إغلاق الجيش الإسرائيلي للمنظمات الصحية سيترتب عليه عواقب وخيمة على منظومة الرعاية الصحية الفلسطينية

قالت منظمة العفو الدولية اليوم إنَّ قرار السلطات الإسرائيلية إغلاق لجان العمل الصحي الفلسطينية سيكون له عواقب وخيمة على الاحتياجات الصحية للفلسطينيين في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.

في الساعات الأولى من فجر 9 حزيران/يونيو، داهمت قوات الجيش الإسرائيلي مقر لجان العمل الصحي في رام الله. خلعت الباب وصادرت الحواسيب محركات أقراص الذاكرة وأصدرت أمراً عسكرياً يجبر المكتب على الإغلاق لمدة ستة أشهر. وتعرضت المنظمة للهجوم بشكل متكرر، حيث واجه موظفوها مضايقات واعتقالات بسبب ارتباطها المزعوم بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حزب سياسي فلسطيني له جناح مسلح.

وقال صالح حجازي، نائب مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية “تعتبر لجان العمل الصحي من أهم مقدمي الخدمات الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تدير مستشفيات وعيادات صحية تقدم الرعاية الطبية للمجتمعات المهمشة. إنَّ إغلاق إسرائيل لمقرها سيكون له عواقب وخيمة على توفير الخدمات الصحية الأساسية لآلاف الفلسطينيين، وقد توقف الآن برنامج صحة المرأة الذي كان في المقر الرئيسي”.

بصفتها القوة المحتلة، يقع على عاتق إسرائيل التزام واضح بموجب القانون الدولي لحماية حقوق جميع الفلسطينيين-بما في ذلك حقهم بالصحة.

صالح حجازي، منظمة العفو الدولية

“بصفتها القوة المحتلة، يقع على عاتق إسرائيل التزام واضح بموجب القانون الدولي لحماية حقوق جميع الفلسطينيين-بما في ذلك حقهم بالصحة. وحتى الآن تقاعست إسرائيل تماماً عن الوفاء بهذه المسؤولية أثناء فترة الوباء العالمي متبعة سياسة تطعيم تمييزية حيال وباء فيروس كوفيد-19. يجب على السلطات الإسرائيلية إلغاء أمر الإغلاق هذا على الفور ووضع حد لمضايقات العاملين الصحيين.

“استهداف لجان العمل الصحي هو جزء من هجوم أوسع تشنه إسرائيل ضد منظمات المجتمع المدني الفلسطينية. بدلاً من تجريم المنظمات التي تقدم خدمات صحية حيوية، ينبغي على السلطات الإسرائيلية إنهاء التمييز المؤسسي والقمع الممنهج للفلسطينيين”.

كانت لجان العمل الصحي في طليعة جهود الاستجابة لوباء فيروس كوفيد-19 في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ورفع مستوى الوعي، وتقديم إرشادات الصحة العامة، وتوفير الرعاية الطبية لمرضى كوفيد-19 في مرافقها الصحية، وللمجتمعات التي يصعب الوصول إليها من خلال العيادات المتنقلة. كما تقود الحملات المحلية الهادفة لتحسين النظام الصحي الفلسطيني.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تُستهدف فيها لجان العمل الصحي وموظفيها من قبل القوات الإسرائيلية. فقد سبق أن أغلقت السلطات الإسرائيلية مكتبها في القدس في 2015. وكان مكتب رام الله الذي أغلق اليوم قد تمَّ اقتحامه سابقاً في أكتوبر/تشرين الأول 2019- عندما اعتقل مديرها المالي- وفي مارس/آذار 2021 عندما تمَّ اعتقال موظفين آخرين.