تحية طيبة يا ياسمن،
لا أعرف كيف أبدأ وعمّا أتحدّث، لكنني أريد أن أكتب بضعة أسطر إليك.
لم أكن أعرفك حتى وقت قريب. ولم أكن أعرف من أنت، وأين أنت، ولم أكن على دراية برؤيتك للعالم. لكن الآن أعلم أنك تعبت مثلي من الشعور بالظلم.
عزيزتي ياسمن، أعرف أنك في السجن الآن، ولا تعيشين في ظروف مناسبة، وأنك تعانين.
فمنذ أيام قليلة، سألتني امرأة في كندا عن وضع النساء في إيران. فاخبرتها بشأنك. أخبرتها أنك، بعمر الـ24 عاماً، ناضلت بشجاعة ضد قوانين الحجاب الإلزامي، ولهذا السبب حُكم عليك بالسجن 16 عاماً. وأخبرتها عن فتيات شارع الثورة. أخبرتها عن نسرين ستوده، وويدا موحد، ونرجس حسيني، وموجغان كشاورز، وصبا كردافشارى. وأخبرتها عن الأحكام التي تفرض عقوبات شديدة علينا، والقمع الذي واجهناه وما زلنا نواجهه. لم تصدقني. ولديها كل الحق في ألا تصدق ذلك. ففقصصنا وقصتك، وقصة معاناتك وشجاعتك لا تصدق وسيذكرها التاريخ.
عزيزتي ياسمن، لقد شاركت أيضًا قصة الفتاة الزرقاء سحر خدایاری المؤلمة وجسدها “المحروق”، . عندما أخبرتها أن النساء يُمنعن من الذهاب إلى ملاعب كرة القدم، قالت، “كيف يكون ذلك ممكنًا؟” قلت إن سحر ذهبت إلى الملعب، ولكن ألقي القبض عليها، ووجهت إليه تهمة ارتكاب “مخالفات”، وبعد مغادرتها المحكمة، أضرمت النار في نفسها احتجاجًا على ذلك، وتوفيت متأثرة بجراحها. وعندما أحكي هذه القصص، يكون الرد دائمًا هو الشعور المفعم بالألم والدموع، وعدم التصديق، والصمت.
عزيزتي ياسمن، أعلم أنك تؤمنين برفع صوتك علناً ضد الظلم الذي يُفرض في القانون، وفي الواقع الفعلي، على النساء. وآمل أن يتم إطلاق سراحك فوراً حتى يسمع العالم صوتك مرة أخرى.
فلتكوني مطمئنة بأن صوتك الشجاع المحتج يُسمع الآن عالمياً، وأن التاريخ سوف يسمع صوتك يوماً، وأن هذا الظلم الغاشم سينتهي حتماً.
وعلى أمل أن تستعيدي حريتك، وعلى أمل ان أراك حرة وتنعمين بالرخاء في إيران.
اعظم