باكستان: صحفيون تحت الحصار من جراء التهديدات وعمليات العنف والقتل

في تقرير جديد صدر اليوم قالت منظمة العفو الدولية إن الصحفيين في باكستان يعيشون في ظل التهديد المستمر الناجم عن عمليات القتل والمضايقة والعنف من جانب كافة الأطراف، ومنها أجهزة الاستخبارات والأحزاب السياسية والجماعات المسلحة، من قبيل حركة طالبان.ويتحدث التقرير المعنون بـ ’رصاصة لك خصيصاً‘: الاعتداءات على الصحفيين في باكستان“، عن فشل السلطات الباكستانية الذريع في منع انتهاكات حقوق الإنسان ضد العاملين في مجال الإعلام، أو تقديم المسؤولين عن تلك الانتهاكات إلى ساحة العدالة.بيد أن عمليات القتل هذه تمثل الأشكال الأكثر وحشية – إذ أن أن العديد من الصحفيين تعرَّضوا للتهديد والمضايقة والاختطاف والتعذيب أو نجوا من محاولات اغتيال في الفترة نفسها.وقال ديفيد غريفيثس، نائب مدير برنامج آسيا- المحيط الهادئ في منظمة العفو الدولية: “إن مجتمع الإعلام في باكستان يرزح تحت الحصار من الناحية الفعلية؛ وإن الصحفيين، ولا سيما أولئك الذين يقومون بتغطية قضايا الأمن القومي أو حقوق الإنسان، مستهدفون من قبل جميع الأطراف في نمط مُقلق من الانتهاكات بهدف إسكاتهم.”وأضاف غريفيثس يقول: “إن استمرار التهديدات يضع الصحفيين في وقف مستحيل، حيث تعرِّضهم كل قصة حساسة لخطر العنف من بل هذا الطرف او ذاك.”ويستند التقرير إلى بحث ميداني موسع في أكثر من 70 حالة، ومقابلات مع أكثر من 100 شخص من العاملين في مجال الإعلام في باكستان. ويفحص التقرير عدة حالات وقعت مؤخراً، واستُهدف فيها صحفيون بسبب تغطيتهم الإعلامية على أيدي طائفة من الفاعلين.وقد اشتكى العديد من الصحفيين الذين قابلَتهم منظمة العفو الدولية من تعرُّضهم للمضايقة أو الاعتداءات على أيدي أفراد زُعم انهم على صلة بجهاز الاستخبارات العسكرية المرعب ومديرية المخابرات الداخلية. وفي حين أن التقرير تحدَّث عن بعضهم بعد تغيير أسمائهم، فإن آخرين رفضوا ذكرهم حتى تحت أسماء مستعارة خوفاً على حياتهم.وقد تورَّط جهاز الاستخبارات في عدد من عمليات الاختطاف والتعذيب والقتل التي استهدفت الصحفيين، ولكن أحداً من موظفي جهاز الاستخبارات لم يخضع للمساءلة، الأمر الذي يسمح لهم بالتصرف خارج نطاق القانون. وكثيراً ما تتَّخذ انتهاكات حقوق الإنسان ضد الصحفيين على أيدي جهاز الاستخبارات نمطاً مألوفاً يبدأ بمكالمات تهديد بالهاتف، ثم يتسارع إلى أن يصل إلى حد الاختطاف والتعذيب وإساءة المعاملة، وحتى القتل في بعض الأحيان.ويقع الصحفيون ضحايا لانتهاكات حقوق الإنسان على أيدي جماعات غير تابعة للدولة في مختلف أنحاء البلاد. كما أن المنافسة العدائية في فضاء الإعلام تعني أن الفاعلين السياسيين الأقوياء في شتى أنحاء البلاد مارسوا ضغوطاً شديدة على الصحفيين من أجل التغطية الإعلامية لصالحهم. ففي كراتشي تُوجَّه أصابع الاتهام إلى حزب الحركة القومية المتحدة وتنظيم أهل السنة والجماعة وغيرهما فيما يتعلق بمضايقة أو قتل الصحفيين الذين تعتبرهم من منتقديها. وفي المناطق التي ضربها النـزاع في الشمال الغربي وإقليم بلوشستان، تقوم حركة طالبان ولشقر جهانغفي والجماعات المسلحة البلوشية بتهديد المراسلين بالقتل بشكل صريح ومهاجمتهم انتقاماً على محاولة تسليط الأضواء على انتهاكاتها، أو عدم تبني أيديولوجيتها.كما واجه صحفيون من البنجاب في قلب باكستان تهديدات من حركة طالبان والجماعات ذات الصلة بحركة لشقر جهانغفي.وعلى الرغم من موجة العنف والهجمات، فإن السلطات الباكستانية فشلت إلى حد كبير في محاسبة الجناة. وفي الأغلبية الساحقة من الحالات التي فحصتها منظمة العفو الدولية نادراً ما أجرت السلطات تحقيقات كافية في التهديدات أو الاعتداءات أو قدَّمت المسؤولين عنها إلى ساحة العدالة.ولم تُجرَ تحقيقات أكثر شمولاً إلا في حفنة من الحالات البارزة، وفقط بعد تصاعد الغضب الشعبي إلى حد جعل من المستحيل على السلطات ألا تفعل شيئاً.وأضاف غريفيثس يقول: “إن الحكومة وعدت بتحسين الأوضاع المزرية للصحفيين، بما في ذلك تعيين مدع عام يتولى مهمة التحقيق في الاعتداءات التي تقع على الصحفيين. بيد أن الخطوات الملموسة التي اتُخذت كانت قليلة.”ومضى يقول: “إن قيام باكستان بالتحقيق مع أجهزتها العسكرية والاستخبارية، وضمان تقديم المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان ضد الصحفيين إلى ساحة العدالة، يعتبر خطوة حاسمة لأن ذلك من شأنه أن يرسل إشارة قوية إلى الذين يستهدفون الصحفيين بأن أيديهم لم تعد مطلقة.”ويتعين على النوافذ الإعلامية العاملة في باكستان أن تكفل توفير ما يكفي من التدريب والدعم والمساعدة للصحفيين، كخطوة مهمة وعملية نحو التصدي لخطر التعرُّض للانتهاكات أثناء قيامهم بعملهم.وخلُص غريفثس إلى القول: “بدون هذه الخطوات الملحَّة، يمكن ترهيب الإعلام الباكستاني وإرغامه على الصمت. وقد كان لمناخ الخوف تأثير سلبي على حرية التعبير وعلى الصراع الأوسع نطاقاً الذي يهدف إلى فضح انتهاكات حقوق الإنسان.”

ملحوظة إلى المحررين:

لطلب نسخة من التقرير مسبقاً أو لترتيب إجراء مقابلات، يرجى الاتصال بالمسؤول الصحفي أولوف بلوكويست على العنوان الإلكتوني التالي: 

  [email protected]، أو الهواتف رقم:

+44 (0) 20 7413 5871, +44 (0) 790 4397 956