رسومات تروي قصصاً لحقوق الإنسان

صياغة وعي الشباب بشأن حقوق الإنسان من خلال القصص المصورة

أثناء حملة “أكتب من أجل الحقوق”، في السنة الماضية، اكتشف آلاف الطلاب في أوكرانيا حقوق الإنسان من خلال الرسومات

 كل سنة، يلتقي أشخاص في شتى أنحاء العالم كي يكتبوا رسائل لأكبر مبادرة لمنظمة العفو الدولية: أكتب من أجل الحقوق. حيث ينضم آلاف الأشخاص إلى ماراثون كتابة الرسائل بهدف تحرير سجناء الرأي، وحماية المدافعين عن حقوق الإنسان، وإنصاف ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان. وفي 2018، تعلم ما يربو على 7,000 طالب من أوكرانيا أكثر بشأن حقوق الإنسان، ولا سيما بشأن المدافعين عن حقوق الإنسان، بفضل الرسومات التي صممتها أوليا ماكسيمينكو، بالتعاون مع منظمة العفو الدولية.

 يقول فولوديمير سيليفاننكو، مسؤول التربية على حقوق الإنسان في الفرع الأوكراني لمنظمة العفو الدولية، إن الهدف من ذلك كان “إيضاح جوهر الحالات التي يضمّنها الماراثون للطلاب الأصغر سناً، باستخدام تعاطفهم وإعجابهم بالأبطال والبطلات”، المبينين في الرسومات. وفي إشارة إلى ما تمثله إحدى هذه الحالات، قال: “بالنسبة لمجتمع سينغوير، قمنا بوصف حياتهم بصورة موجزة، وكيف أن الحكومة الكينية تهددهم. ولم نصور مجتمع سينغوير كضحايا، وإنما كأناس يكافحون من أجل حقوقهم الإنسانية”.    

 ولإقامة هذه الصلة بين المدافعين عن حقوق الإنسان والأطفال، وتصوير هذه القصص بأفضل الطرق الممكنة لأطفال صغار، تعاونت منظمة العفو الدولية مع أوليا ماكسيمينكو، وهي مبدعة أوكرانية شابة في مضمار الرسومات وناشطة. تقول: “بدأت برسم القصص المصورة لمنظمة العفو الدولية قبل سنة، وشعرت بأنها الطريقة الأفضل لرواية قصص طويلة معقدة للأطفال. ومن ناحيتي، يمنحني ذلك الفرصة للتعبير عن نضالي من خلال الفن”.

بدأت الحكاية كلها في قلب الفرع الأوكراني لمنظمة العفو الدولية في 2017، حيث كان الناشطون يبحثون عن طرق جديدة للإبداع في سياق حملة “أكتب من أجل الحقوق”. إذ تطوعت ماكسيمينكو بوضع مهاراتها في الرسم تحت تصرف الفرع، وقوبلت قصصها المصورة بترحيب حار، وقرروا إنتاج المزيد من القصص المصورة لتربية الأطفال على حقوق الإنسان في 2018. تضيف ماكسيمينكو: “حاولنا اختيار القصص الأقرب إلى الأطفال، من خلال أبطال يافعين يمكن للأطفال أن يتماهوا معهم”. كما قاموا بإعداد نسختين، إحداهما ملونة والأخرى بالأبيض والأسود، “بحيث يستطيع الأطفال تلوين البطاقات وكتابة الرسائل بأنفسهم”. وأتاحت فرصة تلوين القصص المصورة للأطفال المشاركة في إنتاج الرسومات، وفي قضاء وقت يتفحصون خلاله جميع الشخصيات ويعرفون أكثر عن قصصهم.

 السيدة ناتاليا ليتفين والسيدة إرينا ماتفينكو معلمتان في “مدرسة التعليم العام رقم 10” في كريفي ريه. امتدحتا القصص المصورة لأنه “من الصعب أحياناً دفع الأطفال إلى التحدث بانفتاح، ولكن قصص المصورة تكسر حاجز ‘الجدية’، فهي أقرب إلى الألعاب”. وقد حفّزت القصص المصورة الطلاب على مناقشة حقوق الإنسان في صفوفهم في المدرسة، “فيتحدث الطلبة عن حقوق الإنسان، وعن أن الأشخاص يمكن أن يكونوا مختلفين عن بعضهم البعض، ولكن لكل إنسان قيمته، وكل إنسان يستحق الاهتمام والاحترام. حاولنا أن نضع أنفسنا في مكان الشخصيات التي تصورها القصة، حتى يرى الطلاب أن حقوق الإنسان ليست مجرد مفاهيم مجردة”.

وفي هذا السياق، يقول السيد ميخايلو سكريبكا، من “مدرسة التعليم العام رقم 2” في جوفكفا، إن القصص المصورة “طريقة ممتازة لجعل القصص المتعلقة بحقوق الإنسان مشوقة وذات قيمة معرفية” للطلاب. ويرغب طلابه في أن يروا مستقبلاً “ألعاب طاولة وأحجيات مصورة ذات علاقة بهذه القصص”، حتى يتفاعلوا معها ويتعلموا المزيد عن حقوق الإنسان. ويوضح بأن “القصص قد حركت مشاعر الأطفال، وتعرفوا على الحالة الصعبة والمأساوية التي يعيشها هذا المجتمع الكيني، ما ساعدهم على فهم مظالم حقوق الإنسان التي لحقت بهم”.

السيدة فالنتينا فيليبييفا، المدرسة في “كلية ميجفسكي للتدريب المهني”، أضافت إلى ذلك قائلة: يمكن للقصص المصورة أن تعلِّم الأطفال “بأن علينا جميعًا أن نكون مسؤولين عن أفعالنا، وأن كل منا قادر على وقف الظلم، لأن المدافعين عن حقوق الإنسان أناس عاديون. فمعاً يكون لنا نفوذ. ولا يوقفنا أحد”. أذهب إلى وارسو أو تشيسيناو.”