قال ستيف كوكبيرن، رئيس برنامج حقوق العمال والرياضة في منظمة العفو الدولية، تعقيبًا على إطلاق صندوق إرث كأس العالم فيفا قطر 2022:
“من المخجل أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وقطر أطلقا صندوق الإرث الذي طال انتظاره دون أي اعتراف بمسؤوليتهما الواضحة تجاه العدد الهائل من العمال الأجانب الذين تعرضوا للاستغلال، وفي كثير من الحالات، فقدوا حياتهم لجعل كأس العالم 2022 ممكنة. وفي حين أن توفير الأموال للجهود العالمية لدعم اللاجئين وحماية العمال من آثار الحر الشديد أمران مهمان، إلا أن الصندوق لا يقدم حاليًا شيئًا على الإطلاق للعائلات التي فقدت أحباءها في قطر ووقعت في براثن الفقر نتيجة لذلك.
“بإخفاقه في توفير التمويل لتعويض العمال وأسرهم عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بهم في قطر، يتجاهل الفيفا بشكل صارخ سياساته الخاصة في مجال حقوق الإنسان، ومن المرجح أنه يتغاضى عن استنتاجات المراجعة التي أُعِدَّت بتكليف منه – والتي لم تنشر بعد. وطالما يواصل الفيفا دفن رأسه في الرمال، ستستمر معاناة العمال وعائلاتهم من العواقب.
“بعد المطالب العالمية من المشجعين واللاعبين والرعاة واتحادات كرة القدم بتقديم التعويضات، لا يمكن أن يكون صندوق الإرث هذا هو نهاية القصة. يجب على الفيفا أخيرًا أن يفعل الصواب، وأن يوفر تعويضات وافية لجميع الذين تعرضت حقوقهم للخرق والانتهاك نتيجة لبطولته الرئيسية”.
خلفية
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) اليوم أنه بصدد إطلاق صندوق إرث بقيمة 50 مليون دولار أمريكي لكأس العالم 2022، بالشراكة مع قطر، وبتمويلٍ من منظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
لا يشمل الصندوق أي تعويض للعمال المتضررين، على الرغم من أنه يوفر بعض التمويل لبرنامج “التغلب على الحرارة” التابع لمنظمة الصحة العالمية لحماية العمال من الإجهاد الحراري في المستقبل. وأفادت منظمة العفو الدولية أن العديد من العمال لقوا حتفهم نتيجة للعمل في درجات الحرارة الشديدة في قطر، في حين من المرجح أن يكون العمال معرضين لخطر كبير أثناء التحضير لكأس العالم 2034 في السعودية.
قبل كأس العالم لكرة القدم 2022، دعا تحالف واسع من منظمات حقوق الإنسان والنقابات العمالية وممثلي المشجعين ونقابات اللاعبين الفيفا إلى تقديم تعويضات لا تقل عن 440 مليون دولار أمريكي للعمال –أي ما يعادل الأموال المقدمة كجوائز للفرق المتنافسة في البطولة. وحظيت الدعوة بدعم عدد من اتحادات كرة القدم ورعاة الفيفا، بينما أظهرت استطلاعات الرأي تأييدًا شعبيًا واسعًا. حتى الآن، يتجاهل الفيفا هذه الدعوة.
في مارس/آذار 2023، كلّف الفيفا بإعداد مراجعة مستقلة لتقديم المشورة بشأن ما إذا كان يتحمل مسؤولية توفير سبل الانتصاف عن الانتهاكات المرتكبة فيما يتعلق بكأس العالم. لم يُنشر التقرير بعد، ولكن يُعتقد أنه يوصي بتوفير سبل الانتصاف لعدد كبير من العمال.
وورد أن قيمة صناديق الإرث السابقة لبطولات كأس العالم التي نظّمها الفيفا في جنوب إفريقيا والبرازيل وروسيا تبلغ قيمتها 100 مليون دولار أمريكي لكل منها، أي ضعف حجم مخصصات الصندوق القطري. يذكر أن الفيفا حقق أكثر من 7 مليارات دولار أمريكي من بطولة كأس العالم لعام 2022.