إيطاليا: في الذكرى الثالثة للتحقيق في عمليات التهريب، طاقم سفينة الإنقاذ يواجهون أحكاماً بالسجن لمدة 20 عاماً

  • عشرة إيوفنتا 10″ أنقذوا أرواح 14,000 شخص قبل احتجاز السفينة.
  • إعادة تمثيل الأحداث بحسب الأدلة الجنائية تُظهر أن أفراد الطاقم كانوا يقومون بإنقاذ أرواح الأشخاص.

في الذكرى الثالثة لاحتجاز سفينة الإنقاذ “إيوفنتا” والتحقيق القضائي مع 10 أشخاص من أفراد طاقمها، تُطلق منظمة العفو الدولية حملة تضامن عالمية معهم.

وتدعو الحملة المدعي العام الإيطالي إلى إسقاط التحقيق غير المنطقي ضد “عشرة إيوفنتا”. فعلى الرغم من أنهم أنقذوا حياة ما يربو على 14,000 شخص، فإنهم متهمون “بتسهيل دخول” المهاجرين بصورة غير نظامية إلى إيطاليا، وهي تهمة عقوبتها السجن لمدة تصل إلى 20 عاماً.

إن تجريم عمليات الإنقاذ في عرض البحر أعاقَ الأنشطة الحيوية المتعلقة بإنقاذ الأرواح في منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط، ويُعتبر جزءاً من حملة قمعية أوسع ضد أعمال التضامن في بلدان أوروبا.

ماريا سيرانو، مسؤولة الحملات المعنية بالهجرة في منظمة العفو الدولية

وقالت مسؤولة الحملات المعنية بالهجرة ماريا سيرانو إنه “بعد مرور ثلاث سنوات على بدء التحقيق الجنائي الذي لا يستند إلى أي أساس، لا يزال أفراد طاقم السفينة العشرة في وضع معلّق تحت طائلة الحكم بالسجن لمدد طويلة.”

“وإن تجريم عمليات الإنقاذ في عرض البحر أعاقَ الأنشطة الحيوية المتعلقة بإنقاذ الأرواح في منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط، ويُعتبر جزءاً من حملة قمعية أوسع ضد أعمال التضامن في بلدان أوروبا. ويرتبط بمصير هؤلاء الرجال والنساء العشرة مصائر مئات الأشخاص الآخرين وآلاف اللاجئين والمهاجرين الذين يقدمون لهم المساعدة.”

لم يعد بوسعنا الوقوف مكتوفي الأيدي والتفرُّج على اختفاء الأشخاص في المقبرة الجماعية الواقعة في عرض البحر المتوسط.

أحد أفراد طاقم عشرة إيوفنتا

ويزعم المدَّعون العامُّون أن أفراد طاقم سفينة “إيوفنتا” قاموا، خلال ثلاث عمليات إنقاذ وقعت في عامي 2016 و2017، بترتيب عمليات تسلُّم للاجئين ومهاجرين من مهربين بشكل مباشر، وإعادة القوارب الفارغة كي يُعاد استخدامها. وقد نفى أفراد طاقم “إيوفنتا” جميع تلك الاتهامات. وأظهرت عملية إعادة تمثيل أحداث عمليات الإنقاذ الثلاث المحوسبة في إطار مشروع الأدلة الجنائية الخاصة بعلم المحيطات “فورانسيك أوشيانوغرافي” أن سفينة إيوفنتا 10 كانت تقوم بإنقاذ أرواح الأشخاص.

وقال لورنزو بيزاني، الباحث في كلية جولدسميث في جامعة لندن والخبير في مشروع“فورانسيك أوشيانوغرافي”: “إن دراسة الأدلة الجنائية التي أجريناها كانت تهدف إلى تقييم مزاعم السلطات الإيطالية. وجاءت النتائج واضحة، وهي أنه لا تتوفر أية أدلة على وجود تواطؤ بين طاقم سفينة “إيوفنتا” والمهربين.”

وذكر أحد طالبي اللجوء الذين تم انقاذهم من قِبل سفينة إيوفنتا أنه رأى أشخاصاً في ليبيا قد تعرضوا لعمليات اغتصاب وتعذيب وقتل ، وقال:

إن كانت تهدف إلى تقييم مزاعم السلطات الإيطالية. وجاءت نتائج دراسة الأدلة الجنائية التي أجريناها واضحة، وهي أنه لا تتوفر أية أدلة على وجود تواطؤ بين طاقم سفينة “إيوفنتا” والمهربين.

لورنزو بيزاني، الباحث في كلية جولدسميث في جامعة لندن والخبير في مشروع"فورانسيك أوشيانوغرافي

“لو أن شخصاً ما قال لي إنه ستتم إعادتي إلى ليبيا، لفضَّلتُ الموت في عرض البحر. لقد كان الأشخاص سعداء وبدأوا يغنُّون ويشكرون الله. هكذا صادفْنا سفينة إيوفنتا.”

وقال أحد أفراد طاقم عشرة إيوفنتا: “لم يعد بوسعنا الوقوف مكتوفي الأيدي والتفرُّج على اختفاء الأشخاص في المقبرة الجماعية الواقعة في عرض البحر المتوسط. وقد اخترنا أن نستغل امتيازاتنا كي نكون شهود عيان ومراسلين وملاذاً آمناً لآلاف الأشخاص المهاجرين.”

“لقد كانت مهمتنا جميعاً، ولا تزال، وستبقى تتمثل في إنقاذ أرواح البشر حيثما كان ذلك ممكناً، وتوفير الحماية إلى أولئك الذين يحتاجونها، ومعاملة كل شخص معاملة كريمة، والنضال معهم من أجل العالم الذي نريد أن نعيش فيه.”

للاطلاع على مزيد من المعلومات أو لترتيب مقابلات، يُرجى الاتصال بالعناوين التالية:

البريد الإلكتروني:[email protected] أو بواسطة الهاتف رقم: +447936766445 أو رقم:  +44 2030365599

إعادة تمثيل الأحداث أعدّته وكالة “فورنسيك أركيتكتشور” – Forensic Architecture أنظر الرابط:

https://forensic-architecture.org/investigation/the-seizure-of-the-iuventa

خلفية

إن قضية سفينة “إيوفنتا” ليست قضية معزولة. ففي سائر أنحاء أوروبا يتعرض الأشخاص الذين يعبِّرون عن تضامنهم مع اللاجئين والمهاجرين، أو يساعدونهم، للتهديد والتشهير والترهيب والمضايقة، وجرِّهم إلى المحاكم، لا لشيء، إلا بسبب مساعدة الآخرين. وقد أساءت السلطات استخدام قوانين مكافحة التهريب لتجريم المدافعين عن حقوق الإنسان والمعاقبة على التضامن.

https://www.amnesty.org/en/documents/eur01/1828/2020/en/

وفي السنوات الأخيرة انخفض عدد الأشخاص الذين وصلوا إلى إيطاليا عبر منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط، وذلك بسبب الجهود التي بذلتْها أوروبا للاستعانة بليبيا للقيام بعمليات المراقبة والسيطرة على. وانخفض عدد القادمين إلى إيطاليا من 181434 شخصاً في عام 2016 إلى 11471 شخصاً في عام 2019. ووفقاً لبيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد وصل إلى إيطاليا 9725 شخصاً حتى يوليو/تموز 2020.

وكانت قلة عمليات الإنقاذ قد أدت إلى زيادة معدلات الوفاة في عامي 2018 و2019. ومنذ عام 2016، تم اعتراض أكثر من 50,000 امرأة ورجل وطفل في عرض البحر من قبل خفر السواحل الليبي وإعادتهم إلى ليبيا، حيث هم عُرضة للاعتقال التعسفي والتعذيب والابتزاز والاغتصاب.

لقد مثَّلت قضية سفينة “إيوفنتا” الإجراءات القضائية الأولى من نوعها التي اتُّخذت ضد منظمة إنقاذ غير حكومية في إيطاليا عقب حملة تشهير لطَّخت سمعة المنظمات غير الحكومية.