“أريد أن أقرر مستقبلي”

النساء اللاجئات في اليونان يرفعن أصواتهن

عندما تُغمض ثريا، البالغة من العمر 24 عاماً، عينيها، ترى الصور بوضوح وكأن المشهد برمته حدث بالأمس.

المياه القارسة البرودة. القارب الصغير المهتز. إبنها يتقيأ، ويكاد لا يقوى على الحركة وسط عشرات الأشخاص الآخرين الذين يخاطرون بحياتهم في تلك الليلة.

قالت ثريا: “دائماً أقول لنفسي: ’ أحسنتِ‘ على عبورك عباب ذلك البحر، لأنك أردت أن تصنعي مستقبلاً أفضل لأطفالك.”

إن ذكرياتها شبيهة بذكريات آلاف النساء والفتيات الأُخريات اللائي فررن من أتون الاضطهاد والنزاعات واللائي يكابدن رحلات شاقة للغاية إلى اليونان.

ونظراً لأنهن يواجهن حدوداً مغلقة ولعدم تمكُّنهن من السفر بصورة مشروعة، فإنهن يصبحن مُجبرات على السير في رحلة محفوفة بالمخاطر على أمل أن تكون أوروبا مكاناً آمناً. وبالنسبة للعديد منهن، فإن هذه الأحلام تتحطم على عتبة الوصول إلى اليونان.

إن أولئك النساء والفتيات العالقات في مخيمات مكتظة وقذرة في الجزر اليونانية برعاية الاتحاد الأوروبي، فإنهن يتعرضن لأخطار عدة، من بينها التحرش والعنف الجنسي. ويتعين عليهن مكابدة نظام استقبال غير فعال يُبقي على آلاف الأشخاص في مخيمات مكتظة للغاية تعاني من تردي التمديدات الصحية وخدمات الرعاية الطبية. ومما يزيد الطين بلَّة، أن عدم معرفة النساء إلى أين يلجأن طلباً للمساعدة، وعدم وجود مترجمات فوريات إناث يتحدثن معهن، يجعلان من الصعب للغاية عليهن الحصول على الخدمات الأساسية، من قبيل الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية والمساعدة القانونية.

"نحن النساء، يجب أن نناضل من أجل إحقاق حقوقنا".

ثريا من أفغانستان (الصورة أعلاه)

إن مطلب ثريا بالاستماع إلى صوتها يعبِّر عن رغبات العديد من النساء اللائي تحدثت إليهن منظمة العفو الدولية عندما كانت تُجري بحثاً عن أوضاعهن المعيشية في اليونان.

وتستند هذه اللمحة العامة إلى بصيرة النساء وتعبِّر عن قصصهن وتجاربهن – من الرحلات المحفوفة بالمخاطر والمصاعب التي تعترضهن في الجُزر إلى العقبات التي يواجهنها في محاولتهن إعادة بناء حياتهن في البر الرئيسي اليوناني.

وهذه ليست مجرد حكايات عن المعاناة، وإنما هي أيضاً مبادرات لتغيير حياة اشخاص في اليونان، من قبيل الفضاءات الصديقة للمرأة بقيادة منظمات المجتمع المحلي.

وتعرب منظمة العفو الدولية عن امتنانها لكل امرأة شاطرتها بكل شجاعة قصتها الشخصية، ولجميع الأشخاص والمنظمات التي قدمت لها الدعم الذي لا يُقدَّر بثمن.

ويتعين على أولئك الذين يتبوؤون السلطة الاستماع إلى أصوات هؤلاء النساء، والتصرف بناء على كلامهن.

يرجى مشاركة قصص النساء اللاجئات في اليونان والمساعدة على رفع أصواتهن

قصص شَجاعة وقوة

منذ مارس/آذار 2017 تحدثت منظمة العفو الدولية مع ما يزيد على 100 امرأة وفتاة ممن فررن من ديارهن ويعشن في مخيمات أو شقق على الجزر اليونانية أو في البر اليوناني. وبغض النظر عن جنسيتهن أو ظروفهن الشخصية أو آمالهن، فقد كان يربطهن أمر مشترك، وهو أنه كان لديهن أمور مهمة يردن قولها حول حقوقهن وسلامتهن ورفاههن والتحديات التي تواجههن. كما كان لهن مطالب واضحة بشأن التغيير. أنزل إلى أسفل لمواصلة القراءة أو لاختيار موضوع بالنقر على أحد هذه الروابط.

رحلات محفوفة بالمخاطر للوصول إلى أوروبا

نظراً لأن الحكومات الأوروبية ترفض فتح طرق آمنة ومشروعة بديلة للرحلات البرية الشاقة أو الرحلات البحرية التي تشكل خطراً على الحياة عبر بحر إيجة، فإن النساء والفتيات يتعرضن لمخاطر العنف المتزايدة على طول الطريق، بما في ذلك العنف الجنسي والاتجار بالبشر.

في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى يوليو/تموز 2018، شكَّلت النساء %24 من مجموع القادمين إلى الجُزر اليونانية في شرق بحر إيجة، ومعظمهن من سوريا والعراق وأفغانستان (وكالة الأمم المتحدة للاجئين).

"لم يكن أمامنا خيار، إما أن تُتركي وسط هذا المجهول المخيف مع المجرمين (المهربون) الذين يمكن أن يفعلوا بك أي شيء، أو أن تحشري نفسك على متن ذلك القارب على الرغم من المخاطر."

بهار* من أفغانستان تصف الرحلة مع أطفالها الثلاثة من تركيا إلى اليونان.

قالت جميع النساء اللائي أُجريت معهن مقابلات إنهن لم يكن أمامهن من خيار سوى استخدام مهربي البشر. ووصفتْ بعض النساء كيف كان عليهن الانتظار أياماً في بيوت سرية في إحدى المدن الساحلية في تركيا قبل نقلهن إلى الشاطئ. وكان على بعضهن قضاء عدة ليال في العراء بالقرب من الساحل إذا كان الطقس سيئاً وغير صالح للصعود على متن القوارب.

“مكثنا هناك لمدة 20 يوماً، كان الطقس بارداً ورطباً، ولم يكن لدينا ما يكفي من الماء والطعام. لم نعرف أياً من أفراد المجموعة. كانوا لطفاء، ولكن المهربين لم يكونوا كذلك … فقد دفعوا والدتي عندما توسلت إليهم السماح لها بالعودة إلى بودروم. شعرتُ بخوف شديد إلى حد أنني لم أذقْ طعم النوم. وعندما أردت الذهاب إلى المرحاض، سار شقيقي معي بعيداً عن المجموعة، ولكن المهربين تتبَّعونا ذات مرة، فعدنا أدراجنا. بعد تلك الحادثة لم أستطع التبوُّل لفترة طويلة إلى حد أنني أُصبت بالمرض.”

يارا*، امرأة من سوريا عمرها 22 عاماً، سافرت من تركيا إلى اليونان مع والدتها وشقيقها البالغ من العمر 17 عاماً.

إن الذهاب إلى أماكن نائية مع رجال غير معروفين لديهن جعل النساء يشعرن بعدم الارتياح الشديد وعدم الأمان، وخصوصاً إذا كن مسافرات بمفردهن. ونتيجةً لذلك، كنَّ عرضة لمخاطر المضايقات الجسدية واللفظية والجنسية من قبل المهربين. وقالت إحداهن أن مهرباً طلب منها تزويجه ابنتها الصغيرة:

“ضايقوني كثيراً. وكان أحد المهربين ملحَّاً، فقال لي: “سأرسلك إلى ألمانيا بالطائرة إذا أعطيتني ابنتك. وبالطبع لم أفعل، ولكنني مازلت خائفة منهم.”

وقالت بعض النساء إنهن تعرَّضن للمضايقة على أيدي الشرطة والدرك والمواطنين المحليين في تركيا، فضلاً عن أقربائهن أو الأشخاص الذين كانوا يسافرون معهن في الرحلة. وقالت امرأة من إيران إن زوجها أرغمها على مضاجعة مهربين عندما نفدَتْ منهما النقود كي يصبح بإمكانهما مواصلة الرحلة.

عندما أوصدت الحكومات الأوروبية أبواب بلدانها أمام اللاجئين، أصبحنا أكثر عرضة للانتهاكات على أيدي المهربين.

فاطمة*، امرأة أفغانية عمرها 27 عاماً، سافرت إلى اليونان مع شقيقتيها الصُغريين.

عالقات على الجُزر اليونانية في مخيمات مكتظة

عندما تصل النساء والفتيات إلى إحدى الجزر اليونانية في شرق بحر إيجة، فإنهن يواجهن العواقب المدمرة للاتفاق الذي أُبرم مؤخراً بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، المعروف باسم صفقة تركيا – الاتحاد الأوروبي.

منذ 20 مارس/آذار 2016 لم يُسمح لطالبي اللجوء الذين يصلون إلى الجزر اليونانية بالانتقال إلى البر اليوناني لأن صفقة تركيا – الاتحاد الأوروبي تقتضي إعادتهم إلى تركيا.

بيد أن عمليات العودة لا تتم بالأعداد التي تصوَّرها زعماء الاتحاد الأوروبي. فمع وصول مئات الأشخاص إلى الشواطئ اليونانية أسبوعياً، أصبح هناك آلاف العالقين في الجزر اليونانية في ظروف لاإنسانية لعدة أشهر نتيجة لصفقة تركيا – الاتحاد الأوروبي.

وتقيم الأغلبية في مخيمات تحت رعاية الاتحاد الأوروبي في جزر ليسفوس وخيوس وساموس وكوس وليروس. ووصل الاكتظاظ في معظم هذه المخيمات إلى نقطة الأزمة، حيث يعيش ما يربو على 16,600 شخص في خمسة مخيمات مصمَّمة أصلاً لإيواء 6,400 شخص.

وفي جميع تلك المخيمات يشكل انعدام النظافة والخدمات الصحية وعدم كفاية مياه الشرب، وقنوات المجاري وقطعان الفئران والجرذان مشهداً شائعاً.

“نمنا في خيمة صغيرة بالقرب من المرحاض لمدة شهرين … لم تتوفر فيها كهرباء، وكانت باردة جداً. وعندما هطل المطر تسرَّبت المياه عبر الخيمة. ونحن نعيش الآن في حاوية مع عائلة أخرى مؤلفة من أربعة أفراد. ولا يزال الوضع صعباً. إذ تعاني والدتي من آلام حادة في الظهر ولا تستطيع صعود ونزول المخيم لمراجعة طبيب”.

سمان*، 19 عاماً، من أفغانستان

وصفت عدة نساء حوامل لمنظمة العفو الدولية كيف اضطررن للنوم على الأرض، بدون الحصول على رعاية صحية تُذكر أثناء الحمل والولادة.

“كل شيء هنا قذر. ومن المستحيل المحافظة على النظافة. وعندما تأتي الدورة الشهرية يصبح الوضع صعباً للغاية.”

عديلة * من جمهورية الكونغو الديمقراطية.

الأخطار اليومية

تعرَّضت العديد من النساء والفتيات من طالبات اللجوء إلى أعمال عنف جنسية أو جسدية في بلدانهن الأصلية، أو خلال الرحلة المحفوفة بالمخاطر إلى اليونان. وعند وصولهن إلى اليونان يظل الخطر ماثلاً لأن العديد من المخيمات أصبحت أماكن خطرة للغاية. إن الافتقار إلى المرافق الأساسية، من قبيل المراحيض وغرف الاستحمام المنفصلة للرجال والنساء، والاكتظاظ الشديد، وخاصة في الجُزر، هي من العوامل التي تُسهم في وقوع الاعتداءات الجنسية وممارسات العنف، ولاسيما ضد النساء والفتيات.

من مخيم إلى مخيم: الحياة في البر الرئيسي اليوناني

بيد أن الحياة بالنسبة للذين ينجحون في الوصول إلى البر اليوناني ليست سهلة. فمعظم القادمين يعانون من ظروف استقبال مروعة هنا.

“الجميع يفقدون عقولهم هنا”.

داريا * من أفغانستان، جرت مقابلتها في واحد من المخيمات الثلاثة التي أُغلقت في منطقة إلينيكو، أثينا.

إن الافتقار إلى المرافق الصحية، وتردي الأوضاع في المخيمات يضعان عبئاً ثقيلاً على النساء اللاتي غالباً ما يقع على عواتقهن، بشكل خاص، أغلبية المسؤوليات عن رعاية الأطفال وغيرهم من الأقرباء. كما أن للإقامة الطويلة الأجل في المخيمات تأثيراً نفسياً عميقاً. فقد تحدثت بعض النساء عن القلق والكوابيس وعدم النوم والكآبة – وهي جميعاً أعراض أكَّدتها المنظمات الإنسانية العاملة في المخيمات.

ثمة زهاء 45,500 لاجئ ومهاجر (في سبتمبر/أيلول 2018) يعيشون في أماكن إقامة مؤقتة في البر اليوناني. وقد التُقطت هذه الصورة خارج مخيمات إلينيكو في ضواحي أثينا. وقد أُغلقت المخيمات في النهاية في يونيو/حزيران 2017 إثر مطالب متكررة من جانب الأشخاص الذين يقيمون هناك، بالإضافة إلى المنظمات الوطنية والدولية. Copyright: Lene Christensen/Amnesty International
ثمة زهاء 45,500 لاجئ ومهاجر (في سبتمبر/أيلول 2018) يعيشون في أماكن إقامة مؤقتة في البر اليوناني. وقد التُقطت هذه الصورة خارج مخيمات إلينيكو في ضواحي أثينا. وقد أُغلقت المخيمات في النهاية في يونيو/حزيران 2017 إثر مطالب متكررة من جانب الأشخاص الذين يقيمون هناك، بالإضافة إلى المنظمات الوطنية والدولية. Copyright: Lene Christensen/Amnesty International

وقالت العديد من النساء اللاتي يعشن في المخيمات إنهن شعرن بأنهن مهجورات. ففي يوليو/تموز 2018 التقت منظمة العفو الدولية بمجموعة من النساء الأيزيديات المكروبات من العراق، ممن يُقمن في مخيم سكاراماغاس بالقرب من أثينا. وقالت إحداهن:

“إننا نشعر بأننا منسيات تماماً. وقد مكث بعضنا في هذا المخيم منذ سنتين دون أن يتغير شيء. ونحن نعلم ما سيحلُّ بنا. وليس بوسعنا فعل أي شيء هنا، بينما يُصاب أطفالنا بالجنون. وبعد مرور كل هذا الوقت، بالكاد يمكنني التواصل بشأن مشكلاتي لأن أحداً هنا لا يتكلم لغتنا”.

وبحلول نهاية يوليو/تموز 2018، كان هناك ما يربو على 16,400 شخص يعيشون في 26 مخيماً مؤقتاً في البر الرئيسي. وقد أُنشئ معظمها استجابةً للأزمة الإنسانية التي نشبت عندما أغلقت البلدان الأوروبية حدودها على طول طريق البلقان في مارس/آذار 2016.

مع انعدام السكن الملائم إلى حد كبير، ليس أمام النساء الحوامل وأمهات الأطفال الرضَّع أي خيار آخر سوى البقاء في المخيمات.

"الوضع صعب للغاية الآن، إذ أنهم لم يعطونا شيئاً، ولا حتى بطانيات كي نفرشها على الأرض. وكل ما نملك جمعناه من الشارع. يجب أن أرعى طفلي الرضيع الذي لم يتجاوز الشهر وأطفالي الثلاثة الآخرين. إنني بحاجة إلى مكان أفضل."

ألما * من سوريا، تعيش في مخيم سكاراماغاس خارج أثينا مع عائلتها التي تضم أربعة أطفال صغار.

ولا يبدو أن الأوضاع مهيأة للتحسن في القريب العاجل. فالحكومة اليونانية لم تعيِّن بعد عدداً كافياً من الموظفين، والمنظمات الإنسانية تنتقل تدريجياً من اليونان بسبب نقص التمويل بشكل أساسي. وثمة مخاوف من أن الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأساسية، ومنها الصحة الجنسية والإنجابية، والمساعدة القانونية في المخيمات يمكن أن تتدهور أكثر فأكثر.

وفي أسوأ السيناريوهات تضطر النساء، بمن فيهن الحوامل أو أمهات الأطفال الصغار، إلى قضاء عدة أيام بلا مأوى خارج المخيمات مع بقية أفراد العائلة بسبب عدم تمكُّنها من الحصول على مأوى.

استمعوا إلى تسجيلنا الصوتي الرقمي “بودكاست”: انضموا إلى منظمة العفو في بعثة بحثية إلى اليونان:

عدم توفر مترجمات فوريات (إناث)

إن النساء بحاجة إلى فرصة ودعم للمطالبة بحقوقهن والتعبير عن احتياجاتهن. وإن عدداً قليلاً منهن في موقع يؤهلهن للقيام بذلك بدون توفير المعلومات الضرورية لهن والاستعانة بمترجمات فوريات (إناث).

وتكتسي النساء المترجمات والنساء اللاتي يجرين مقابلات أهمية خاصة أثناء عمليات تقييم “حالات الضعف” ومقابلات اللجوء.

"في المقابلة الثانية، كان عليَّ أن أتحدث عن الانتهاكات الماضية التي تعرضتُ لها في إيران والاعتداء الجنسي الذي قاسيته في اليونان أمام مترجم ذكر. ولكنه لم يأخذني على محمل الجد، بل ضحك مني.

أزاده * إحدى الناجيات من العنف الجنسي.

وقالت أزاده لمنظمة العفو الدولية إنها شعرت بأنها مشوشة الذهن ومكروبة بعد المقابلة، إلى حد أنها لم تستطع إيجاد طريق العودة إلى شقتها. وبعد تلك التجربة، دأبت على طلب الاستعانة بمترجمة امرأة بشكل متكرر. وكانت متأكدة من شيء واحد، وهو أنها لن تتحدث أمام ذلك الرجل مرة أخرى.

في نهاية المطاف تم الاستماع إلى ما قلت، لكن كان عليَّ أن أتحلى بالمثابرة. وقد لا تفعل نساء أخريات الأمر نفسه، وفي هذه الحالة لن تُحكى قصصهن.

أزاده.

إن عدم توفر مترجمات إناث في المخيمات والمستشفيات والملاجئ يشكل عائقاً أمام الحصول على الخدمات الأساسية. “إنني لا أشعر بالارتياح في الحديث عن مشكلاتي مع الأطباء أو المترجمين الذكور. ولن أذهب بعد اليوم”، هذا ما قالته امرأة سورية عندما أشارت إلى مواعيد الأطباء.

النساء كصانعات قرار

إن العديد من النساء هن المسؤولات الرئيسيات عن رعاية عائلاتهن. ولذا فإنهن بدون توفير خدمات رعاية الأطفال لا يستطعن حضور الاجتماعات أو الدورات التدريبية. كما أن مثل هذه الخدمات مهمة للغاية لاندماجهن في المجتمع.

وللوصول إلى قرارات تحمي حقوقهن بشكل فعال، ينبغي التشاور مع النساء وإتاحة الفرصة لهن لإبلاغ السلطات المعنية باحتياجاتهن.

ومن المؤسف أن مثل هذه المشاورات نادراً ما تحدث. ونتيجةً لذلك يتم فقدان معلومات مهمة عند اتخاذ القرارات، ولا تتلقى النساء والفتيات المساعدة المحددة التي هن بحاجة ماسة إليها.

المراكز المخصصة للنساء فقط تقدم الدعم الذي يغيِّر حياتهن

“مثل هذه الأمور البسيطة، من قبيل إلقاء التحية بشكل لائق والنظر في عينيك عند الحديث معك، والنظر إليك كإنسان”.

ماري * من الغابون، تصف أهمية مثل هذا المركز.

إن المراكز المخصصة للنساء فقط، سواء كانت في الجُزر أو في البر الرئيسي تقدم المساعدات والخدمات التي تغير حياة النساء المشردات من ديارهن. وغالباً ما يتم إنشاء مثل هذه المراكز على أيدي النساء أو المنظمات الشعبية المحلية. إن احترام قدرات النساء والقيام بالتدخلات والأنشطة التي تهدف إلى تمكينهن أمر يقع في صلب عملها.

لقد أرادت النساء اللاتي قابلتْهن منظمة العفو الدولية الإسهام في العمل خارج نطاق المنزل، وتعلُّم مهارات جديدة، والمشاركة في المجتمع على نحو أوسع، والعيش بشكل مستقل.

"أريد أن أكون مستقلة. فلديَّ طفلان، ويجب أن أفكر بهما".

أمارا * تعيش في شقة في أثينا.

تقدم هذه المراكز طائفة من الخدمات التي يمكن أن تساعد النساء على إعادة بناء حياتهن. ومن بين تلك الخدمات: المساعدة النفسية والقانونية والصفوف الدراسية لاكتساب اللغة، وغيرها من المهارات الأساسية. كما تقدم معلومات مهمة بشأن الصحة الجنسية والإنجابية. ويمكن لمثل هذه المراكز أن تعمل كجدار حماية ضد العزلة في المخيمات والشقق.

إن انخراطها في شبكة نسائية قوية أحدثَ فرقاً هائلاً في حياة فيروزة البالغة من العمر 33 عاماً

جاءت فيروزة إلى جزيرة كيوس اليونانية مع زوجها وأطفالها الأربعة، قادمةً من تركيا بعد فرارها من أفغانستان. وبعد شهر من وجودها على الجزيرة توارتْ في أحد الفنادق هرباً من ضرب زوجها لها. وبسبب مشاعر الخوف التي تملَّكتها لم تجرؤ على التحدث إلى أي شخص. ثم جاءت امرأة من مركز أثينا للنساء في كيوس لرؤيتها:

“قالت لي إنني أستحق حياة أفضل. وقد دأبتْ على المجيء واصطحابي من الفندق”.

فيروزة من أفغانستان، لم تعد تخاف من الدفاع عن نفسها. حقوق النشر: Monica Costa/Amnesty International يوليو/تموز 2018
فيروزة من أفغانستان، لم تعد تخاف من الدفاع عن نفسها. حقوق النشر: Monica Costa/Amnesty International يوليو/تموز 2018

وفي مركز أثينا، الذي تديره منظمة “العمل من أجل النساء”. شعرتْ فيروزه بالارتياح والأمان الكافيين لتشجيعها على دراسة اللغة الإنجليزية. وقد مُنحت الوصاية على أطفالها الآن، وعندما قابلتها منظمة العفو الدولية، كانت تتقاسم شقة مع أم عزباء أخرى في أثينا. وهدفها هو أن تتمكن من إعالة نفسها وأطفالها كلياً.

"أنا مختلفة تماماً الآن. ولم أعد خائفةً بعد اليوم".

فيروزة من أفغانستان

منذ افتتاحه في يوليو/تموز 2016 قدم مركز أثينا مساعدة نفسية وقانونية وطبية إلى أكثر من 900 امرأة من المشردات من ديارهن. وقالت مؤسِسة المركز غابريل تاي لمنظمة العفو الدولية:

“إن هؤلاء النساء لم ينظرن إلى أنفسهن كضحايا أبداً. وهنَّ على حق في ذلك: إذ أنهن ضحايا بحاجة إلى موارد وبيئة مستقرة لإعادة بناء حياتهن والانتقال إلى مرحلة جديدة”.

في "شبكة ميليسا" في أثينا، يوليو/تموز 2018. المؤسِسة نادينا كريستوبولو تخلق جواً آمناً وترحيبياً، وهو بمثابة فترة استراحة من واقع الحياة القاسي. © Lene Christensen/Amnesty International
في "شبكة ميليسا" في أثينا، يوليو/تموز 2018. المؤسِسة نادينا كريستوبولو تخلق جواً آمناً وترحيبياً، وهو بمثابة فترة استراحة من واقع الحياة القاسي. © Lene Christensen/Amnesty International

 “شبكة ميليسا” هي مركز نهاري يقع في وسط أثينا، أنشأته نساء يونانيات وغير يونانيات لتوفير ملاذ آمن للنساء اللاتي يحاولن بناء حياة جديدة في بلد جديد. وتديره شبكة من النساء المهاجرات وطالبات اللجوء، وينظِّم ورشات عمل ومساقات للنساء الأخريات المشردات من ديارهن. ويتمثل الهدف الرئيسي في تمكين النساء من السيطرة على حياتهن.

“جئتُ إلى “ميليسا” كي أتعلم اللغة الإنجليزية. بالنسبة لي يُعتبر مركز شبكة “ميليسا” مكاناً للسعادة”.

زهراء * التي فرَّت من العراق مع عائلتها.

يقوم "مركز بشيرة" في جزيرة ليسفوس بتوفير الخدمات والمعلومات القانونية والنفسية والاجتماعية والصحية إلى النساء المهجَّرات اللاتي يعشن في جزيرة ليسفوس.© Yara Boff Tonella/Amnesty International
يقوم "مركز بشيرة" في جزيرة ليسفوس بتوفير الخدمات والمعلومات القانونية والنفسية والاجتماعية والصحية إلى النساء المهجَّرات اللاتي يعشن في جزيرة ليسفوس.© Yara Boff Tonella/Amnesty International

في ليسفوس يقدم مركز بشيرة للنساء اللاجئات مكاناً للاستراحة وإقامة العلاقات الاجتماعية، والاستحمام، وكسب أصدقاء جدد، والانخراط في صفوف تعليم اللغة والفنون والحرف. كما يوفر فضاء للنساء للاجتماع معاً والمطالبة بكرامتهن واستقلالهن، وتمكين بعضهن بعضاً من اتخاذ الخطوة التالية، وأخذ فترة استراحة من المصاعب اليومية لحياة المخيم. وتحدثت مديرة المركز سونيا أندرو براداس عن أن النساء غالباً ما يكنَّ متحفظات جداً عندما يصلن أول مرة:

“بعد مرور فترة يفهمن أنهن في أمان هناك، ويبدأن بالانفتاح. ويصبح المركز مكاناً للبكاء والضحك والرقص”.

القواعد الأوروبية تمزق العائلات

يُعتبر طلب جمع شمل العائلات الطريقة الوحيدة تقريباً التي يمكن للأشخاص بواسطتها الانتقال بأمان من اليونان إلى بلد أوروبي آخر. غير أنه يخضع لقيود مشددة: فطالبو اللجوء لا يُسمح لهم بجمع الشمل إلا مع أفراد العائلة المباشرة: الأزواج، الأطفال، أو الأقرباء في بلد آخر من بلدان الاتحاد الأوروبي في حالة القاصرين الذين ليسوا برفقة أهاليهم. إن النساء اللاتي يسافرن بمفردهن أو مع أطفالهن يشكلن أغلبية الأشخاص الذين ينتظرون جمع شملهم مع أقربائهم في بلدان أخرى. كما أن ثمة عائلات أخرى تقطَّعت بها السبل في اليونان يحدوها الأمل في الانضمام إلى أطفالها الذين سافروا بمفردهم إلى وُجهات أوروبية أخرى. وقد مرَّ على بعضهم أكثر من سنة وهم في هذه الحالة.

مسؤولية أوروبية

إن الحكومات الأوروبية تغضُّ الطرف عن معاناة آلاف الأشخاص الذين يصلون إلى الشواطئ اليونانية بحثاً عن مكان آمن.

وستبقى أغلبيتهم في اليونان لأن قواعد اللجوء الأوروبية – التي تُسمى “نظام دبلن” – تنص على أن طالبي اللجوء يجب أن يقدموا طلبات لجوء في البلد الذي يصلون إليه أولاً. ولذا فإن اليونان، بصفتها بلد الوصول الأول، تتحمل مسؤولية مساعدتهم وحمايتهم، مع استثناءات قليلة.

ويقع على عاتق اليونان التزام قانوني بتوفير الحماية للنساء والفتيات اللاتي يعشن في البلاد، وتأمين ظروف الاستقبال الكريمة والآمنة لهن، وإمكانية حصولهن على اللجوء بشكل منصف، فضلاً عن توفير فرص إدماج أولئك اللاتي يمكثن في البلاد. ويتعين على اليونان الإيفاء بهذه المسؤوليات، وبذلك يمكنها ضمان فرصة المشاركة الفعالة للنساء والفتيات في المناقشات والقرارات الي تؤثر على حياتهن.

بيد أن المسؤولية عن ظروفهن المعيشية في اليونان لا تقع على عاتق السلطات اليونانية وحدها، بل على عاتق بقية بلدان أوروبا كذلك. وإن الاتفاق الذي عقد بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، واعتمده الزعماء الأوروبيون في مارس/آذار 2016، وقواعد اللجوء الأوروبية هما العاملان الرئيسيان اللذان يكمنان في صلب العديد من المشكلات التي يقاسيها اللاجئون، بمن فيهم النساء والفتيات.

أولاً، لأن الاتفاق يرغم العديد من النساء والفتيات على البقاء في الجزر اليونانية في مخيمات محفوفة بالمخاطر، وليس ثمة تحسينات في أوضاع المخيمات، مهما كانت ضرورية، يمكن أن تكون كافية لتخفيف المخاطر النابعة من حجز النساء والفتيات اللاجئات في الجزر. وثانياً، لأن قواعد اللجوء الأوروبية تجبر اليونان، لكونه البلد الأول الذي يصل إليه اللاجئون، على تحمُّل القسط الأكبر من المسؤولية عن مساعدتهم، ويرفض العديد من البلدان الأوروبية تغيير هذا النظام الجائر.

يتعين على الزعماء الأوروبيين الترحيب باستقبال حصتهم العادلة من الأشخاص الفارين من وجه العنف والاضطهاد. كما يتعين عليهم تأمين طرق آمنة وقانونية إلى أوروبا، وإصلاح نظام اللجوء الأوروبي لجعله منصفاً ومتعاطفاً. إن عدم قيامهم بذلك لا يعتبر خذلاناً للأشخاص الذين هم بحاجة ماسَّة إلى الحماية فحسب، بل خذلان لشعوب أوروبا ككل التي تفقد الثقة بقدرة حكوماتها على الالتزام بمبادئ الاتحاد الأوروبي التأسيسية لحقوق الإنسان.

عشرة مطالب للنساء اللاجئات وطالبات اللجوء

لقد واجهت النساء والفتيات المشردات من ديارهن ممن يعشن في اليونان الخوف وانعدام اليقين والعنف. إن أولئك الضحايا اللاتي يتحلين بالمثابرة مصمِّمات على إعادة بناء حياتهن. إن حقوقهن الأساسية تتعرض حالياً للانتهاك، ويتعين على أولئك الذين يتبوؤون السلطة الاستماع إلى أصواتهن والتصرف بناءً على أقوالهن. واستناداً إلى أحاديث جرت مع ما يزيد على 100 امرأة، لخَّصت منظمة العفو الدولية رغباتهن في 10 مطالب عامة تستهدف السلطات اليونانية والأوروبية:

1. توفير أماكن إقامة مناسبة: إن المخيمات يجب أن تكون استثناءً وإجراءً مؤقتاً. فالنساء اللائي يسافرن بمفردهن أو مع أطفالهن، والناجيات من العنف، والحوامل، والأمهات الجدد، والنساء اللائي يتعرضن للاضطهاد بسبب النوع الاجتماعي أو الميول الجنسية، من بين فئات أخرى، يجب أن توفر لهن أماكن إقامة بديلة عن المخيمات منذ لحظة وصولهن. وينبغي تحسين مستوى النظافة والتمديدات الصحية والسلامة والأمن في مراكز الاستقبال على نحو عاجل وملحِّ.

.2 وقف حجز الأشخاص في الجُزر: يتعين على السلطات اليونانية، المدعومة من حكومات بلدان الاتحاد الأوروبي الأخرى والمفوضية الأوروبية، وضع حد للحجز المتعمد لطالبي اللجوء والمهاجرين في الجزر اليونانية، ونقلهم إلى أماكن إقامة لائقة في البر الرئيسي، آخذةً بعين الاعتبار المخاطر الخاصة التي تواجه النساء والفتيات وضمان أن تتمخّض عمليات تقييم الضعف عن تمكين النساء والفتيات من الحصول على الخدمات التي يحتجن إليها.

.3 حماية النساء المعرَّضات لخطر العنف: زيادة عدد الموظفين المدربين تدريبياً سليماً في مخيمات الاستقبال والمناطق الحضرية، الذين يستطيعون تحديد حالات العنف ضد المرأة ومنعها. وضمان تزويد النساء المعرَّضات للخطر بالمعلومات المتعلقة بالملاجئ والوصول إليها، وضمان أن يوفر لهن مكان الإقامة الأمن والاستقرار الضروريين للتعافي وإعادة بناء حياتهن. وضمان تقديم المشورة والمساعدة الطبية والقانونية الكافية.

.4 توفير المزيد من المترجمات والموظفات (الإناث): زيادة عدد المترجمات، بالإضافة إلى تقديم المساعدة الطبية والنفسية والاجتماعية في الملاجئ ومراكز الاستقبال المؤقتة والأماكن الحضرية وأثناء عملية اللجوء.

.5 الحصول على المعلومات: توفير المعلومات المتعلقة بالحصول على الخدمات، وعملية اللجوء، والحماية في الحالات الطارئة بلغات يستطيع الأشخاص فهمها.

.6 الحصول على الخدمات بشكل كامل: زيادة القدرة على توفير المساعدة المتعلقة بالصحة العقلية للنساء والفتيات؛ وضمان الحصول على خدمات الصحة الجنسية والإنجابية في مراكز الاستقبال والمستشفيات والعيادات الطبية؛ وتوفير التعليم وزيادة فرص تعلم اللغات للنساء والأطفال فيما يتعلق باحتياجات النساء الخاصة برعاية الأطفال.

.7 دعم الأماكن المخصصة للإناث فقط: تعزيز وتمويل والتعاون مع المبادرات في المجتمع المحلي التي تنشأ بالتشاور مع النساء والفتيات، وذلك لتمكين النساء ومساعدتهن على الاندماج.

.8 توفير فرص وسائل المعيشة، تضمين منظورات النساء ومهاراتهن وقدراتهن في الخطط الحكومية، لزيادة خيارات التشغيل كجزء من استراتيجية إدماج اللاجئين والمهاجرين في البلاد.

.9 الترحيب باللاجئين: يتوجب على الزعماء الأوروبيين والمؤسسات الأوروبية فتح طرق آمنة وقانونية إلى أوروبا، وتوفير الطرق البديلة للرحلة البحرية والبرية الخطرة وغير الشرعية. كما يتوجب عليها إتاحة خيارات قانونية للسفر من اليونان إلى بلدان أوروبية أخرى. وثمة تغيير مُلح آخر ينبغي إجراؤه، وهو ضمان خيارات أسرع وأوسع نطاقاً لجمع شمل العائلات، والاتفاق بشأن نظام أكثر عدالة لقبول اللاجئين الذين يصلون إلى الشواطئ الأوروبية. وأخيراً ينبغي عدم إعادة أي شخص يطلب الأمان إلى بلدان يمكن أن يتعرض فيها لخطر انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك العنف على أساس النوع الاجتماعي.

.10 المشاركة الكاملة: وفوق ذلك كله، فإن النساء والفتيات يعرفن ما هو الضروري لضمان السلامة والأمان والمستقبل الأفضل لهن ولأطفالهن. إن انخراطهن الحقيقي في عمليات التشاور والخطط والتدابير التي تؤثر عليهن يعتبر أمراً حاسماً في ضمان نجاحهن.

تضامنوا مع النساء اللاجئات في اليونان

إن لدى النساء المشردات من ديارهن في اليونان أموراً مهمة بشأن مستقبلهن يُردن قولها. قُلْ لهن إنك تسمع أصواتهن وتشاطرهن مطالبهن بضمان مستقبل آمن في أوروبا.

إن آلاف النساء والفتيات اللائي فررن من أتون الاضطهاد والنزاعات يذهبن في رحلات شاقة للغاية على أمل أن تكون أوروبا مكاناً آمناً لهن. وبالنسبة للعديد منهن، فإن هذه الأحلام تتحطم على عتبة الوصول إلى اليونان.

كما أن حالة الاكتظاظ الشديد والأوضاع المعيشية المزرية تجعل من المخيمات، ولا سيما المـُقامة على الجزر، أماكن خطرة للغاية على كل امرأة وفتاة. فالأنشطة اليومية، من قبيل الاستحمام أو الذهاب إلى المرحاض، أصبحت محفوفة بالمخاطر، وبدون توفر مرافق منفصلة للذكور والإناث، فإن النساء والفتيات يتعرضن لخطر التحرش أو إساءة المعاملة الجنسية. كما أن عدم معرفة إلى أين يلجأن طلباً للمساعدة، وعدم توفر مترجمات فوريات (إناث) كي يتحدثن معهن يجعل من الصعب للغاية عليهن الحصول على الخدمات الأساسية، من قبيل خدمات الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية أو المساعدة القانونية.

فقد قالت لنا ثريا، من أفغانستان: “أريد أن أقرر مستقبلي”، وكان مطلبها بالاستماع إليها يعبِّر عن رغبات العديد من النساء اللاجئات في اليونان.

وعلى الرغم من أنهن مررن بـمِحن رهيبة، فإنهن ما زلن يناضلن من أجل إعادة بناء حياتهن والمحافظة على سلامة عائلاتهن.

وبغض النظر عن جنسياتهن أو ظروفهن الشخصية أو آمالهن، فإن ثمة أمراً مشتركاً بينهن وهو: أنَّ لديهن أموراً مهمة بشأن حقوقهن وسلامتهن يُردن قولها بالإضافة إلى مطالبهن المتعلقة بالتغيير.

ويتعين على أولئك الذين يتبوؤون السلطة الاستماع إلى أصوات هؤلاء النساء والتصرف بمقتضى كلامهن.

ساعِدْ في تعزيز أصواتهن بضمِّ صوتك إليها.

أرسلوا رسالة تضامن الآن!