صرحت منظمة العفو الدولية اليوم أنه لا يجوز أن تتجاهل اللجنة الأوليمبية الدولية الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي رافقت التحضيرات للألعاب الأوليمبية الشتوية في سوتشي وانطلاقها. ولقد بعثت المنظمة برسالة إلى رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية، توماس باخ، تحثه فيها على أن يثير مع السلطات الروسية مسألة مضايقة ناشطي البيئة وحرمان الأشخاص من حرية التعبير عن الرأي وتشكيل الجمعيات والتجمع في سياق دورة سوتشي للألعاب الأوليمبية الشتوية. وفي معرض تعليقه على الموضوع، قال الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، سليل شيتي: “تسلط الشعلة الأوليمبية الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان في روسيا. كما إنها تضع تحت المجهر ما تقوم به اللجنة الأوليمبية الدولية من تحركات على صعيد انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في سياق الألعاب الأوليمبية. ويُعد تقاعس اللجنة الأوليمبية الدولية عن توبيخ السلطات الروسية على استمرارها في التمييز والمضايقات بمثابة إحفاق في تطبيق المبادئ التي تشكل جوهر الميثاق ألأوليمبي”.واختتم شيتي تعليقه قائلا: “يجب على اللجنة الأوليمبية الدولية أن توبخ القيادة الروسية على انتهاكها الصارخ لحقوق الإنسان في سياق الألعاب الأوليمبية. وإن تخاذل اللجنة عن القيام بذلك سوف يُعد بمثابة خيانة للهدف الصريح الوارد في الميثاق الأوليمبي الذي ينص على صون روح الصداقة والتضامن واللعب النظيف”. ولقد أودع الناشطين في مجال البيئة يفغيني فيتيشكو وإيغور خاراشينكو الحجز الأسبوع الماضي عقب إجراءات محاكمة جائرة. ولقد سبق لمنظمة العفو الدولية وأن اعتبرتهما من سجناء الرأي.ولقد تعرض أعضاء منظمتهما التي تُدعى المرصد البيئ لشمال القوقاز في كراسنودار لمضايقات متزايدة من لدن المسؤولين جراء قيام أعضاء المنظمة بالكشف عن تدمير مناطق ذات جمال طبيعي أخّاذ لصالح تشييد مواقع أوليمبية. وبالأمس أُخلي سبيل الناشط الآخر إيغور خاراشينكو الذي أعلن إضرابا عن الطعام في الحجز. ووصف لمنظمة العفو الدولية المعاملة الفظيعة التي يلقاها المحتجزون في زنزانة الشرطة التي أمضى فيها أولى ليالي مدة احتجازه قبل نقله إلى مركز حجز آخر كي يمضي باقي مدة محكوميته هناك. وأضاف خاراشينكو قائلا: “لا تعطيك الشرطة أي طعام أو شراب؛ وعليك أن تقرع باب الزنزانة محكم الإغلاق طوال نصف ساعة قبل أن يسمحوا لك بالذهاب إلى دورة المياه؛ وإذا كنت تشعر بالعطش، فيقولون لك أن تشرب من صنبور المياه الواقع فوق مقعد المرحاض. والجو بارد داخل الزنزانة – إذ تصل درجة الحرارة إلى خمس درجات مئوية – ويصبح الجو قارس البرودة إلى حد التجمد ليلا. ولا توجد أسرة – بل كل ما هنالك هو عبارة عن مقاعد طويلة بعرض 35 سم”.وقال إيغور خاراشينكو لمنظمة العفو الدولية أن مسؤولي الشرطة دأبوا على استخدام الألفاظ البذيئة بحق المحتجزين. ويُذكر أنه قد أُلقي القبض قبل يومين فقط على زميله يفغيني فيتيشكو وسُجن مدة 15 يوما على ذمة تلفظه بألفاظ نابية وشتائم كما زُعم.ومن المفترض أن يمثل يفغيني في المحكمة في 12 فبراير/ شباط الجاري على ذمة قضية أخرى تتعلق بتهم على صعيد نشاطه البيئي في كراسنودار. وثمة احتمال بأن يُحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات.