لبنان: الهجوم على مجتمع الميم في حانة ‘نذير شؤم’ إضافي يشير إلى تدهور الوضع الحقوقي

قالت آية مجذوب، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية، تعقيبًا على الهجوم العنيف الذي شنته جماعة جنود الرب، وهي مجموعة مسيحية يمينية متطرفة، على حانة يُعرف عنها أنها ترحّب بمجتمع الميم في بيروت أمس:

“إنَّ الهجوم الذي وقع الليلة الماضية على “مدام أم”، وهي حانة تُعتبر مكانًا آمنًا لمجتمع الميم، يمثل تصعيدًا مقلقًا ضد أفراد هذا المجتمع وتأتي في أعقاب تصريحات مقلقة أدلى بها سياسيون رفيعو المستوى وشخصيات دينية. يجب على السلطات ضمان محاسبة المُعتدين وإظهار أنَّ مثل هذه الأعمال لا مكان لها في بلد يسعى إلى صون حقوق الإنسان”. 

“يكفل الدستور اللبناني المساواة وحرية التعبير وحرية التجمع للجميع- ويجب احترام هذه الحقوق. ما حدث في “مدام أم” ليلة البارحة هو نذير شؤم ومؤشر إضافي يظهر تدهور وضع أفراد مجتمع الميم في البلاد”. 

وختمت آية مجذوب حديثها بالقول: “يتعين على السلطات اللبنانية التوقف فورًا عن خلق بيئة حاضنة للتمييز والعنف ضد أفراد مجتمع الميم. ينبغي على الحكومة، وبشكل حاسم، ضمان حماية الجميع من العنف، بغض النظر عن هويتهم الجندرية أو ميولهم الجنسية”. 

ما حدث في “مدام أم” ليلة البارحة هو نذير شؤم ومؤشر إضافي يظهر تدهور وضع أفراد مجتمع الميم في البلاد

آية مجذوب، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية

خلفية 

تُظهر مقاطع الفيديو التي اطلعت عليها منظمة العفو الدولية المعتدين وهم يدمّرون الأثاث في فناء الحانة، وينهالون بالضرب على الأشخاص الذين كانوا يحاولون مغادرة المكان، ويهددون صاحبة الحانة بجولة جديدة من أعمال العنف في حال مواصلة “الترويج للمثلية الجنسية”. كما ردد المعتدون، الذين عرفوا بأنفسم في مقاطع الفيديو باسم “جنود الرب”، عبارات معادية للمثلية، وقالوا إنَّ أفراد مجتمع الميم ينتمون إلى “إبليس” وأن لا مكان لهم في لبنان. 

وأبلغت صاحبة الحانة منظمة العفو الدولية أن قوى الأمن الداخلي، لدى وصولها إلى المكان، منعت المعتدين من دخول الحانة، وساعدت بعض الرواد في محاولتهم مغادرة المكان، لكنها لم توقف الهجوم أو تعتقل أيًا من المعتدين.

في الأسابيع الأخيرة، كثّف قادة سياسيون وزعماء دينيون في لبنان حملتهم ضد مجتمع الميم، حيث دعا زعيم حزب سياسي بارز إلى قتل أفراد مجتمع الميم، بينما سعى وزير الثقافة بشكل حثيث إلى منع عرض فيلم “باربي” على أساس أنه “ينافي القيم والأخلاق”، وطالب وسائل الإعلام باستخدام مصطلح “الشذوذ الجنسي” لوصف المثلية الجنسية، بينما حظر وزير التعليم لعبة السلّم والحية في المدارس لأنّ عليها رسم قوس قزح.