الولايات المتحدة: إلغاء العقوبة هو الحل مع تعثر تنفيذ عملية إعدام أخرى لم تسر كما ينبغي

قالت منظمة العفو الدولية أن إطالة تنفيذ الإعدام بأحد السجناء في ولاية أريزونا يوم أمس تقرع جرس إنذار آخر لتنبيه السلطات في الولايات المتحدة إلى ضرورة إلغاء عقوبة الإعدام.

وقال الباحث المتخصص في شؤون الولايات المتحدة بمنظمة العفو الدولية، روب فرير: “كم مرة ينبغي تذكير المسؤولين بعدم جدوى اسطورة ما يُسمى (بالإعدام الإنساني) قبل أن يتخلوا عن تجاربهم التي يقومون بها على صعيد عمليات القتل المنفذة بموجب أحكام قضائية؟”

ويُذكر أن هذا العام وحده قد شهد تعثر تنفيذ ثلاثة عمليات إعدام في الولايات المتحدة كونها لم تسر كما كان مخطط لها.

هذا، ولا تعتقد منظمة العفو الدولية بوجود ما يُسمى “بالإعدام الإنساني” كما لاترى أن قسوة عقوبة الإعدام تقتصر على ما يجري داخل غرفة الإعدام فقط.

وإن احتجاز شخص تحت طائلة الإعدام لسنوات أو عقود أحيانا لا يمكن وصفه بالسلوك الذي يليق بدولة تعتمد نهجا تقدميا في العدالة الجنائية أو حقوق الإنسان.

واختتم روب فرير تعليقه قائلا: “بصرف النظر عن الطريقة التي تنتقيها الدولة لقتل السجين – وما إذا سارت عملية الإعدام وفق الخطة أم لا – فلا يغير ذلك من حقيقة عدم تواءم هذه العقوبة مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان”.

هذا وتشوب العشوائية والتمييز والأخطاء طريقة التعامل مع عقوبة الإعدام في الولايات المتحدة. وفي السنوات الأخيرة، واجهت الولايات التي لا زالت تطبق عقوبة الإعدام في الولايات المتحدة مشاكل في الحصول على العقاقير المستخدمة في الحقن المميتة ولجأت إلى مصادر مشكوك فيها والسرية من أجل الاستمرار بتنفيذ عمليات القتل الصادرة بأحكام القضاء باستخدام أسلوب الحقنة المميتة.

وبدأت عملية إعدام جوزيف وود في الساعة 1:52 من بعد ظهر يوم 23 يوليو/ تموز الجاري.  ويُذكر أنه قد أُدين بارتكاب جريمة قتل عمد في عام 1989 ذهب ضحيتها صديقته السابقة ووالدها.

واستغرق الأمر وقت طويلا بحيث تمكن محامو جوزيف من تقديم طلب طارئ لدى إحدى المحاكم الاتحادية في محاولة لوقف تنفيذ الحكم بينما لا زال السجين على قيد الحياة.  ولم يرد القاضي على الطلب قبل أن يتم الإعلان عن وفاة جوزيف وود في الساعة 3:49 بعد الظهر.  وأصدر القاضي أمرا لسلطات الولاية بضرورة التحفظ على جميع الأدلة المادية المتعلقة بجثة جوزيف وود.

وأصدرت حاكمة ولاية أريزونا، جانيس بروور، بيانا أكدت فيه على “مشروعية” عملية الإعدام وأشارت إلى أن جوزبف وود “لم يعان أثناء تنفيذ الحكم” ولكنها أوعزت مع ذلك بإجراء مراجعة لمعرفة السبب الذي جعل تنفيذ عملية الإعدام يستغرق وقتا طويلا.

وحتى يومنا هذا، قام 140 بلدا بإلغاء عقوبة الإعدام بحكم القانون او في واقع الممارسة العملية.  وتقترب الولايات المتحدة من إجراء عملية الإعدام رقم 1400 منذ استئناف عمليات القتل التي تتم تنفيذا للأوامر القضائية، وذلك عقب تنقيح قوانين عقوبة الإعدام في عام 1977.  كما أصدرت خمس ولايات تشريعات تهدف إلى إلغاء عقوبة الإعدام فيها منذ عام 2007.

أنظر كذلك: 

الولايات المتحدة: حان الوقت للقيام بشيء ما سيدي الرئيس: عقب تعثر تنفيذ عملية إعدام السجين في أوكلاهوما، دعوة لممارسة القيادة على صعيد حقوق الإنسان

https://www.amnesty.org/en/library/info/AMR51/028/2014/en