ست سنوات من الغربة عن الأهل – معتقلو غوانتنامو من البوسنة والهرسك

أنا عائد إلى زوجتى وأطفالي، وأنت ستعود إلى زنزانتك مثل الكلب“. هذا ما قاله أحد محققي الولايات المتحدة، حسبما ورد، إلى بلقاسم بن سايح.    

وعلى عكس محققه الأمريكي، يكاد بلقاسم بن سايح أن يفقد الأمل في أن يعود قريباً إلى الوطن ليلتقي زوجته وأطفاله. فقد مضى حتى الآن ست سنوات منذ القبض عليه في البوسنة والهرسك وتسليمه إلى قوات الولايات المتحدة مع خمسة رجال آخرين من أصل جزائري. وما زالوا جميعاً رهن الاحتجاز في غوانتنامو. ولم توجه إلى أي منهم أية تهمة جنائية. ولم يتمكن أي منهم من الطعن في قانونية اعتقاله أمام محكمة ما.

وعلى الرغم مما يعانيه من أمراض عديدة، يرفض بلقاسم بن سايح العلاج في غوانتنامو نظراً لعدم ثقته بالموظفين أو التجهيزات. وهو محتجز في الوقت الراهن في المعسكر 6، حيث يقضي ما لا يقل عن 22 ساعة يومياً في زنزانة من الفولاذ الصلب دون ضوء طبيعي.

أحد الرجال الآخرين، وهو الأخضر بومدين، مضى على مشاركته في إضراب عن الطعام أكثر من سنة احتجاجاً على اعتقاله غير القانوني. وتتم تغذيته يومياً بصورة قسرية وهو مثبت إلى كرسي التقييد. وقد أبلغ محاموه منظمة العفو الدولية أن سلطات غوانتنامو تحتجز الرسائل التي تبعث بها ابنته الصغيرة لترجوه أن يوقف إضرابه عن الطعام.

أما الأربعة الآخرون فهم حاج بوديلة، ومحمد نشله، وصابر الأحمر، ومصطفى آية إدير.  

اضغط على الصور إلى اليمين لمشاهدة عرض  الصور يتضمن صوراً للرجال الستة قبل اعتقالهم.
ترحيل غير قانوني إلى غوانتناموحدث تسليم الرجال الستة إلى حجز الولايات المتحدة وترحيلهم الذي تلاه إلى غوانتنامو في 2002. وتم هذا على الرغم من إصدار المحكمة العليا لجمهورية البوسنة والهرسك الاتحادية أمراً في 17 يناير/كانون الثاني 2002 بالإفراج الفوري عنهم، ورغم إصدار غرفة حقوق الإنسان للبوسنة والهرسك أمراً مؤقتاً بمنع ترحيلهم أو طردهم أو تسليمهم إلى جهة أخرى.

وفي 2002 و2003، قضت غرفة حقوق الإنسان للبوسنة والهرسك مجدداً بأن ترحيل الرجال الستة كان غير قانوني، وحثت السلطات على القيام بالإجراءات اللازمة من أجل حماية حقوق الرجال الستة.

إن منظمة العفو الدولية تدعو سلطات الولايات المتحدة إلى الإفراج عن جميع معتقلي غوانتنامو فوراً ما لم يوجَّه إليهم الاتهام ويقدموا إلى محاكمة عادلة.

لقد اعترفت سلطات البوسنة والهرسك بمسؤوليتها عن الترحيل غير القانوني للرجال الستة. ويتعين عليها الآن أن تفعل كل ما في وسعها لضمان الإفراج عنهم من غوانتنامو والسماح لهم بالعودة إلى البوسنة والهرسك إذا ما رغبوا في ذلك، ما لم توجه سلطات الولايات المتحدة الاتهام إليهم على وجه السرعة وتقدمهم للمحاكمة أمام محكمة مستقلة وغير متحيزة. ويتعين كذلك عدم إرسالهم بصورة قسرية إلى الجزائر أو إلى أية دولة أخرى يمكن أن يتعرضوا فيها لخطر التعذيب أو سوء المعاملة.
ما بيدك أن تفعله
المبادرة إلى التوقيع على إطار منظمة العفو الدولية لوضع حد لاعتقالات الولايات المتحدة غير القانونية، والخطوة الأولى في هذا الإطار هي إغلاق غوانتنامو.

“الشكر الجزيل على كل ما قدمتموه من دعم خلال السنوات الست الماضية من النضال في سبيل تحرير ما سُمي “الجزائريين الستة”. وفي الحقيقة، لا أستطيع العثور على الكلمات المناسبة للتعبير عن امتناني، ولكنني كلما شعرت بالإجباط والوحدة، تصل إليّ رسالة من واحد منكم فتنتعش روحي، وأشعر من جديد بالقوة كيما أواصل كفاحي …”
ناديا ديزياريفيتش، زوجة المعتقل في غوانتنامو بوديله الحاج.