الأرجنتين

لا تتخذ منظمة العفو الدولية أي موقف من قضايا السيادة أو النزاعات الإقليمية. وتستند الحدود على هذه الخريطة إلى بيانات الأمم المتحدة الجغرافية المكانية.
العودة. الأرجنتين

الأرجنتين 2023

استمرت أعمال القتل القائمة على النوع الاجتماعي بلا هوادة خلال عام 2023، واستمرت معها ظاهرة الإفلات من العقاب. وظلت سبل الحصول على الإجهاض متفاوتة في العديد من أنحاء البلاد، بالرغم من إلغاء تجريمه. وتفشى استخدام القوة في صفوف قوات الأمن، وكان مشوبًا بتحيز عنصري. وظل تقييد وتجريم التظاهر سائدًا. وكانت التدابير المتعلقة بتغير المناخ قاصرة عن تحقيق الأهداف اللازمة للحد من الانبعاثات العالمية.

خلفية

ظلت البلاد غارقة في أزمة اقتصادية واجتماعية. وحتى يونيو/حزيران، كان 40% من السكان يرزحون تحت وطأة الفقر، في حين بلغ معدل البطالة 6.2%. وأجريت الانتخابات الوطنية في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني، وانتهت بفوز حزب لا ليبرتاد أفانزا بنسبة 55.65% من الأصوات.

في ديسمبر/كانون الأول، أصدر الرئيس مرسومًا رئاسيًا بشأن الضرورة والإلحاح، يقضي بإلغاء أو تعديل أكثر من 70 قانونًا، وعرض على الكونجرس مشروع قانون بشأن أسس ونقاط انطلاق لحرية الأرجنتينيين، وأعلن حالة الطوارئ العامة حتى 31 ديسمبر/كانون الأول 2025، وفرض تغييرات رجعية في مجالات الرعاية الصحية، والتعليم، والإسكان، وحرية التعبير، وحرية التجمع، والنوع الاجتماعي، وغيرها.

وأثناء الاستعراض الدوري الشامل، تلقت الأرجنتين 287 توصية، بعضها يتعلق بسبل الحصول على الإجهاض، وقانون الطوارئ الخاص بأراضي السكان الأصليين، واستمرار العنف المؤسسي.

وأوصت لجنة الأمم المتحدة المعنية بحالات الاختفاء القسري بإنشاء هيئة فيدرالية تتولى تنسيق عمليات البحث عن المفقودين.

وتقاعس الكونغرس عن تعيين موظف للمظالم منذ عام 2009. وظلت هناك وظيفة شاغرة في المحكمة العليا، التي تتألف حصرًا من الرجال، منذ عام 2021.

العنف الجنسي والقائم على النوع الاجتماعي

وفقًا للأرقام التي جمعتها المنظمات غير الحكومية، فقد سجلت 308 حالة من أعمال القتل القائمة على النوع الاجتماعي خلال عام 2023، وقعت 62% منها في سياق أسري. وأظهرت أحدث البيانات الرسمية تصاعد عدد جرائم الكراهية القائمة على هوية النوع الاجتماعي أو الميول الجنسية إلى 129 في عام 2022.

وفي نهاية العام، انبثقت نتائج محدودة عن التحقيق المستمر في اختفاء سيسيليا سترزيزوفسكي البالغة من العمر 28 عامًا واحتمال جريمة قتلها القائمة على نوعها الاجتماعي، في مدينة رزيستنسيا بمقاطعة تشاكو.1

وعُثر على صوفيا إينس فرنانديز، وهي امرأة عابرة جنسيًا في الأربعين من عمرها، ميتة في زنزانة بأحد مراكز الشرطة في بلدة دركي، حيث كانت محتجزة بتهمة السرقة. وزعم أفراد الشرطة المتهمون أنها انتحرت، ولكن التشريح الأولي للجثة أظهر أن سبب الوفاة هو الاختناق. وبحلول نهاية العام، لم توَجَّه تهمة لأي شخص على خلفية وفاتها.

وفي أكتوبر/تشرين الأول، وافق الكونغرس على مشروع قانون يقضي بإدراج العنف في البيئات الرقمية ضمن تعريف العنف ضد المرأة؛ وينص القانون على تدابير وقائية احتياطية، من بينها سلطة القضاة في إجبار المنصات الرقمية على حذف أي محتوى عنيف.

وحتى نهاية العام، لم يكن القضاء قد بتَّ بعد في قضيتي صحفيتين تقدمتا بشكاوى لما تعرضتا له من المضايقات والعنف على الإنترنت.

وبين عامي 2020 و2021، سُجِّلت 3,219 حالة اعتداء جنسي على الأطفال، كانت 74.2% منها لأطفال تعرضوا للاعتداء على يد شخص في محيطهم القريب.

الحقوق الجنسية والإنجابية

ظلت هناك عقبات تحول دون الوصول إلى خدمات الإجهاض، بالرغم من القانون الصادر عام 2020 الذي يشرّع الإجهاض خلال الأسابيع الأربعة عشر الأولى من الحمل. ووفقًا لبيانات وزارة الصحة الوطنية، فمنذ صدور القانون حتى أكتوبر/تشرين الأول 2023، سجل قطاع الصحة العامة 245,015 عملية إجهاض. ولم تتوفر أي بيانات رسمية حول عدد عمليات الإجهاض في القطاع الخاص، علمًا أن 57% من السكان يستخدمون الرعاية الصحية الخاصة.

ووفقًا للبيانات الرسمية المنشورة عام 2023، فقد بلغ عدد الأشخاص الحوامل دون الخامسة عشرة من العمر الذين أنجبوا خلال عام 2021 ما لا يقل عن 1,394 شخصًا. وبالرغم من تناقص عدد الأشخاص الحوامل من الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عامًا خلال الفترة بين عامي 2016 و2021، فإن أكثر من 46,236 شخصًا في هذه الفئة العمرية قد أنجبوا خلال عام 2021.

الاستخدام المفرط للقوة

في مايو/أيار، سلطت ‎لجنة القضاء على التمييز العنصري‏ الضوء على استمرار التصنيف العرقي في الاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الأمن، وخصوصًا ضد الشعوب الأصلية، والمهاجرين، واللاجئين، والفئات المهمشة.

ولم يُحرز أي تقدم يُذكر في التحقيق بشأن تعذيب ووفاة ماورو كورونل في حجز الشرطة عام 2022 بمقاطعة سنتياغو ديل إستيرو؛ ولم يوجَّه الاتهام لأحد بالتسبب في وفاته.2

وفي أغسطس/آب، أصدرت إحدى محاكم مدينة كروث دل إيخي بمقاطعة قرطبة حكمًا بالسجن المؤبد على شرطي من بين ستة من أفراد الشرطة متهمين بقتل خواكين باريديس البالغ من العمر 16 عامًا. وكان خواكين وستة من أصدقائه يحتفلون بعيد ميلاد في الشارع أثناء إجراءات العزل الخاصة بكوفيد-19 عندما أطلقت الشرطة النار عليه.

الحق في الخصوصية

تقاعست منصة التواصل الاجتماعي تيك توك، التي بلغ عدد مستخدميها في البلاد أكثر من 16.5 مليون شخص عام 2023، عن ضمان حقوق الأطفال في الخصوصية والصحة؛ إذ لم توقف المنصة استخراج البيانات الشخصية للمستخدمين، واستخدمت خاصية تحديد الموقع الجغرافي بدون إذن المستخدمين.

حرية التعبير والتجمع

ورد أن الشرطة استخدمت القوة المفرطة وغير القانونية لفض المظاهرات التي اندلعت احتجاجًا على إصلاح دستور مقاطعة خوخوي الذي اعتمد في 15 يونيو/حزيران.3 وعانى خويل باريديس من فقدان عينه اليمنى نتيجة رصاصة مطاطية أطلقتها شرطة خوخوي. ويفرض الإصلاح الدستوري قيودًا على الحق في التظاهر، وعلى ممارسة الشعوب الأصلية للتشاور والمشاركة وملكية الأراضي. واحتُجز العشرات من المتظاهرين بصورة تعسفية وتم تجريمهم، من بينهم المحامي المدافع عن حقوق الإنسان ألبرتو ناجار، الذي وجهت إليه تهمة إثارة الفتنة، وغيرها من الجرائم. وتُستخدم تهمة الفتنة بصورة غير قانونية لتجريم المعارضة.

في 15 كانون الأول/ديسمبر، أصدرت وزارة الأمن “بروتوكول حفظ النظام العام في حالة حواجز الطرق” (القرار 943/2023). وينص البروتوكول على أن أي مظاهرة تنطوي على إغلاق الشوارع أو الطرق تشكل “جرم مشهود” ويمكّن قوات الأمن من فضّ الاحتجاج أو تفريقه. كما يتضمن أحكامًا لجمع المعلومات حول قادة المظاهرات العامة والمشاركين فيها وتجريمهم ووصمهم.

الإفلات من العقاب

استمرت المحاكمات أمام القضاء المدني العادي على الجرائم ضد الإنسانية التي ارتُكبت أثناء فترة الحكم العسكري بين عامَيْ 1976 و1983. وصدر 307 أحكام خلال الفترة بين 2006 وسبتمبر/أيلول 2023، مما يرفع العدد الإجمالي لقرارات الإدانة إلى 1,159 قرارًا وأحكام البراءة إلى 178 حكمًا.

وفي نهاية العام، لم تكن محكمة الدول الأمريكية لحقوق الإنسان قد أصدرت حكمها بعد بشأن إفلات الجناة المتورطين في تفجير المركز اليهودي التابع للرابطة الأرجنتينية الإسرائيلية المشتركة (AMIA) عام 1994 من العقاب.

الحق في بيئة صحية

بالرغم من أن الأرجنتين اتخذت تدابير لتخفيض انبعاثاتها في قطاعات مثل النقل والبناء، فقد ركزت إستراتيجيتها في مجال الطاقة على الوقود الأحفوري مما منع البلاد من بلوغ أهدافها المناخية بسبب تزايد الانبعاثات.


  1. “Argentina: Woman disappeared amid possible femicide”, 3 July
  2. “One dead, three years, no arrests: no justice for Mauro Coronel”, 1 September (Spanish only)
  3. “Argentina: Violent repression and criminalization in response to protests in Jujuy”, 5 October