الجيش الأمريكي يلقي بعض الضوء على الضحايا المدنيين جراء الحرب الغامضة في الصومال

قال سيف ماغانغو نائب المدير الإقليمي لشرق إفريقيا في منظمة العفو الدولية في تعلیقاً على إصدار القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا  (أفريكوم) أول تقييم فصلي للإصابات المدنية الناجمة عن عملياتها في إفريقيا يقر بقتل مدنييْن صومالييْن اثنين وإصابة ثلاثة بجروح في غارة جوية:

“إننا نرحب بهذا التقرير العلني الأول الذي يقر بدور أفريكوم في إيقاع إصابات في صفوف المدنيين  اذ يشكل بصيص أمل في توخي الشفافية بعد القيام بعمليات عسكرية مميتة منذ عقد ونيف أُحيطت حتى الآن بستار من السرية. وينبغي الآن إجراء مساءلة وتقديم تعويضات للضحايا وعائلاتهم. ولم يتصل الجيش الأمريكي بعد بعائلات أي من المدنيين الذين أقر بقتلهم أو يعرض تقديم تعويضات لهم.

ينبغي الآن إجراء مساءلة وتقديم تعويضات للضحايا وعائلاتهم. ولم يتصل الجيش الأمريكي بعد بعائلات أي من المدنيين الذين أقر بقتلهم أو يعرض تقديم تعويضات لهم

“وثمة حاجة أيضاً لإجراء تحليل لمجموعة من الضربات غير مشمولة في هذا التقرير الذي يغفل عشرات الضربات وينظر حصراً في الفترة التي تلت 1 فبراير/شباط 2019؛ فقبل سنة وبعد نشر تقرير مفصلي لمنظمة العفو الدولية تعهدت أفريكوم بإجراء مراجعة لجميع عملياتها في الصومال لتقييم ما إذا كانت قد قصّرت في ذكر الإصابات في صفوف المدنيين، لكنها لم تذع بعد النتائج على الملأ.

“إن إتاحة أفريكوم الفرصة للعائلات الصومالية الثكلى للإبلاغ عن الإصابات المدنية بنفسها عبر الموقع الإلكتروني للأولى يعد خطوة إيجابية. بيد أن ذلك لن يفيد الأغلبية العظمى من المدنيين المتضررين الذين يعيشون في مناطق نائية تُحظّر فيها الهواتف الذكية، ولا يتاح فيها الحصول على الإنترنت إلا قليلاً. لذا يجب توفير وسائل بديلة بما في ذلك عبر إنشاء آلية في مقديشو تسمح لزعماء العشائر أو الممثلين المنتخبين بالتحدث نيابة عن المدنيين الذين قُتل أحباؤهم في غارات جوية أمريكية.

خلفية

يستعرض تقرير أفريكوم الصادر اليوم 91 غارة جوية شنتها في الصومال بين 1 فبراير/شباط 2019 و31 مارس/آذار 2020. ومن أصل 27 حادثة مزعومة وقعت فيها إصابات مدنية في تلك الفترة – مستشهداً بأخبار وتقارير إعلامية علاوة على تقارير منظمات غير حكومية مستقلة صادرة عن منظمة العفو الدولية وسواها – “يغلق” التقرير 20 حادثة ويترك سبع حوادث مفتوحة وقيد المراجعة. ومن بينها حادثتان شملهما تحقيق لمنظمة العفو الدولية أصدرته في فترة سابقة من هذا الشهر.

أجرت منظمة العفو الدولية – من خلال جمع أدلة الشهود على نطاق واسع، وتحليل الخبراء للصور ومقاطع الفيديو التي التُقطت من مواقع الضربات الجوية، وصور الأقمار الصناعية، وتحديد أنواع الأسلحة – تحقيقاً في تسع حالات منفصلة منذ 2017 حيث أسفرت الضربات الجوية الأمريكية عن مقتل ما مجموعه 21 مدنياً وأصابت 11 آخرين بجروح. ويعد بعضها انتهاكات واضحة للقانون الإنساني الدولي.

وعلى النقيض من ذلك أقرت أفريكوم الآن بوقوع ما مجموعه أربع وفيات فقط بين المدنيين وثلاثة جرحى في حادثتين.