“أُكتب من أجل الحقوق”: مليونا رسالة وتغريدة ورسالة نصية لتغيير حياة الأشخاص

حملة “أكتب من أجل الحقوق” واحدة من الحملات العالمية الكبرى لمنظمة العفو الدولية. وفي هذه الحملة ستتم تعبئة مئات الآلاف من الأشخاص حول العالم من أجل تغيير حياة الأفراد المعرضين للخطر من خلال القيام بنشاط بسيط، وهو إرسال رسالة.ففي الفترة من 6 إلى 17 ديسمبر/كانون الأول، سيقوم أشخاص من أكثر من 80 بلداً في شتى أنحاء العالم بحملة من أجل 12 فرداً ومجتمعاً يعانون من انتهاكات حقوق الإنسان. وسيقوم المشاركون في الحملة بالإشارة إلى الحكومات المسيئة بالاسم وتحميلها المسؤولية المشينة عن الانتهاكات ومطالبتها بمساعدة الذين يعانون من قمع الدولة.وتتوقع منظمة العفو الدولية أن يتم إرسال أكثر من مليوني رسالة وفاكس ورسالة إلكترونية وتغريدة ورسالة نصية خلال مجرى الحملة.وقال سليل شتي، الأمين العام لمنظمة العفو الدولية: “إن حملة الكتابة من أجل الحقوق تعتبر مبادرة رئيسية، تتجه مباشرةً إلى صلب عمل منظمة العفو الدولية، وهو التحرك دفاعاً عن الآخرين، وإظهار التضامن مع أولئك الذين يقفون بشجاعة ضد الظلم.”فمن الجزائر إلى سلوفينيا، ومن هونغ كونغ إلى المغرب، ستُنظم سلسلة من الفعاليات لترويج القضية، ومن بينها الحفلات الموسيقية، وفن الرسم على الجدران (الغرافيتي)، وكتابة الرسائل على مدى 24 ساعة.وتأتي الحالات الاثنتا عشرة من جميع القارات، وتشمل طيفاً واسعاً من قضايا حقوق الإنسان المختلفة.تدعو منظمة العفو الدولية إلى إطلاق سراح سجناء الرأي في خمسة بلدان مختلفة:

الصحفي الإثيوبي إسكندر نيغا، المسجون منذ عام 2008. ويقضي نيغا حكماً بالسجن لمدة 18 سنة بتهمة “الإرهاب”، عقب انتقاده الحكومة في خطاب علني في السويد.زعيم المجتمع المحلي في ميانمار الدكتور تون أونغ، الذي حُكم عليه بالسجن لمدة 17 سنة بتهم متعددة، منها “التحريض على أعمال الشغب”، وذلك إثر محاولته تهدئة المصادمات التي اندلعت بين البوذيين والمسلمين.النشطاء الروس الثلاثة، الذين سُجنوا إثر احتجاجات السلمية في ميدان بولوتنيا، واتُهموا “بالمشاركة في أعمال شغب جماعية”.في البحرين حُكم على 13 مدافعاً عن حقوق الإنسان بالسجن لمدد تتراوح بين خمس سنوات والمؤبد بسبب التعبير عن آرائهم ونضالهم السلمي.سُجن المدون التونسي جابر الماجري لمدة تزيد على سبع سنوات بتهمة “المس بالمقدسات” و”الاخلال بالآداب العامة”، إثر نشرة آراء تتعلق بالدين على مدونته.

تقوم منظمة العفو الدولية بحملة من أجل ثلاثة أشخاص جرَّمتهم الدولة:

أُطلق سراح الناشطة الكمبودية يورم بوفا بكفالة في 22 نوفمبر/تشرين الثاني، ولكنها لا تزال تواجه تهماً ملفقة تتعلق بأنشطتها في سبيل حقوق السكن، دفاعاً عن مجتمع بحيرة بويونغ كاك.تعرضت ربة المنـزل المكسيكية مريام لوبيز للتعذيب والاغتصاب من قبل ضباط في الجيش، وأُرغمت على توقيع إفادة تقر فيها بأنها متورطة في الاتجار بالمخدرات.تعرَّض السائق التركي هاكان يمان للضرب الوحشي وقُلعت إحدى عينيه على أيدي الشرطة التركية خلال الاحتجاجات التي اندلعت في هذا العام.تعرَّض الفنان المتشبه بالنساء البيلاروسي إيهار تسيخانيوف للضرب، ولايزال يتعرض للمضايقة المستمرة من قبل الشرطة بسبب نشاطه من أجل حقوق ذوي الميول الجنسية المثلية والثنائية والمتحولين إلى الجنس الآخر في البلاد.

ستقوم منظمة العفو الدولية بتسليط الضوء على محنة المجتمعات الثلاثة المعرضة للخطر:

في فبراير/شباط الماضي تم إخلاء أفراد مجتمع “باديا إيست” في لاغوس بنيجيريا من منازلهم قسراً، عندما تضررت 2,237 أسرة نتيجةً لعملية هدم هائلة.يرزح سكان قرية النبي صالح الفلسطينيون لحصار فعلي من قبل المستوطنين الإسرائيليين، ويواجهون قمعاً مستمراً لأنهم يتظاهرون في كل يوم جمعة ضد الاحتلال الإسرائيلي.يخضع أعضاء منظمة “كوفاده” الهندوراسية، وهي منظمة غير حكومية مكرسة للتحقيق في حوادث الاختفاء وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان، للمراقبة الدائمة ويتعرضون للتهديدات والاعتداءات.

وقال سليل شتي: “إن مراثون الكتابة من أجل الحقوق يعتبر تظاهرة للتضامن الأممي. كما أن له تأثيراً إنجابياً قوياً على حياة الأفراد الذين تتعرض حقوقهم الإنسانية للخطر. إذ أن من السهل تجاهل رسالة واحدة موجهة إلى السلطات، ولكن من الصعب تجاهل آلاف الرسائل التي تطالبها بإجراء تغييرات في أوضاع حقوق الإنسان. إننا نعرف من خلال النضال الذي استمر عقوداً أن كتابة الرسائل يمكن أن تنقذ أرواحاً وأن تغير حياة بشر.”لقد حققت حملة الكتابة من أجل الحقوق، منذ بدئها، نتائج ملموسة في مجال إطلاق سراح سجناء الرأي. ففي 22 نوفمبر/تشرين الثاني من هذا العام، اي قبل إطلاق الحملة رسمياً ببضعة أيام، أُطلق سراح الناشطة الكمبودية من أجل حقوق السكن يورم بوفا بكفالة.وبعد أيام قليلة من لمِّ شملها مع عائلتها ومجتمعها المحلي، كتبت إلى منظمة العفو الدولية تقول: “شكراً لأنصار منظمة العفو الدولية، لقد تكلَّلت حملتكم بالنجاح مثلما يُظهر إطلاق سراحي! ولكن قضيتي لم تنته بعد. أرجو مواصلة دفع الحكومة الكمبودية إلى إنهاء الدعوى القانونية المرفوعة ضدي. وأرجو مساعدتي ومساعدة مجتمعي وعدد من الأشخاص الآخرين في كمبوديا! يمكننا تحقيق أقصى النجاح إذا عملنا جميعاً معاً!”أما بالنسبة للأشخاص الذين مازالوا يقبعون في السجن، فإن رسائل الدعم لا تُقدر بثمن:”لقد غمرني سيل من الرسائل والبطاقات البريدية. وقد قضيت عطلة رأس السنة في قراءة مئات الرسائل والبطاقات البريدية. ويمكنني أن أقول بصدق إنني لم أفوِّت رسالة واحدة منها”- أليس بيالياتسكي، مدافع عن حقوق الإنسان يقبع في السجن في بيلاروس.

خلفية

لقد نُظمت حملة “أُكتب من أجل الحقوق” أول مرة قبل 11 عاماً في بولندا. إذ التقى منسق مجموعة محلية في وارسو بفتاة تحدثت له عن تجربتها في أفريقيا، حيث نظَّمت فعاليات على مدى 24 ساعة، وكتابة رسائل احتجاج إلى الحكومات. وقررت المجموعة كتابة رسائل على مدى 24 ساعة بدون توقف، ثم حساب عدد الرسائل التي كتبتها.وقد أرسلت هذه المجموعة رسائل إلكترونية بهذه الفكرة إلى المجموعات البولندية الأخرى، التي تلقفت الفكرة، واتَّحد نشطاؤها في سائر أنحاء البلاد، وأرسلوا رسائل إلكترونية إلى مكاتب المنظمة حول العالم، فتدحرجت ككرة الثلج إلى أن أصبحت حملة عالمية. هكذا بدأت حملة “أُكتب من أجل الحقوق”.