تكريم الفنانة الموسيقية أنجيليك كيدجو رفقة ناشطين شباب أفارقة عقب منحهم جائزة منظمة العفو الدولية

قالت منظمة العفو الدولية اليوم أنها قررت منح جائزة سفير الضمير المرموقة هذا العام للفنانة الموسيقية العالمية أنجيليك كيدجو بالاشتراك مع ثلاث حركات شبابية لامعة وناشطة في أفريقيا.

وسوف تتقاسم الفنانة أنجيليك كيدجو المولودة في بنين الجائزة مع منظمات شبابية ناشطة هي “ين أماريه” من السنغال، “ولو بالاي سيتوين” من بوركينا فاسو، و”لوت بور لا شانجمان/ لوتشا” من جمهورية الكونغو الديمقراطية.  وسوف يتم تكريم الفنانة التي تُعد من أنجح مؤلفي الأغاني في أفريقيا رفقة المنظمات الثلاث خلال الحفل المزمع إقامته في العاصمة السنغالية داكار في 28 مايو/ أيار القادم.

وبهذه المناسبة، علق الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، سليل شيتي قائلاً: “تُعد جائزة سفير الضمير بمثابة احتفاء بالشخصيات العامة التي أبدت شجاعة منقطعة النظير في التصدي للظلم.  ولقد برهنت أنجيليك كيدجو ومنظمات (ين أماريه، ولوبالاي سيتوين، ولوتشا) على أنها من أجرأ المناصرين لحقوق الإنسان باستخدام المواهب التي شكلت مصدر إلهامٍ للآخرين”.

لقد برهنت أنجيليك كيدجو ومنظمات (ين أماريه، ولوبالاي سيتوين، ولوتشا) على أنها من أجرأ المناصرين لحقوق الإنسان باستخدام المواهب التي شكلت مصدر إلهامٍ للآخرين

سليل شيتي، الأمين العام لمنظمة العفو الدولية

ويُذكر أن أنجيليك، الحائزة على جائزة “غرامي”، قد فرت من موطنها في ثمانينيات القرن الماضي عقب إجبارها على أداء فقرات موسيقية للنظام القمعي في البلاد حينها.

ولطالما كانت أنجيليك على مدار 30 عاماً من سيرتها المهنية التي شهدت إصدار 13 ألبوماً موسيقياً من أكبر المنافحات عن حرية التعبير عن الرأي، وحق الفتيات في التعليم في القارة الإفريقية؛ علاوة على مناهضتها لممارسة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث).

لطالما حاولت أن أستخدم صوتي …من أجل مقاومة الظلم وانعدام المساواة.

أنجيليك كيدجو.

وقالت أنجيليك كيدجو: “لطالما حاولت أن أستخدم صوتي سواء عن الطريق الغناء، أو كتابة كلمات الأغاني من أجل مقاومة الظلم وانعدام المساواة.  ولقد اتسم عمل منظمة العفو الدولية طوال السنوات الماضية بشجاعة منقطعة النظير بحيث يشكل منحي جائزة سفير الضمير مصدراً للخوف بالنسبة لي شخصياً.  وسوف تعمل الجائزة على تحفيزي كي أبقى بين أعلى الأصوات المدافعة عن أكثر قضايا حقوق الإنسان أهمية في عصرنا الحالي”.

وتضم فرقة “ين أماريه” أو “لقد سئمنا” مجموعة من مغنيي الراب والصحفيين السنغاليين الذين حرصوا على تظافر جهودهم اعتباراً من يناير/ كانون الثثاني 2011 من أجل حث الشباب على التسجيل للاقتراع في الانتخابات وممارسة حقهم المتعلق بحرية التعبير عن الرأي.

واعتُقل ثلاثة من مؤسسي المنظمة، في فبراير/ شباط 2012، لمساهمتهم في تنظيم اعتصامٍ سلمي مناهض للحكومة في حينه.

وظلت منظمة “ين أماريه” ناشطة منذ انتهاء الانتخابات من خلال استضافة الاجتماعات، وحث الحكومة الجديدة على تنفيذ وعودها الإصلاحية من قبيل استصلاح الأراضي، بصفتها قضية مفصلية تؤثر على حياة الفقراء في الريف السنغالي.

ليس هناك شيء اسمه نتيجة محسومة سلفاً، وإنما هناك مسؤليات تم التخلي عنها

فاضل بارو، منسق منظمة “ين أماريه

وقال منسق منظمة “ين أماريه” فاضل بارو: “ليس هناك شيء اسمه نتيجة محسومة سلفاً، وإنما هناك مسؤليات تم التخلي عنها”.

وأما منظمة “لو بالاي سيتوين” أو (مكنسة المواطن) البوركينافية، فهي عبارة عن حركة سياسية تعمل على مستوى القواعد الشعبية، وتلتزم بنهج الاحتجاج السلمي، واشترك في تأسيسها عام 2013 اثنان من الموسيقيين هما: مغني الريغي سامسك لو جاه، ومغني الراب سموكي (سيرج بامبارا).

ولطالما أثارت منظمة “لو بالاي سيتوين” بواعث قلق تتعلق بطائفة متنوعة من القضايا من قبيل مصادرة الأراضي وانقطاع التيار الكهربائي، وتعمل على تحشيد العامة للمطالبة بحقوقهم ومكافحة الإفلات من العقاب.  ورفعت المنظمة شعار “صوتكم بعد ثورتكم”، ونظمت مدارس تثقيف سياسي في محاولةٍ منها لتحسين معدلات تسجيل الناخبين بين الشباب تأهباً لانتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. ويحمل اسم المنظمة معنى “التنظيف”، أي تنظيف الفساد السياسي، وكذلك حملة تنظيف الشوارع التي يقوم بها مواطنو بوركينا فاسو في مختلف الأحياء. واعتاد أعضاء المنظمة حمل المكانس أثناء الاحتجاجات كتعبير رمزي عن هذا المعنى.

وقال عضو المنظمة سموكي: “تتشرف منظمة لوبالاي سيتوين بقبول الجائزة التي مُنحت لها. ولكل الذين وضعوا ثقتهم فينا، واستشفوا من أفعالنا مقدار التزامنا بمكافحة الظلم نقول: نريد أن نعاود التأكيد على أن ثوابتنا سوف تظل راسخة وآمنة، حالها في ذلك حال أحلامنا التي تقوم عليها هذه الثوابت”.

لكل الذين وضعوا ثقتهم فينا، واستشفوا من أفعالنا مقدار التزامنا بمكافحة الظلم نقول: نريد أن نعاود التأكيد على أن ثوابتنا سوف تظل راسخة وآمنة، حالها في ذلك حال أحلامنا التي تقوم عليها هذه الثوابت.

سموكي، لوبالاي سيتوين

وتأسست منظمة لوتشا عام 2012 في غوما شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية لتكون حركة شبابية محلية تلتزم بالاحتجاج السلمي، وتركز في حراكها على القضايا الاجتماعية وحقوق الإنسان، وحماية المدنيين من أخطار الجماعات المسلحة. وتدعو منظمة لوتشا إلى تحقيق العدالة والحكم الديمقراطي من خلال أنشطة غير حزبية وغير عنيفة.

وأُلقي القبض على الناشط في منظمة لوتشا، فريد باوما، رفقة 26 ناشطاً آخراً في مارس/ آذار 2015، عقب قيام قوات الأمن الكونغولية بمداهمة مقر إقامة مؤتمر صحفي في ماسينا بكينشاسا نُظم بهدف الإعلان عن إطلاق مبادرة شبابية، حملت اسم “فيليمبي”، بهدف تثقيف الشباب وتوعيتهم بشأن المشاركة في العملية الديمقراطية في البلاد.  ولا زال فريد باوما قيد الاحتجاز رفقة إيف ماكوامبالا الذي صمم الموقع الإلكتروني الخاص بحركة مبادرة فيليمبي.  وتعتبر منظمة العفو الدولية الناشطيْن باوما وماكوامبالا من سجناء الرأي؛ كونهما احتُجزا لا لشيء سوى لممارستهما حقوقهما المتعلقة بحريتي التعبير عن الرأي وتشكيل الجمعيات.

وما انفكت الاحتجاجات والحراكات التي تنظمها منظمة لوتشا في غوما تتعرض لقمع قوات الأمن، وأُلقي القبض على 32 شخصاً منذ اعتقال باوما وماكوامبالا، لا لشيء سوى لقيام هؤلاء بالمطالبة بإطلاق سراح زميليهم.  ويقبع حالياً تسعة أشخاص في السجن نظراً لارتباطهم بمنظمة لوتشا.

وفي بيان مشترك، قالت منظمة لوتشا: “إن حصولنا على هذه الجائزة المرموقة لا يشكل شرفاً عظيماً لنا وحسب، بل إنه يشجعنا على الاستمرار في نضالنا السلمي النابذ للعنف من أجل تحقيق السلام والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في بلادنا.  وإنه لأمر يبعث على الراحة بالنسبة لنا مع إيماننا بضرورة صياغة بلد جديد يحظى مواطنو جمهورية الكونغو الديمقراطية فيه بإمكانية السيطرة على حوكمة مؤسسات البلاد، والمساهمة بانسجام في بناء بلد ينعم بقدر أكبر من السلام والحرية والديمقراطية والازدهار”.

لمزيد من المعلومات:

تحتفي جائزة سفير الضمير بأفراد ومنظمات يظهرون شجاعة منقطعة النظير في الوقوف بوجه الظلم ويوظفون مواهبهم في إلهام الآخرين، ودعم قضية حقوق الإنسان.

كما تهدف الجائزة إلى إثارة النقاش والتشجيع على الحراك بين العامة ورفع الوعي بشأن حقوق الإنسان والقصص التي تشكل مصدر إلهام.

ولقد أظهر الفائزون السابقون بالجائزة:

  1.    1. شجاعة منقطعة النظير في الوقوف بوجه الظلم؛
  2.    2. واستخدام مواهبهم من أجل إلهام الآخرين؛
  3.    3. ودعما لقضية حقوق الإنسان.

تتضمن قائمة الفائزين السابقين بالجائزة كلاً من:

فاتسلاف هافل (2003)، وماري ربونسون وهيلدا موراليس تروخيو (2004)، وفرقة يو تو وبول ماكغينيس (2205)، ونيلسون مانديلا (2006)، وبيتر غابرييل (2008)، وداو أونغ سان سو كي (مُنحت الجائزة في عام 2009، وقامت بتسلمها في 2012)، وهاري بيلافونتي ومالالا يوسف زاري (2013)، وأي وي وي، وجوان بايز (2015).