من السهل ألّا نولي اهتمامًا كافيًا بكوكبنا حتى نرى التكلفة البشرية لتدهوره: الجوع والتهجير والبطالة والمرض والوفيات.

ملايين الناس يعانون بالفعل من التأثيرات المفجعة لكوارث الطقس الشديدة التي يفاقمها تغير المناخ- بدءًا من الجفاف الذي يدوم فتراتٍ طويلةً في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وصولًا إلى الأعاصير المدارية المدمرة التي تكتسح جنوب شرق آسيا، والكاريبي والمحيط الهادي. تسببت درجات الحرارة الشديدة في موجات حر قاتلة في أوروبا، وحرائق غابات في كوريا الجنوبية، والجزائر وكرواتيا. وكانت هناك فيضانات شديدة في باكستان، بينما ترك الجفاف الشديد والمطول في مدغشقر  مليون شخص أمام فرص محدودة جدًا للحصول على غذاء كافٍ.

إن الدمار الذي يسببه تغير المناخ، وسيستمر في التسبب فيه، هو بمثابة إنذار خطير للبشرية. لكن لا يزال هناك وقت. تحذر الهيئة العلمية الرائدة في العالم لتقييم تغير المناخ – الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) – من أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية يجب أن “تبلغ ذروتها قبل 2025 على أبعد تقدير، وأن يتم تخفيضها بنسبة 43 في المائة بحلول عام 2030 إذا أردنا أن نحد من ارتفاع درجات الحرارة عالميًا إلى ما أقصاه 1,5 درجة مئوية وتجنب وقوع كارثة حقيقية.


يتعين التحرك على نطاق واسع فورًا، لكن يجب ألا تبرر هذه الحاجة الملحة انتهاك حقوق الإنسان.

A woman and her daughter stand on a dry sandy road, their faces are turned from the camera as the look at a dark, hazy skyline where wildfires are raging.
امرأة وطفلة تقفان في حقل تشاهدان حرائق الغابات خلال موجة الحر القاتلة في تركيا في عام 2021.

لقد كشفت الآثار المأساوية لتغير المناخ بوضوح محبط، مدى تكامل البيئة الصحية مع التمتع بجميع حقوقنا الأخرى.

 أنياس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية

كيف يؤثر تغير المناخ في حقوق الإنسان؟

ترتبط حقوق الإنسان ارتباطًا وثيقًا بتغير المناخ بسبب تأثيره ليس على البيئة فحسب، بل على رفاهنا أيضًا. وستستمر آثاره في الازدياد والتردي مع مرور الزمن، وستتسبب بالتخريب للأجيال الحالية والمستقبلية. ولهذا فإنه قد يكون تقاعس الحكومات عن اتخاذ إجراءات لمواجهة تغيّر المناخ، في ظل أدلة علمية دامغة، أّفدح انتهاك لحقوق الإنسان لمختلف الأجيال في التاريخ.

تغير المناخ والحق في الحياة

لدينا جميعًا الحق في الحياة والعيش بحرية وأمان. لكن تغير المناخ يهدد حياة وسلامة المليارات من الناس على هذا الكوكب. ويظهر المثال الأشد وضوحًا من خلال الأحداث المتعلقة بالأحوال الجوية البالغة الشدة، مثل: العواصف، والفيضانات، وحرائق الغابات. لكن، هناك الكثير من الطرق الأخرى الأقل وضوحًا التي يهدد من خلالها تغيّر المناخ حياة البشر. وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن يودي تغيّر المناخ بحياة 250000 شخص في السنة بين عامي 2030 و2050

تغير المناخ والحق في الصحة

لدينا جميعًا الحق في التمتع بأعلى مستوى يمكن بلوغه من الصحة البدنية والنفسية. وفقًا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ، فإن الآثار الصحية الرئيسية لتغير المناخ ستشتمل على زيادة مخاطر الإصابة والمرض والوفاة بسبب موجات الحر والحرائق الأكثر حدة، من بين أمور أخرى؛ وزيادة خطر نقص التغذية نتيجة لانخفاض إنتاج الأغذية في المناطق الفقيرة؛ وزيادة مخاطر الأمراض التي تنقلها الأغذية والمياه، والأمراض المنقولة عن طريق النواقل. إن الأشخاص، وخاصة الأطفال، الذين يتعرضون لأحداثٍ صادمةٍ نفسيًّا كالكوارث الطبيعية التي يفاقمها تغير المناخ، يمكن أن يعانوا من اضطرابات إجهاد ما بعد الصدمة.

تغير المناخ والحق في السكن

لدينا جميعًا الحق في مستوى معيشة لائق لنا ولأُسرنا، بما في ذلك السكن اللائق. لكن الأحداث المناخية شديدة القساوة المرتبطة بتغير المناخ، مثل الفيضانات، وحرائق الغابات، سبق أن بدأت تدمر منازل الناس وتهجّرهم. كما يمكن للجفاف أن يؤدي إلى تغييرات ضارة كبيرة في البيئة بينما يهدد ارتفاع مستويات مياه البحار منازل الملايين من البشر في المناطق المنخفضة في كافة أرجاء العالم.

تغير المناخ والحق في المياه والصرف الصحي

لدينا جميعًا الحق في المياه المأمونة والصرف الصحي الذي يضمن بقائنا بصحة جيدة. لكن ثمة مجموعة من العوامل: مثل ذوبان الثلوج والجليد، وانخفاض معدل هطول الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة، وارتفاع مستويات مياه البحر، تظهر أن تغير المناخ يؤثر في جودة وكمية الموارد المائية. هناك حاليًا 785 مليون شخص لا يتمكّنون من الحصول على مصدر للمياه أو الصرف الصحي يكون على الأرجح آمنًا، وتغير المناخ سيجعل هذا الأمر أسوأ.

ما الذي يسبّب تغيّر المناخ؟

  • حرق الوقود الأحفوري
  • الزراعة وإزالة الغابات
  • تغيير غاية استخدام الأراضي

لطالما شهد الكوكب تقلبات كبيرة في متوسط ​​درجات الحرارة. إلا أنه في الفترة الحالية، ترتفع درجة الحرارة بسرعة أكبر من أي وقت مضى. لقد أدت الأنشطة التي هي من صنع الإنسان إلى زيادة تركيز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي. إنها تتسبب في زيادة متوسط ​​درجة حرارة كوكبنا بمعدل سريع جدًا بحيث يتعذر على الكائنات الحية التكيف معها.

 يُعد حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز مصدرًا لمعظم الانبعاثات لجميع القطاعات الاقتصادية تقريبًا. وهو يُعدّ مصدر أكثر من 70 في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية.

وتقدر الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن ما يقرب من ربع إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة مصدرها الزراعة والحراجة (23 في المائة)، مما يجعلها ثاني أعلى مصدر للانبعاثات بعد قطاع الطاقة. يأتي حوالي 40 في المائة من هذه الانبعاثات من عملية الهضم الطبيعية التي تحدث في الحيوانات المجترة مثل الماشية والأغنام والماعز. ويشكل استخدام الأراضي، وتغيير غاية استخدام الأراضي مثل إزالة الغابات، وتدهور الغابات، وحرائق الغابات، مصدرًا خطيرًا لانبعاثات غازات الدفيئة. وكثيرًا ما ترتبط هذه الأنشطة مثل تحويل مناطق الغابات إلى أراضي للرعي لأغراض تربية الماشية التجارية، وإنتاج محاصيل الأعلاف مثل الصويا، ومزارع زيت النخيل، ارتباطًا وثيقًا بنظم الأغذية الزراعية الصناعية.

Two enormous pillars at the Giangyou Power station in China. In front of them, yellow bulldozers and cranes crawl across dark and sandy hills of coal.
جرافة تدفع الفحم إلى حزام ناقل في محطة جيانغيو للطاقة، في 28 يناير/كانون الثاني 2022 في جيانغيو، مدينة ميانيانغ، مقاطعة سيتشوان الصينية.

من هم الأشخاص الأكثر تأثرًا بتغير المناخ؟


إن تغير المناخ يلحق الضرر بنا جميعًا، وسيظل يلحق بنا الأذى ما لم تتخذ الحكومات إجراءات لمواجهته. غير أن آثاره على الأرجح أن تكون أشد حدة بالنسبة لمجتمعات ومجموعات معينة، فضلًا عن تلك الفئات التي هي أصلًا محرومة ومعرضة للتمييز بشكل عام. ويشمل ذلك على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:

الشعوب في الدول النامية، وخاصة البلدان الساحلية والدول الجزرية الصغيرة

على الصعيد الوطني، أولئك الموجودون في البلدان الأقل ثراءً، وخاصة الدول الجزرية الصغيرة المنخفضة، والبلدان الأقل تقدمًا، سيكونون من بين أكثر المتضررين من تغير المناخ وهم بالفعل كذلك حاليًا. غالبًا ما يكون أولئك الذين يساهمون بأقل قدر في تغير المناخ هم الأشد تضررًا.

لا يرجع هذا فقط إلى تعرضهم للكوارث المتصلة بالمناخ، ولكن أيضًا إلى العوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية الكامنة التي تزيد من آثار تلك الأحداث. وعلى وجه الخصوص، أدت العواقب الدائمة للاستعمار، وإرثه المتمثل في التوزيع غير المتكافئ للموارد بين البلدان، إلى تقليل قدرة البلدان المتدنية الدخل على التكيف مع الآثار الضارة لتغير المناخ.

باكستان، التي شكلت انبعاثاتها نحو 0,4 في المائة من الانبعاثات التاريخية منذ عام 1959، مدرجة كواحدة من أشد الأماكن تأثرًا بالمناخ في العالم، وفقًا للنتائج المشتركة من قبل البنك الدولي وبنك التنمية الآسيوي. وتسببت الفيضانات، في عام 2022 وحده، في وقوع 1600 حالة وفاة على الأقل، وكلفت البلاد 10 مليار دولار أمريكي.

المجتمعات المحلية التي تعاني من العنصرية البيئية

إن آثار تغير المناخ والتلوث المرتبط بالوقود الأحفوري تسري أيضًا على أسس عرقية عندما تميز عملية صنع السياسات البيئية ضد الأشخاص الملونين والمجتمعات الأخرى التي تواجه التمييز العرقي والديني واللغوي، أو تستبعدهم من الأدوار القيادية في الحركة البيئية.

ففي أميركا الشمالية، المجتمعات الأفقر من الملوّنين  هي التي تضطر إلى حد كبير إلى تنفّس الهواء السّام لأن احتمال أن تقع أحياؤها قرب محطات الطاقة والمصافي أكبر. إنهم يعانون من معدلات أعلى بشكل ملحوظ من أمراض الجهاز التنفسي والسرطانات. والأمريكيون الأفارقة هم أشد عرضة بثلاث مرات للموت بسبب التلوث الجوي من إجمالي سكان الولايات المتحدة.

النساء والفتيات المهمشات 

غالبًا ما تقتصر أدوار النساء والفتيات على الأدوار والوظائف التي تجعلهن أكثر اعتمادًا على الموارد الطبيعية. ولأنهن يواجهن عقبات في الحصول على الموارد المالية أو التقنية أو يُحرمن من ملكية الأراضي، فإنهن أقل قدرة على التكيف مع تغير المناخ، ممّا يجعلهنّ أكثر تأثرًا بتأثيرات الأحداث ذات الصلة بالمناخ لأنهنّ أقل قدرة على حماية أنفسهنَّ في مواجهة تغير المناخ، وسيجدنَ صعوبة أكبر في التعافي من تأثيراته.

الأطفال

يعاني الأطفال والشبان أصلًا بسبب احتياجاتهم الفيزيولوجية والتنموية وتلك المتعلقة بعمليات الأيض في أجسامهم. وهذا يعني، على سبيل المثال، أن التهجير القسري الذي تعاني منه المجتمعات المحلية، ويؤثر على مجموعة كبيرة من الحقوق – بدءًا من المياه، والصرف الصحي، والطعام، وصولاً إلى المسكن اللائق والصحة، والتعليم، والتنمية – سيضرّ على الأرجح بالأطفال على نحوٍ خاص.

a young woman washes dishes in a bucket outside a blue tent that is draped in colourful fabrics. There is a laundry line hung out the front and a little boy sitting on the ground staring into the distance
شابة وطفل، هجّرتهما الأمطار الغزيرة في منطقة بلدوين في الصومال، يجلسان خارج خيمتهما أثناء غسل الأطباق. أدى تغير المناخ إلى حدوث دورات من الفيضانات والجفاف عرّضت مئات الآلاف من الناس في الصومال للمخاطر والتهجير.

تقولون إنكم تحبون أبناءكم أكثر من أي شيء آخر، ومع ذلك تسرقون مستقبلهم أمام أعينهم جهارًا نهارًا

غريتا ثانبيرغ، ناشطة في مجال المناخ ومؤسِسة "الإضراب المدرسي من أجل المناخ"
A family walks across a dried river bed. The ground is made up of deeply cracked, white soil that continues past the horizon. The family includes a woman wearing pink fabric that drapes over her head, a young child carrying a small white goat and a man wearing a red jumper and carrying a television set.
قرويون محليون على قاع النهر الجاف في ساتخيرا، بنغلاديش. بنغلاديش هي واحدة من أكثر دول القارة عرضة لتغير المناخ.
a woman wearing a pink and purple dress walks outside a building. The building has a rough tin roof and walls built by wooden slats that have holes in them. You can see blue containers in on the left which are likely filled with water.
يتعرض معظم سكان جنوب غرب بنغلاديش الساحلي لخطر كبير من تأثيرات تغير المناخ.

دراسة حالة: المجتمعات المهمشة في بنغلاديش

يواجه معظم الناس الذين يعيشون في المجتمعات الساحلية في جنوب غرب بنغلاديش زيادة في الفقر والتدهور البيئي والنزوح بسبب تغير المناخ. ويعود ذلك إلى أن المنطقة منخفضة ومعرضة بشدة للفيضانات.

تعتمد اقتصادات المجتمعات في هذه البقعة إلى حد كبير على الموارد الطبيعية للمنطقة، مثل صيد الأسماك وتربية الروبيان والزراعة. ومع ارتفاع مستوى سطح البحر، أمسى من الصعب جدًا على الناس في المنطقة الوصول إلى هذه الموارد وحماية سبل عيشهم. يحمل هذا التأثير على نوعية حياة الناس وقعًا غير متناسب على الفئات الأكثر تهميشًا، بما في ذلك أولئك الذين يواجهون بالفعل التمييز والفقر. إن مجتمعات الداليت في بنغلاديش هي مجموعة مهمشة تواجه خطرًا متزايدًا من تأثيرات تغير المناخ بسبب الضرر المنهجي والمتوارث بين الأجيال.

اقرأوا المزيد من القصص حول أزمة المناخ

ما هي العدالة المناخية؟

العدالة المناخية هي مصطلح تستخدمه منظمات المجتمع المدني، والحركات الاجتماعية، لتسليط الضوء على آثار أزمة المناخ الخاصة بالعدالة والحاجة إلى إعداد استجابات سياسية عادلة.

تركز نُهج العدالة المناخية على الأسباب الجذرية لأزمة المناخ، وكيف يبني تغير المناخ على أوجه عدم المساواة بين البلدان وداخلها ويضخمها. وتستند متطلباتها إلى ضرورة معالجة مثل هذه الاختلالات والمظالم، بدءًا من تركيز العمل المناخي في وجهات نظر ومعارف ومطالب الجماعات والمجتمعات الأشد تضررًا من أزمة المناخ.

وتعد العدالة في ما يخص النوع الاجتماعي والعدالة العرقية والطبقية والإثنية والعدالة في ما يخص الأشخاص من ذوي الإعاقة، والعدالة بين الأجيال، ضرورية لتحقيق العدالة المناخية فعليًا.

a group of women in traditional Masai dress hold up signs that read "Save the Masai" and "People not profits"
نساء من مجتمع الماساي يشاركن في إضراب مناخي عالمي نظمته حركة “تظاهرات يوم الجمعة من أجل المستقبل” Fridays For Future، للمطالبة بتعويضات مناخية، واتخاذ إجراءات من قادة العالم، واتخاذ إجراءات مناخية حقيقية.

دراسة حالة: منح النساء المهمشات صوتًا لحماية مجتمعاتهن

أراضي شعب ساراياكو. فعينت حراس أمن عسكريين وخاصين، ودفنت متفجرات، وقطعت الغابة، ودمرت الأشجار والنباتات التي كانت مقدسة للغاية وذات قيمة بيئية وثقافية كبيرة لمجتمع السكان الأصليين. 

تقول باتريسيا غوالينغا، الناشطة البيئية التي تعمل كواحدة من المتحدثين باسم شعب ساراياكو: “لم يكن لدي خيار آخر سوى أن أصبح مدافعة عن حقوق الإنسان لأن شركات البترول والنفط انتهكت حقوق قريتي وشعبي”. 

في عام 2012، رفع شعب ساراياكو دعوى ضد الدولة الإكوادورية أمام محكمة البلدان الأمريكية لحقوق الإنسان لإجازتها إجراءات شركة سي جي سي CGC. في انتصار تاريخي، كسب شعب ساراياكو القضية. 

وتقول باتريسيا غوالينغا: “لقد ألهمنا مجتمعات أخرى”. “… مما سمح للنساء المهمشات برفع أصواتهن وإجبار شركات النفط على الخروج من البلاد.”

ولكن على الرغم من الانتصار، لم تمتثل السلطات  لحكم المحكمة وظلت المتفجرات مدفونة في إقليم ساراياكو. واصلت منظمة العفو الدولية دعم شعب ساراياكو منذ ذلك الحين، حيث يطالبون السلطات بالامتثال لحكم عام 2012 الصادر عن محكمة البلدان الأمريكية. 

لماذا يعتبر الانتقال في مجال الطاقة مهمًا؟

يعد التحول السريع من نظام الطاقة القائم على الوقود الأحفوري إلى البنية التحتية للطاقة المتجددة أمرًا ضروريًا إذا أريد خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم بنسبة 43 في المائة بحلول عام 2030 والوصول إلى معدل الصفر بحلول عام 2050.

 من الضروري أن تقود حكومات اليوم التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة والتقنيات الصديقة للبيئة التي أثبتت فعاليتها مع حلول حقيقية لا تضحي بالكوكب ولا بالبشر. ويجب ألا تجعلها مشكلة الأجيال القادمة. يجب على الحكومات مطالبة الشركات قانونًا باحترام حقوق الإنسان أثناء عملية الانتقال في مجال الطاقة.

سنوات من الممارسات الصناعية غير المنظمة تعني أن المجتمعات الغنية بالمعادن تشعر بالجانب الضار للطفرة في صناعة البطاريات، على سبيل المثال، مثل تلك الموجودة في “مثلث الليثيوم” في الأرجنتين وشيلي وبوليفيا  ومنطقة تعدين الكوبالت في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

a worker in a white helmet and a high visibility jacket walks amid rows of solar panels.
أخصائي يسير بالقرب من الألواح الشمسية الكهروضوئية في محطة الطاقة أوميغا1  O’Mega1في بيولينك، جنوب فرنسا.

ما الذي تفعله منظمة العفو الدولية للتصدي لتغير المناخ؟

نظرًا للحاجة الملحة لمعالجة أزمة المناخ، يتمثل دورنا في المساعدة في تحفيز مجتمع حقوق الإنسان، من خلال إظهار كيفية تأثير تغير المناخ على حقوق الناس وتسليط الضوء على كيفية قيام الناس بحشد جهودهم للاستجابة للواقع والتهديد الذين يمثلهما تغير المناخ.

تعمل منظمة العفو الدولية مع مجموعات متنوعة ومختلفة في البلدان الأساسية لزيادة الضغط على الحكومات والشركات التي تعرقل التقدم. كما تدعم منظمة العفو الدولية الشباب والسكان الأصليين والنقابات العمالية والمجتمعات المتضررة. إنها تطالب بانتقال سريع وعادل إلى اقتصاد خالٍ من الكربون لا يستبعد أي أحد.


مطالبنا
منظمة العفو الدولية تطالب الحكومات بالآتي:

  • بذل كل ما في وسعها للمساعدة في وقف ارتفاع درجات الحرارة في العالم بأكثر من درجة ونصف مئوية.
  • تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بشكل جماعي إلى الصفر المطلق قبل أو بحلول عام 2050. وينبغي للدول الأغنى فعل ذلك على نحو أسرع. وبحلول عام 2030، يجب أن يصل مقدار الانبعاثات على مستوى العالم إلى نصف مقدارها في عام 2010.
  • التوقف عن استخدام وإنتاج الوقود الأحفوري (الفحم، والنفط، والغاز) في أسرع وقت ممكن.
  • ضمان أن تُجرى التدابير المتخذة لمواجهة تغير المناخ على نحوٍ لا ينتهك حقوق الإنسان، وعلى نحوٍ يساعد في تقليص، لا في زيادة، انعدام المساواة.
  • ضمان أن يكون الجميع، خصوصًا المتأثرين بتغير المناخ أو بالتحول إلى اقتصادٍ ينعدم فيه الوقود الأحفوري، على درايةٍ بما يحصل وأن يكون بمقدورهم المشاركة في القرارات المتعلقة بمستقبلهم.
  • العمل معًا لتقاسم عبء تغير المناخ بشكل عادل – يجب على البلدان الغنية تقديم الدعم المالي والتقني للأشخاص في البلدان النامية للوصول إلى الطاقة المتجددة، والتكيف مع تغير المناخ. يجب عليها أيضًا توفير سبل الانتصاف، بما في ذلك التعويض، لأولئك الذين عانوا وسيظلون يعانون من الخسائر والأضرار التي سببتها أزمة المناخ.
  • حماية حقوق أولئك الذين هُجّروا أو المعرضين لخطر التهجير بسبب تغير المناخ.
a group of amnesty activists, holding signs and placards and wearing white and black shirts, protest for our right to a safe and healthy planet.
مسيرة “حركة تظاهرات يوم الجمعة من أجل المستقبل” Fridays For Future في مدريد، أسبانيا، 6 ديسمبر/كانون الأول 2019

لمزيد من المعلومات، اقرأوا كامل التوصيات الموجهة إلى الحكومات والشركات


محتوى ذو صلة