تعقيباً على ما أعلنته قمة مجموعة الدول السبع اليوم من تعهدها بتزويد الدول الفقيرة بمليار جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد-19 من خلال التبرع باللقاحات والتمويل، قالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنياس كالامار:
“إن التعهد بتقديم مليار جرعة من اللقاحات ليس سوى قطرة في محيط، ولن يكفي حتى لتطعيم سكان الهند، فضلاً عن سكان العالم. هذا التعهد غير كافٍ على الإطلاق، ولا يعالج القضايا الأساسية للمشكلة من جذورها؛ فهو لا يفتقر إلى الطموح فحسب، بل تفوح منه رائحة المصلحة الذاتية، خاصةً إذا ما أخذنا في الحسبان ما تشير إليه البيانات من أن دول مجموعة السبع سوف يكون لديها ثلاثة مليارات جرعة من اللقاحات تفيض عن حاجتها بحلول نهاية العام.
“هذا الاتفاق يظهر أن زعماء مجموعة الدول السبع تقاعسوا عن النهوض بما تمليه عليهم التزاماتهم الدولية، من خلال التنازل عن قواعد الملكية الفكرية فيما يتعلق باللقاحات والاختبارات والعلاجات، والسماح بالتشارك في الوسائل التكنولوجية التي تنقذ الأرواح، واختاروا بدلآً من ذلك المزيد من نفس أنصاف التدابير التافهة والإيماءات الهزيلة، بالرغم من تعهدهم بتطعيم العالم بأسره بحلول عام 2022.
“يجب على هؤلاء الزعماء التحرر من نفوذ شركات الأدوية الكبرى، وتنحية المصلحة الذاتية جانباً، والالتزام الصادق بجعل اللقاحات في متناول البشر جميعاً، أينما كانوا. وما من سبيل لتحقيق ذلك إلا بالتعليق الفوري لقواعد الملكية الفكرية، وضمان نقل المعرفة والتكنولوجيا المتعلقة باللقاحات لجميع الشركات المؤهلة لتصنيع اللقاحات في العالم”.
“تشير تقديرات ’تحالف لقاح من أجل الناس‘ – وهو ائتلاف يضم عدداً من المنظمات، من بينها منظمة العفو الدولية، ومبادرة العدالة الصحية Health Justice Initiative، وأوكسفام، وحملة القضاء على الإيدز Stop AIDS Campaign، وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز – تشير إلى أنه إذا استمرت الاتجاهات الراهنة، فإن أفقر دول العالم لن تتمكن من تطعيم شعوبها حتى عام 2078. أما دول مجموعة السبع فمن المتوقع أن تنتهي من تطعيم جميع سكانها بحلول يناير/كانون الثاني 2022″.
خلفية
“مجموعة السبع” هي منظمة تتألف من الدول السبع ذات الاقتصادات المتقدمة الأكبر حجماً في العالم، وهي: ألمانيا، وإيطاليا، وفرنسا، وكندا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، واليابان.
وقد دعا مدير منظمة الصحة العالمية إلى بذل مجهود عالمي واسع النطاق من أجل تطعيم ما لا يقل عن 10% من سكان جميع بلدان العالم بحلول سبتمبر/أيلول، وما لا يقل عن 30% قبل نهاية العام. ولبلوغ هذه الأهداف، يتعين على الدول الغنية تقديم 250 مليون جرعة إضافية بحلول سبتمبر/أيلول، منها 100 مليون جرعة يتعين توفيرها خلال شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز.