باكستان: قتل بعض الشيعة يُبرز تقاعس الحكومة عن توفير الحماية لهم  

صرحت منظمة العفو الدولية بأن مقتل لا يقل عن 25 شخصاً أثناء أحد الاحتفالات الدينية بالأمس يسلط الضوء على استمرار تقاعس السلطات الباكستانية عن توفير الحماية للأقلية الشيعية في البلاد. ولقد أعلنت حركة طالبان-باكستان مسؤوليتها عن تفجيرات الأمس في مدينتي راوالبندي وكراتشي التي تزامنت مع احتفالات الشيعة بذكرى العاشر من محرم.  وقالت نائبة مدير برنامج آسيا والباسيفيكي بمنظمة العفو الدولية، بولي تروسكوت: “تبرهن هذه الاعتداءات على عدم اعتداد حركة طالبان  بحقوق الإنسان ومباديء الإنسانية”.وأضافت تروسكوت معلقةً: “ولسوء الحظ، فحركة طالبان ما هي إلا واحدة من بين الجماعات العديدة الضالعة في اعتداءات على المسلمين الشيعة خلفت المئات منهم ما بين قتيل وجريح في باكستان هذا العام”.ولقد تمكنت منظمة العفو الدولية من تسجيل وقوع ما لا يقل عن 39 اعتداء على المسلمين الشيعة منذ بداية العام الجاري.بيد أنه وعلى الرغم من تواتر وقوع هذا الشكل من أعمال العنف، فلا يُعتبر سجل الحكومة الباكستانية بالسجل الناصع في مجال مقاضاة مرتكبي تلك الأفعال، أو محاسبة من يقومون بتحريضهم.وأضافت تروسكوت قائلةً: “بدءاً بأفراد أقلية الهزارة في كويتا، ومروراً بالأقليات المقيمة في المناطق القبلية، ورجال ونساء غيلغيت، ووصولاً إلى كراتشي، يعيش الناس من جميع مشارب الحياة في خوف دائم جراء أعمال العنف المميتة”.وأردفت تروسكوت القول بأنه “يتعين على حركة طالبان وغيرها من الحركات وقف شن مثل تلك الهجمات، وعلى السلطات أن تقاضي مرتكبي تلك الأفعال عبر فتح تحقيقات بأسرع وقت ممكن، وفي ظل إطار من المحاكمات العادلة”. كما ويتعين وضع حد فوراً لما تقوم به الجماعات الدينية من تحريض مباشر لأتباعها كي يرتكبوا أعمال العنف تلك. وأضافت تروسكوت أيضاً: “ما من طريقة يمكن من خلالها تبرير مثل تلك الاعتداءات على أنها محاولة لحماية المشاعر الدينية للديانات الأخرى”. واختتمت تروسكوت تعليقها قائلةً: “إن التقاعس عن التحرك يرسل برسالة خطيرة مفادها عدم رغبة السلطات في حماية مواطنيها أو عدم قدرتها على ذلك، مما يغذي مناخاً مسموماً من التشهير القائم على أسس دينية، والذي سبق له وأن أجج الكثير من أعمال العنف في باكستان هذا العام”.