رسالة لأخى المعتقل للإرتداء تيشيرت بشعار مناهضة التعذيب

طارق تيتو شقيق “معتقل التي شيرت” يكتب عن 600 يوما من غيابه: أمي ترتب يوميا خزانة ملابسك وسريرك وتبكي

.أراقب أبي كل يوم يتأمل ملامحك في صورك التي غطت جدران غرفته وكأنه يتعرف عليك من جديد

.الفرحة تحاول خلسة ان تتسرب لمنزلنا بقدوم “هنا” مولودة أختنا التي سمتها متمنية أن تحمل بشرى قرب خروجك

.رسوماتك الرقيقة المبهجة اخترقت الزنازين ووصلت لبنات الاتحادية بسجن القناطر وهن يتفاخرن بقوتك وصبرك

.الكل يتضامن معك ويؤمن بك وبقضيتك يا صغيري ..هم يرونك كبيرا رغم صغر سنك

.انعي لك العدالة: تم اخلاء سبيل ضابط فقأ عين متهم وآخرين عذبا محامي  وتبرئة رموز نظام مبارك وانت محبوسا بسبب حلمك بوطن بلا تعذيب

.اخر رسالة لك ولكل المعتقلين: وأرض المعتقل لما هتفضي اكيد هتدعليكم

ننتظر خروجك مع كل طلعة شمس 

أيام ويحل علينا عيد الاضحى الثاني دون وجودك معنا .. يهل علينا العيد الرابع بفرحة منقوصة لغيابك عنا …600 يوم مرت على غيابك عن المنزل .

نفتقد ضحكاتك وكلماتك .. نتجرع من الحزن والأسى كلما راقبنا نجاح رفاقك في المدرسة وانتقالهم للجامعة وانت قد غيبتك السجون عن مواصلة دراستك وشق طريقك الذي طالما حلمت به ..

صغيري محمود ..اعذرني لانني لم اعد اطيق غيابك اكثر من ذلك لان مرارة الفراق تعكر صفو حياة اسرتنا الصغيرة ..اعذرني فلم اعد اتحمل مشهد الاطواق الحديدية في يديك تكبلك دون محاكمة .. صغيري اعذرني فما عانيته وقاسيته لمجرد فقط انك كنت ترتدي ملابس عليها كلمة “وطن بلا تعذيب ” بات مثيرا لغضبي وحنقي مع كل يوم تغيب فيه الشمس وانت خلف القضبان محتجزا دون جريمة سوى انك كنت تطمح في وطن بلا تعذيب .

سأخبرك اننا ننتظر خروجك مع طلعة كل شمس .. أمي ترتب يوميا خزانة ملابسك وسريرك وهي تواري دموعها عنا لغيابك . وابي عادة ما اراقبه وهو يتأمل ملامحك في صورك التي غطت جدران غرفته وكأنه يتعرف عليك من جديد.. دعني أخبرك ان الفرحة تحاول خلسة ان تتسرب الى منزلنا وبين اسرتنا مع قدوم المولودة الجديدة “هنا” التي وضعتها اختنا .

الأمل واللهفة يتحولان لحزن و قهر

سمتها اختك “هنا “رغم الحزن والاسى وهي تتمتم انها اتت ببشرى قرب خروجك ومعها الهنا والفرح . سأحكي لك عن حفل استقبالها كيف كنت حاضرا فيه بكل تفاصيله مع تجمع الاقارب والجيران والاصدقاء وهم يسألون عن احوالك ويتخيلون لو كنت بيننا ماذا كنت فاعلا في الرضيعة .. … كانوا يتسابقون لالتقاط الصور مع الصغيرة وهم يطلبون مني ان ارسل صورتها لك كأنك معنا في كل تفاصيل الاحتفال .

سأخبرك عن الامل واللهفة التي نتعلق بها مرات ومرات مع جلسة عرضك على قاضي التجديدات ليتم الافراج عنك والتي تتحول لحزن وقهر بعدما يصدر القرار بتجديد حبسك وتنهال دموع والديك اللذان لا يعرفان لماذا تم حبس ابنهم الصغير ذي الثمانية عشرا ربيعا وهم يبكون علي مستقبلك الغائب . دعني اخبرك يا صغيري ان ال600 يوم التي قضيتها بين ( قسم المرج . وسجن ابو زعبل . وسجن الاستئناف .و سجن طرة تحقيق ) وتعرضت فيها لانتهاكات واعتداءات وصلت لحد التعذيب والسحل كانت كافية لان تقتل بداخلي احساسي بالحياة كنت اتجرعها بمرارة ولكن ما كاد يفقدني صوابي يوم علمت انك تعرضت للتعذيب .

وكلما تذكرت ان ما تعانية كان بسبب ارتدئك لتشيرت وطن بلا تعذيب ذلك الحلم الذي حلمنا بية دوما بعد ثورة يناير وطن يحترم ويكرم جسد بني ادم ويمنع عنه التعذيب كلما زاد ذلك من حنقي وغضبي. وسأصارحك لاول مرة بان ما شق على نفسي يوم معرفتي بانك فد تعرضت للتعذيب.

 اعذرني يوم ميلادك لم أستطع أن أحضر لك الحلوى فسجانك رفض إدخال الحلوى لك ورد عليا بتهكم وسخرية (كيف اسمح لكم بادخال الحلوى لابد ان يشعر أنه مسجون ) سجانك الذي يعلن أن سجونهم فنادق خمس نجوم هو من يحرم على محتجز احتياطي الشعور حتى بمضي عام من عمره، دعني اخبارك بطابور الزيارات عندما ننتظر زياراتك الاسبوعية امام السجون، طابور طويل من الاهالي ينتظرون رؤية أحبابهم انتظار طويل للغاية لتسجيل الدخول ودموع من اهالي وحكايات من اهالي اخري كلها تدور حيث الظلم الذي نعيش فية يا صغيري.

نفخر بك و بقوتك و صبرك على السجن رغم صغر سنك

انتهاكات متعددة في حق الاهالي قد تصل في السباب لهم لكن دعني اخبرك بانني افخر بك علي روحك الجميلة التي خلقت منك فنانا ورسوماتك التي ترسل بها لاصدقائنا دعني اخبرك بالبهجة والمرح الذي يرتسم علي وجه الأصدقاء بمجرد رويتهم رسوماتك .

رسوماتك عزيزي التي حملت صور بطوط وميكي اعتلت جدران منازل الاصدقاء. رسوماتك الرقيقة المبهجة اخترقت الزنازين ووصلت لبنات الاتحادية المحتجزات بسجن القناطر واللاتي دائما يتفاخرن بقوتك وصبرك علي السجن رغم صغر سنك. في الأيام الماضية جاءت لي عدة رسائل من دول مختلفة للتضامن معك وعن انهم يدعمون قضيتك من خلال التوقيع علي عريضة منظمة العفو الدولية التي تطالب بالافراج عنك والذي تخطي التوقيعات فيهم عدة الاف.

الكل يتضامن معك ويؤمن بك وبقضيتك يا صغيري ..هم يرونك كبيرا رغم صغر سنك .

حلم العدالة للجميع و وطن خالى من التعذيب

 سانعي لك العدالة يا شقيقي ففي الايام الماضية والشهور القليلة الماضية تم اخلاء سبيل ضابط فقأ عين متهم داخل قسم شرطة وايضا تم اخلاء سبيل ظابطي الامن الوطني اللذان قاما بتعذيب المحامي كريم حمدي رغم ان الطب الشرعي اثبت تعرضه للتعذيب.. ايضا دعني اخبرك بان رموز نظام مبارك جميع تم تبرءتهم من قضايا الفساد وقتل المتظاهرين وانت مازلت محبوسا منذ اكثر من ٦٠٠ يوم بسبب ارتدائك تشيرت وطن بلا تعذيب، والمصور صحفي شوكان محبوسا لاكثر من سنتين فقط لانه كان يحمل كاميرا لنقل الحقيقة.

و انعي لك القوانين في مصر قانون يقول ان المتهم برئ حتي تثبت ادنتة وليس محبوسا احتياطيا فاريد ان اخبرك ان ذلك القانون طبق فقط علي رموز نظام مبارك والضباط المتهمين بقتل وتعذيب المحامي كريم حمدي ولما يتم تطبيقه عليك انت وشوكان، لماذا لا اعلم .

اخيرا يا شقيقي أريد أن اخبرك انه مهما طال أيام حبسك فستخرج لنا وتملأ الدنيا بالرسم والألوان كما كنت تقول لي في رسائلك، وايضا يجب ان تظل متمسك باحلامك بوطن خالي من التعذيب وبوطن يكون المستقبل فيه لشبابه كما قلت لي في رسالتك الاخيرة في سجن الاستئناف قبل ان تنقل إلى طرة..

أحلي بكرة لينا في بلدنا الحلوة الجميلة مصر وأنا أودعك بانني سأظل أناضل من اجل ان تنال حريتك انت وكل المسجونين ظلما,

 اخر رسالة لك ولكل المعتقلين: وأرض المعتقل لما هتفضي اكيد هتدعليكم.

شقيقك طارق تيتو

ساعدونا فى المطالبة بالإفراج عن محمود حسين. يمكنك توقيع عريضتنا للسلطات المصرية هنا، والتحرك عبر تويتر. تابعونا وطارق عبر تويتر للحصول على التحديثات.

نشرت هذه المدونة أولا فى جريدة البداية.