تدعو منظمة العفو الدولية إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن ناشط من أجل حقوق الإنسان من أصل عرقي أوزبكي، اُدين بالضلوع في مقتل شرطي إبان أحداث العنف التي وقعت في كرغيزستان في يونيو/حزيران.فقد حُكم اليوم على عظيمزان أسكروف، مدير منظمة “فوزدوخ” (الهواء) لحقوق الإنسان، بالسجن المؤبد وبمصادرة ممتلكاته إثر محاكمة جائرة أمام محكمة مقاطعة نوكن بجنوب كرغيزستان.كما أُدين أسكروف بتهم “محاولة الاشتراك في احتجاز رهائن، وتخزين أسلحة، وتخزين أدبيات متطرفة، والتحريض على الكراهية العرقية، وتنظيم اضطرابات جماعية.”وقالت أندريا هوبر، نائبة مدير برنامج أوروبا ووسط آسيا في منظمة العفو الدولية: “إن التهم الموجهة إلى عظيمزان أسكروف لُفقت بغية استهدافه بسبب عمله المشروع كمدافع عن حقوق الإنسان، ويجب إطلاق سراحه فوراً.”وكان هذا الناشط قد قام بتصوير أفلام والتقاط صور لعمليات القتل وإضرام النار في منازل يعود معظمها للأوزبك، وزُعم أنه صوَّر ضلوع قوات الأمن في أحداث العنف التي وقعت في بازار-كورغان في يونيو/حزيران، قبل اعتقاله من قبل الشرطة في 15 يونيو/حزيران.وقد حوكم معه ستة رجال وامرأة بتهم تراوحت بين الاشتراك في القتل و”تنظيم اضطرابات جماعية” في بازار-كورغان، حيث قُتل الشرطي في 13 يونيو/حزيران على أيدي حشد من الأشخاص الذين أقاموا حاجزاً على الطريق السريع المؤدي إلى جنوب المدينة.وقد حُكم على أربعة منهم بالسجن المؤبد ومصادرة ممتلكاته، بينما حُكم على ثلاثة منهم بالسجن مدداً تترواح بين تسع سنوات وعشرين سنة.وظهر عظيمزان أسكروف وثلاثة من المتهمين الآخرين في جلسة الاستماع التي عُقدت في 6 سبتمبر/أيلول وقد بدت على وجوههم آثار كدمات واضحة لم تكن قد شُوهدت في جلسة الاستماع السابقة، مما يشير إلى أنهم تعرضوا للضرب أثناء وجودهم في الحجز.وأشار مراقبو حقوق الإنسان أيضاً إلى ارتكاب مخالفات أخرى خلال المحاكمة. وذُكر أن طلب محامي أسكروف مقابلة موكله قد قوبل بالرفض، في حين سُمح لآخرين من الحاضرين في المحكمة، ومعظمهم من أفراد الشرطة وأقرباء الشرطي القتيل، بتوجيه أسئلة إلى المتهمين كيفما اتفق. وكان أقرباء الشرطي القتيل قد اعتدوا في السابق على المحامين في قاعة المحكمة.وأضافت أندريا هوبر تقول: “لقد كانت محاكمة عظيمزان أسكروف جائرة بشكل صارخ. وينبغي الاستماع إلى أي دعوى استئناف ضد الحكم خارج منطقة جنوب كرغيزستان لضمان سلامة أسكروف ومحامييه.”وورد أن نحو 40,000 شخص فروا من منازلهم عقب المصادمات التي وقعت بين عصابات الشباب الكرغيز والأوزبك المتنافسة، وسرعان ما تصاعدت لتتحول إلى أعمال عنف جماعي أسفرت عن مقتل المئات وجرح الآلاف من الأشخاص. ولا يزال نحو 75,000 شخص مشردين من منازلهم وبحاجة إلى مأوى.وقد دعت منظمة العفو الدولية إلى إجراء تحقيق مستقل في حوادث العنف التي وقعت في يونيو/حزيران، بما فيها حادثة قتل الشرطي، لضمان تقديم الجناة إلى ساحة العدالة.