إسرائيل/الأراضي الفلسطينية المحتلة: تعذر حضور أحمد مناصرة جلسة محاكمته بسبب اعتلال صحته بعد نحو عامين في الحبس الانفرادي

أرجأت محكمة اللد المركزية الإسرائيلية جلسة مقررة بشأن تمديد الحبس الانفرادي للأسير أحمد مناصرة أمس، لأن أحمد، وهو فلسطيني يبلغ من العمر 21 عامًا ويعيش في عزلة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2021، كان مريضًا جدًا بحيث لا يمكنه الحضور.  

وقالت خلود بدوي، مسؤولة حملات لشؤون إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة في منظمة العفو الدولية: 

“نُقل أحمد مناصرة إلى وحدة الصحة النفسية في سجن أيَلون (المعروف سابقًا باسم سجن الرملة)، بعد أن أمضى الجزء الأكبر من السنتين الأخيرتين محتجزًا في الحبس الانفرادي. وطلبت مصلحة السجون الإسرائيلية تمديد عزلة أحمد في الحبس الانفرادي لمدة ستة شهور أخرى، في انتهاك صارخ للقانون الدولي. ويشكل تمديد الحبس الانفرادي لأكثر من 15 يومًا انتهاكًا للحظر المطلق للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة. عاملت السلطات الإسرائيلية أحمد مناصرة بقسوة غير إنسانية، عازمة على دفعه إلى ما بعد نقطة الانهيار. وهو الآن شديد المرض لدرجة أنه لم يتمكن من حضور جلسة الاستماع المتعلقة بقضيته. ولكن عند خروج أحمد من العيادة، ستعيده سلطات السجن إلى الحبس الانفرادي، وتعيد جدولة جلسة المحكمة. كابوس أحمد يكاد لا ينتهي. 

عند خروج أحمد من العيادة، ستعيده سلطات السجن إلى الحبس الانفرادي، وتعيد جدولة جلسة المحكمة. كابوس أحمد يكاد لا ينتهي

خلود بدوي، مسؤولة حملات لشؤون إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة

شُخّص أحمد مناصرة باضطرابات خطيرة في صحته العقلية، بما في ذلك الفصام والاكتئاب الحاد، والتي أدخل المستشفى بسببها من قبل. وتواصل السلطات الإسرائيلية تجاهل تحذيرات الأطباء النفسيين المستقلين، الذين قالوا إنّ حياة أحمد معرضة للخطر إذا ظل في السجن. والأسوأ من ذلك أن السلطات الإسرائيلية حكمت على أحمد بقضاء سنوات في عزلة في الحبس الانفرادي على الرغم من ظروفه الصحية، مما يدل مرة أخرى على ازدرائها لحقوق الفلسطينيين وصحّتهم وحياتهم.  

يجب إطلاق سراح أحمد مناصرة من السجن فورًا، حتى يتمكن من بدء تعافيه بدعم أسرته ومجتمعه

خلود بدوي

“كان أحمد مناصرة يراقب طفولته وهي تذوي من وراء القضبان. وهو الآن شاب، وقد تلطخت حياته بالانتهاكات التي تساعد على إدامة نظام الأبارتهايد الإسرائيلي القاسي ضد الفلسطينيين. وهو يعيش صدمة عنيفة، ولكن لم يفت الأوان بعد لإعادة بناء مستقبله. يجب إطلاق سراح أحمد مناصرة من السجن فورًا، حتى يتمكن من بدء تعافيه بدعم أسرته ومجتمعه”. 

وكان أحمد قد اعتُقل في أكتوبر/تشرين الأول 2015 لعلاقته بطعن إسرائيليَيْن يبلغان من العمر 20 و13 عامًا، في القدس الشرقية المحتلة. وعلى الرغم من أن المحاكم الإسرائيلية وجدت أن أحمد لم يشارك في عمليتَيْ الطعن، فهو يقضي حكمًا بالسجن لمدة تسع سنوات ونصف بتهمة الشروع في القتل. 

خلفية

قُتل حسن، إبن عم أحمد والبالغ من العمر 15 عامًا، في مكان تنفيذ عمليَتَيْ الطعن في 2015، وأصيب أحمد بجروح خطيرة بالرأس بعد أن صدمته سيارة. وبينما كان ينزف على الأرض، تجمعت حوله حشود كبيرة للسخرية منه وسط الشتائم التي كيلت له. وأظهرت لقطات من استجواب أحمد مناصرة ثلاثة ضباط إسرائيليين وهم يصرخون في وجهه ويوجهون له التهديدات والشتائم، بينما كان يجلس وهو يبكي واضعًا ضمادة حول رأسه.  

وقد تحمّل أحمد عدة فترات من الحبس الانفرادي، ما يشكل خرقًا للقانون الدولي. في 24 أكتوبر/تشرين الأول 2021، شخّص طبيب نفسي مستقل أحمد بالإصابة بعدة حالات نفسية خطيرة، والتي قال التقرير إنها تطورت منذ اعتقاله. 

ورفضت المحكمة المركزية في بئر السبع في صيف عام 2022 استئناف أحمد مناصرة للإفراج المبكر عنه لدواعٍ طبية.