جنود إسرائيل يتركون بيوت غزة في حالة خراب

على الرغم من أن وقف إطلاق النار أُعلن يوم الأحد، دأبت الزوارق الحربية الإسرائيلية كل صباح منذ ذلك الوقت على إطلاق نيرانها على طول شاطئ غزة. وأُبلغ فريق تقصي الحقائق لمنظمة العفو الدولية في غزة أن القصف الذي قام به أحد الزوارق الحربية هذه قد أدى إلى جرح تسعة أشخاص.

ففي تقريره الخامس المنشور على مدونة “لايفواير” لمنظمة العفو الدولية، وصف الفريق كيف أنه قد زار يوم الخميس أُسراً احتل الجنود الإسرائيليون بيوتها تحت تهديد السلاح واستخدمها كمواقع عسكرية خلال الأسابيع الثلاث من القتال.

في هذه البيوت، رأى الفريق مواد تموينية ألقاها الجنود الإسرائيليون داخل هذه البيوت، بما في ذلك أكياس للنوم وصناديق للإسعافات الطبية وصناديق ذخيرة خالية وأغلفة طلقات مستعملة وأدلة لا يمكن دحضها على احتلال الجنود لهذه البيوت.

وفي كل واحد من البيوت التي زارها الفريق، تعرَّضت الغرف للنهب والتخريب، حيث تم قلب جميع قطع الإثاث و/أو تحطيمها. بينما جرت بعثرة الملابس والوثائق والحاجيات الخاصة بالعائلات التي كانت تسكن هذه البيوت على الأرض وقد تبللت، وفي إحدى الحالات، ثمة من أقدم على التبول عليها.

وفي أحد بيوت منطقة سيافة في شمال غزة، تُركت عدة صناديق كرتونية مليئة بالفضلات البشرية الصلبة في البيت – مع أن المرحاض كان بحالة جيدة وكان بإمكان الجنود استخدامه. ولُطِّخت الجدران بتهديدات فظة كتبت بالعبرية، من قبيل “في المرة القادمة سيكون الأمر أسوأ بكثير”. وفي كل حالة من هذه، كان الجنود قد حفروا فوهات في الجدران الخارجية للبيوت لاستخدامها كنقاط للمراقبة والقنص.

كريس كوب – سميث خبير عسكري عمل ضابطاً في الجيش البريطاني لما يقارب 20 سنة، وهو عضو في فريق التقصي. قال إنه كاد أن يفقد صوابه لما رأى ولطبيعة سلوك الجنود الإسرائيليين وافتقادهم الواضح للضبط والربط. وقال: “لقد نُهبت بيوت الغزيين وسلبت وتم انتهاك حرمتها. وكذلك، لم يخلِّف الجنود الإسرائيليون وراءهم سوى أكواماً من النفايات والفضلات البشرية والذخائر وخلافها من التجهيزات العسكرية. وهذا آخر ما يمكن أن يتوقعه المرء من جيش محترف”.

في معظم الحالات، كانت العائلات قد فرت أو طُردت من قبل الجيش. بيد أن الجنود منعوا، في بعض الحالات، هذه العائلات من المغادرة، وعوضاً عن ذلك استخدموها “كدروع بشرية”.

فأبلغ أبو عبد الله فريق منظمة العفو الدولية أن الجنود الذين استولوا على بيته في حي السلام، شرقي جباليا،  في شمال غزة، احتجزوه مع زوجته وأطفالة التسعة ليومين في قبو البيت. “لم يكن لدينا أي ماء للشرب، ولم يسمح لنا الجنود بإحضار الماء. وكان علي أن اغترف الماء من حوض مقعد المرحاض بإناء صغير كي يشرب الأطفال. ذهبت إلى الحمام عدة مرات كي أبكي. وفم أُطِق أن يراني الأطفال وأنا أبكي”.