دائمي العضوية فيما يتم اختيار الأعضاء العشرة الآخرين عن طريق الانتخاب.
هي عبارة عن لجان تتألف من خبراء مستقلين في حقوق الإنسان يقومون بمراقبة ورصد ما تقوم به الدول على صعيد الأمور الواجب مراعاتها والمتعلقة بمعاهدات حقوق الإنسان التي وقعت عليها.
على الرغم من هذه التسمية، فهي عبارة عن مجموعة من الأشخاص – أي خبراء مستقلين في مجال حقوق الإنسان أو مجموعات من الخبراء الذين يرصدون ويراقبون بلدا معينا أو مسألة بعينها نيابة عن مجلس حقوق الإنسان. وثمة حوالي 40 “إجراءا” خاصا تتضمن المقررين الخاصين والخبراء المستقلين والممثلين الخاصين للأمين العام للأمم المتحدة والفرق العاملة.
هي العملية التي يستعرض فيها مجلس حقوق الإنسان مدى وفاء كل دولة عضو في الأمم المتحدة بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان. وتلعب جماعات ومنظمات المجتمع المدني دوراً رئيسياً في الاستعراض الدوري الشامل من خلال توفير المعلومات بشأن حقوق الإنسان في البلدان قيد الاستعراض، واقتراح تدابير لمواجهة التحديات.
الأمانة العامة ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان
الأمانة العامة للأمم المتحدة هي الخدمة المدنية للأمم المتحدة، ويقودها الأمين العام للأمم المتحدة.
مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان هو جزء من الأمانة العامة للأمم المتحدة ويرأسه المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة. وهو منصب أنشأته الجمعية العامة في عام 1993. ويقوم مكتب المفوضية بتنفيذ برنامج الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. ويشمل دوره إجراء الأبحاث، وتزويد الحكومات والمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان بالخبرة التقنية، وبناء القدرات، والتثقيف في مجال حقوق الإنسان.
ما هو موقف بلدي من معاهدات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان؟