قال حسين بيومي، نائب مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية، تعليقًا على إعلان القضاء الإيراني عن إعدام مجاهد (عباس) كوركوري صباح اليوم، على خلفية مشاركته في احتجاجات “المرأة، الحياة، الحرية” التي شهدتها إيران عام 2022:
“إن خبر إعدام مجاهد كوركوري تعسفيًا مروّع للغاية. إنه يكشف مجددًا عن ازدراء السلطات الإيرانية للحق في الحياة، وإصرارها على استخدام عقوبة الإعدام كوسيلة لقمع المعارضة، وزرع الخوف في قلوب الشعب الإيراني.
لقد حكمت محكمة ثورية على مجاهد كوركوري بالإعدام إثر محاكمة صورية بالغة الجور. وتعرّض مجاهد كوركوري للاختفاء القسري لعدة أشهر، وأُخضع للتعذيب لانتزاع “اعترافات” منه بالإكراه، بُثَّت لاحقًا في مقاطع دعائية على وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية. وفي أحد المقاطع، يظهر مجاهد كوركوري على سرير في المستشفى وذراعه مضمّدة بشكل واضح.
إن خبر إعدام مجاهد كوركوري تعسفيًا مروّع للغاية. إنه يكشف مجددًا عن ازدراء السلطات الإيرانية للحق في الحياة، وإصرارها على استخدام عقوبة الإعدام كوسيلة لقمع المعارضة، وزرع الخوف في قلوب الشعب الإيراني.
سين بيومي، نائب مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا
إن استمرار إعدام المتظاهرين تعسفيًا، في ظل الارتفاع المروّع في عمليات الإعدام في إيران، يثبت مرة أخرى أن السلطات الإيرانية ستواصل ارتكاب جرائم يشملها القانون الدولي وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، ما لم يتخذ المجتمع الدولي إجراءات ملموسة وحازمة لمحاسبتها.
كما يؤكد ذلك على ضرورة أن تشرع الدول في إجراء تحقيقات جنائية بموجب مبدأ الولاية القضائية العالمية ضد جميع المشتبه في مسؤوليتهم الجنائية عن الجرائم المشمولة في القانون الدولي التي ارتكبت خلال الاحتجاجات، ومن بينهم كبار المسؤولين الإيرانيين”.
خلفية
اتهمت السلطات الإيرانية مجاهد كوركوري بالتورط في مقتل الطفل كيان بيرفلك، البالغ من العمر تسع سنوات، خلال احتجاجات “المرأة، الحياة، الحرية” التي شهدتها إيران بين سبتمبر/أيلول وديسمبر/كانون الأول 2022. إلا أن عائلة كيان بيرفلك نفت علنًا هذه التهم مرارًا وتكرارًا، وألقت المسؤولية على قوات الأمن الإيرانية.
ورفضت السلطات الإيرانية السماح لمجاهد كوركوري بالاتصال بمحامٍ خلال مرحلة التحقيق في قضيته، ولم تحقق أبدًا في مزاعم تعرضه للتعذيب.
وقد وثقت منظمة العفو الدولية اتباع السلطات الإيرانية نمطًا ممنهجًا في التستر على جرائمها وإخفائها، وإنكار مسؤوليتها عن عمليات القتل غير المشروعة للأطفال على يد قوات الأمن خلال المظاهرات التي عمت البلاد.
ونفذت السلطات الإيرانية حتى الآن حكم الإعدام بحق 11 شخصًا على صلة باحتجاجات “المرأة، الحياة، الحرية”، وجميعهم بعد محاكمات صورية بالغة الجور. ولا يزال العشرات من الأشخاص الآخرين معرضين لخطر الإعدام لأسباب تتعلق باحتجاجات “المرأة، الحياة، الحرية”. لمزيد من التفاصيل، انظروا هنا.
وتعارض منظمة العفو الدولية عقوبة الإعدام في جميع الحالات بدون استثناء بغض النظر عن هوية المتهم؛ أو طبيعة الجريمة أو ظروفها؛ أو الشعور بالذنب أو البراءة؛ أو طريقة تنفيذ الإعدام. لطالما طالبت المنظمة السلطات الإيرانية بوقف تنفيذ أحكام الإعدام فورًا، تمهيدًا لإلغاء عقوبة الإعدام.
لمزيد من التفاصيل عن قضية مجاهد كوركوري، انظروا هنا.