يتعين على المشاركين في قمة الاتحاد الأوروبي ودول البلقان منع وقوع كارثة لجوء تلوح بالأفق مع اقتراب دخول فصل الشتاء

قالت منظمة العفو الدولية اليوم أنه لا يجوز لقادة الدول الواقعة على طول خط سير اللاجئين الرئيسي في البلقان وأوروبا الوسطى أن يخرجوا من اجتماعهم المزمع الأحد في بروكسل دون اعتماد خطة عمل تراعي احتياجات اللاجئين وتصون حقوقهم كما حصل في اجتماعات سابقة.

فمع هبوط درجات الحرارة في دول البلقان إلى ما دون 10 درجات مئوية ليلاً، تلوح في الأفق بوادر أزمة إنسانية تتربص بمئات الآلاف من اللاجئين الذين يخيمون في العراء كل ليلة على طول خط سيرهم لعبور صربيا وكرواتيا وسلوفينيا والنمسا أملاً في وصول ألمانيا.

وبهذه المناسبة، قال مدير برنامج أوروبا وآسيا الوسطى بمنظمة العفو الدولية، جون دالهويزن: “مع اقتراب دخول فصل الشتاء، يمثل منظر آلاف اللاجئين الذين يقضون ليلهم في ظروف قاسية أثناء شق طريقهم عبر مختلف الدول الأوروبية إدانةً قوية لفشل الاتحاد الأوروبي في الاستجابة بطريقة استشرافية  ومنسقة للتعامل مع أزمة اللاجئين”.

مع اقتراب دخول فصل الشتاء، يمثل منظر آلاف اللاجئين الذين يقضون ليلهم في ظروف قاسية أثناء شق طريقهم عبر مختلف الدول الأوروبية إدانةً قوية لفشل الاتحاد الأوروبي في الاستجابة بطريقة استشرافية ومنسقة للتعامل مع أزمة اللاجئين.

جون دالهويزن، مدير برنامج أوروبا وآسيا الوسطى بمنظمة العفو الدولية

وأضاف دالهويزن قائلاً: “عندما زار باحثو منظمة العفو الدولية مساء يوم الخميس الماضي بلدة بريجيتسه الواقعة على مقربة من حدود سلوفينيا مع كرواتيا، عثروا على نحو 2000 لاحئٍ يقيمون في العراء في درجة حرارة بلغت خمس درجات مئوية فقط”.

فلقد افترش مئات الرجال والنساء والأطفال الأرض والتحفوا السماء مع عدم وجود الكثير من الملابس معهم كي توفر شيئاً من الدفء لهم.  وانهمك الصليب الأحمر السلوفيني ومنظمات إغاثية ومتطوعون في تزويد اللاجئين بالماء والطعام ولكن لم يكن بحوزتهم إلا 50 بطانية لإعطائها لهذه المجموعة من اللاجئين.

وطالب اللاجئون على الدوام بالحصول على المزيد من البطانيات والماء والطعام.  وأخبر طبيب فحص بعض اللاجئين منظمة العفو الدولية أن كثيراً من اللاجئين يعاني من الإعياء والجفاف.

وقال جون دالهويزن: “انصب جلّ تركيز زعماء الدول الأوروبية في الآونة الأخيرة على تأمين الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وتسريع عمليات إعادة اللاجئين، وتجنيد دول الجوار الأوروبي كي تلعب دور حارس البوابة متجاهلين في الوقت نفسه الأزمة المتدحرجة التي يسهل التنبؤ بحدوثها داخل حدود دول الاتحاد”.

وأردف دالهويزن قائلاً: “سواء أكانت الدول تغلق حدودها في وجه اللاجئين كما فعلت هنغاريا، أم أنها تحرص على توجيه اللاجئين عبر أراضيها لمواصلة خط سيرهم باتجاه ألمانيا كما فعلت سلوفينيا وكرواتيا والنمسا، فلقد بدأت الدول الأوروبية الواقعة على خط سير اللاجئين في منطقة البلقان تتنصل من مسؤوليتها على صعيد تهيئة ظروف استقبال معقولة للاجئين والسماح لهم بالنفاذ إلى أنظمة طلب اللجوء لديها والاستفادة منها”.

ثم اختتم دالهويزن تعليقه قائلاً: “تمتلك دول الاتحاد الأوروبي مجتمعةً الآليات والأموال التي تكفل توفير ظروف استقبال وإيواء ملائمة للاجئين والمهاجرين الذين يتدفقون عليها؛ ولا بد من استخدام هذه الآليات والأموال لوضع حد لمسيرة البؤس التي يُضطر مئلات آلاف اللاجئين والمهاجرين إلى خوض آلامها ومعاناتها”.

وأصبحت سلوفينيا اعتباراً من يوم الجمعة أول بلد يطلب رسمياً الحصول على المساعدة بموجب شروط “آلية الحماية المدنية في الاتحاد الأوروبي” التي صُممت للتعاون مع دول الاتحاد عند حدوث أزمة إنسانية فيها.  ولقد سبق لهذه الآلية وأن وفرت المساعدات لمئات الآلاف من الصرب الذين شُردوا جراء فيضانات عام 2014 المدمرة.  ويتعين على الدول الأوروبية التي تتدفق أعداد كبيرة من اللاجئين والمهاجرين عبر حدودها أن تبادر من فورها إلى طلب المساعدة وفق شروط هذه الآلية.  وتدعو منظمة العفو الدولية إلى سرعة توفير مراكز إيواء واستقبال مزودة بالتدفئة والأسرّة والطعام والمياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي.  كما لا بد أن يتم تزويد طالبي اللجوء بمعلومات دقيقة وفورية بشأن الإجراءات ذات الصلة لا سيما تلك المتعلقة بكيفية الحصول على الحماية الدولية وتبعاتها.  وعليه فلا بد من الإسراع في تطبيق الخطة التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي لنقل اللاجئين والمهاجرين فيما بين الدول الأعضاء فيه.