جمهورية إفريقيا الوسطى: تصاعد حوادث إراقة الدماء وأعمال القتل الانتقامية 


صرحت منظمة العفو الدولية اليوم أنه قد أُبلغ عن وقوع أعمال قتل انتقامية في مختلف أنحاء بانغي وغيرها من المناطق في جمهورية إفريقيا الوسطى هذا اليوم في أعقاب صدامات مسلحة اندلعت في ساعات الصباح الباكر.وفي معرض تعليقه على هذه التطورات، قال الخبير في شؤون إفريقيا الوسطى بمنظمة العفو الدولية، كريستيان موكوسا: “ثمة نمط مستمر يشهد القيام باعتداءات انتقامية تعقب عمليات توغل الجيش في مناطق جمهورية إفريقيا الوسطى، الأمر الذي يجعل من المدنيين أهدافاً مكشوفة ويعرضهم لخطر عظيم”.   وأضاف موكوسا قائلا: “ويُبرز ذلك مدى الحاجة الملحة إلى ضرورة إرسال قوات لحفظ السلام تتحلى بالمصداقية والفعالية، ويمكنها التحرك من أجل حماية الفئات الأكثر عرضة للخطر مع انزلاق البلاد نحو أتون هذه الأزمة”. ووفق ما أفادت به مصادر موثوقة، فيُعتقد أن العديد من الضالعين في الاقتتال الذي وقع اليوم هم من الجنود الأطفال، حيث كان بعضهم وفق ما ورد مسلحين بالبلطات والقضبان المعدنية وغيرها من الأسلحة البدائية.وبحسب التقارير الواردة، فلقد جُلبت جثث 50 شخصا إلى أحد المساجد في حي “بي كي 5″، أحد أحياء المسلمين في العاصمة بانغي. واتضح أن معظم الضحايا قُتلوا بالبلطات وغيرها من الأسلحة المشابهة.ويُنقل الكثير من القتلى والجرحى إلى مختلف مستشفيات العاصمة، ولكن لم تتوفر حتى الساعة حصيلة مؤكدة لأعداد القتلى.  وتحدثت منظمة العفو الدولية مع أطباء يعملون في عدد من المستشفيات المختلفة؛ ووصف هؤلاء الأطباء طبيعة التحديات التي تواجههم، وقدموا تفاصيلا حول حالات الجرحى الذين كانوا بحاجة للعلاج على وجه السرعة.  وقال كريستيان موكوسا المتواجد حاليا في العاصمة بانغي: “لقد أُغلقت فعليا جميع مرافق العاصمة.  ويخبرنا الأطباء عن مدى رغبتهم الملحة في الوصول إلى المستشفيات وإجراء عمليات جراحية تساهم في إنقاذ الأرواح، ولكن أنى لهم ذلك في ظل حالة انعدام الأمن التي اجتاحت المدينة”.ومن المتوقع أن يتسبب القرار الذي أصدره الرئيس بحظر التجول ما بين السادسة مساءا والسادسة صباحاً في تراجع مستوى العلاج المتوفر في المستشفيات، وذلك لكون حظر التجول المفروض يحول دون وصول الطواقم الطبية إلى المرضى والجرحى. واختتم موكوسا تعليقه قائلا: “لقد فاقت تبعات الأزمة الحالية قدرات الطواقم الطبية في المستشفيات.  إذ تحدثت عصر هذا اليوم مع المسؤولين في أحد مستشفيات الأطفال الذين تحدثوا عن استقبالهم لحوالي 18 شخصا من جرحى اشتباكات اليوم، بما في ذلك 10 أطفال وثمان نساء جُرحوا جميعا جراء إصابتهم بشظايا قنابل الهاون.  كما أخبرني أفراد آخرون من الطواقم الطبية عن حجم الإحباط الذي يمرون به جراء عدم توفر العدد الكافي من الموظفين أو الاختصاصيين المناسبين من أجل معالجة المرضى والجرحى”.    ووردت أنباء تفيد بقيام سكان بانغي بمغادرة منازلهم بحثاً عن ملاذ آمن في مختلف مواقع العاصمة.  ولقد استلمت منظمة العفو الدولية تقارير تفيد بفرار أكثر من 1000 شخص إلى كنيسة القديس بيرنار الكاثوليكية بماندابا في بوي رابي.