تركيا: ينبغي وضع حد لاعتقال المحتجين في اسطنبول بمعزل عن العالم الخارجي

الشرطة التركية ترفض الاعتراف بأن لديها أشخاصاً محتجزين عقب الاعتقالات الجماعية التي نُفذت خلال الليل في اسطنبول.قالت منظمة العفو الدولية اليوم إن الشرطة التركية ترفض الاعتراف بأن لديها أشخاصاً محتجزين عقب الاعتقالات   الجماعية التي نفذتها خلال الليل في اسطنبول.ويُعتقد أن أكثر من مئة شخص اعتُقلوا خلال المظاهرات التي نُظمت ليلة السبت في منطقة “تقسيم”، الذي يشكل البؤرة الرئيسية للاحتجاجات، ومنطقتي الحربية ومسيديكوي القريبتين. إن العدد الحقيقي للمحتجين غير معروف، ولكنه يُرجح أن يكون أكبر بكثير.وقالت نقابة المحامين في اسطنبول لمنظمة العفو الدولية إنها علمت بأن نحو 70 شخصاً، بالاسم، شوهدوا وهم يُعتَقلون من قبل الشرطة، ولكن لا يمكن التحقق من أماكن وجودهم.وقال الباحث في الشؤون التركية أندرو غاردنر، الموجود حالياً في اسطنبول: “بعد ليلة من العنف المثير للصدمة على أيدي الشرطة، فإن السلطات تحرم المعتقلين من الإجراءات الواجبة. ويتعين على الشرطة إطلاق سراحهم فوراً أو الإفصاح عن أماكن اعتقالهم والسماح لعائلاتهم ومحامييهم برؤيتهم.”وقد تلقَّت منظمة العفو الدولية أنباء متسقة وذات صدقية عن تعرُّض المعتقلين للضرب على أيدي الشرطة عند القبض عليهم وأثناء نقلهم إلى الحجز، وحرمانهم من الحصول على الطعام والماء والمرافق الصحية لمدة تزيد على 12 ساعة إبان الاحتجاجات الحالية في اسطنبول التي ما زالت مستمرة منذ نحو ثلاثة أسابيع.  إن عدم معرفة أماكن وجود المحتجين يزيد من بواعث القلق بشأن احتمال تعرُّضهم لإساءة المعاملة من قبل الشرطة.وقد تدخلت الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والقنابل الصوتية ضد المحتجين السلميين في ميدان تقسيم ابتداء من يوم السبت، وفي حوالي الساعة 8.30 بالتوقيت المحلي. وقال الباحث في الشؤون العراقية بمنظمة العفو الدولية، الذي كان موجوداً في ميدان تقسيم في وقت تدخل الشرطة، إن الاحتجاجات في الميدان كانت سلمية، وإن تدخُّل الشرطة العنيف لم يكن له مبرر.واضاف غاردنر يقول: “لقد كانت الاحتجاجات سلمية إلى أبعد حد، وليس هناك سبب مشروع لمنع جميع أشكال الاحتجاج في تلك المنطقة.””كانت هناك مجموعات صغيرة من المحتجين الذين يرددون شعارات في مواقع مختلفة من ميدان تقسيم. وقد أنذرت الشرطة المحتجين أولاً وأمرتهم بمغادرة الميدان، ثم شنَّت عليهم هجوماً من موقعيْن على الأقل باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والقنابل الصوتية، وأرغمتهم على مغادرة الميدان. لقد كان هؤلاء مجرد محتجين سلميين يرددون شعارات، ليس إلا.””رأيت الغاز المسيل للدموع وهو يُستخدم لإخلاء حديقة غيزي. كما وردت أنباء عن استخدام الرصاص البلاستيكي من قبل الشرطة، وعن اعتقال الأطباء الذين كانوا يعملون في المرافق الطبية المؤقتة التي أُقيمت هناك.””لم أشاهد أية أعمال عنف ضد الشرطة من جانب المحتجين عندما كنتُ أُراقب الاحتجاجات في منطقة تقسيم أو سيهانغير المجاورة في الفترة من الساعة الثامنة والنصف مساءً حتى ساعات الصباح الأولى. وخلال ذلك الوقت قامت الشرطة بمهاجمة المحتجين بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.”إن عدد الأشخاص الذين أُصيبوا أثناء التدخل العنيف للشرطة الذي تم طوال الليل في مناطق مختلفة من اسطنبول غير معروف، ولكنه يُعتقد أنه بالمئات. وفي مرحلة ما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع مباشرةً على المستشفى المؤقت الذي يقع خارج فندق ديفان بمنطقة الحربية، حيث كان الأطباء يقومون بمعالجة العديد من الأشخاص المصابين.واليوم، ومع استمرار العنف على أيدي الشرطة على نحو متفرق في مناطق مختلفة من المدينة، شوهد أفراد الشرطة وهم يعتقلون الأطباء الذي يعالجون المحتجين الجرحى في المرافق الطبية المؤقتة في فندق رمادا في منطقة خليج عثمان القريب من منطقة تقسيم. وكانت وزارة الصحة قد ذكرت أن المرافق الطبية غير قانونية وأن الأطباء ربما يواجهون الملاحقة القضائية.ومضى غاردنر يقول: “من غير المقبول بتاتاً أن يجري تهديد الأطباء بالملاحقة القضائية بسبب تقديمهم الرعاية الطبية للمحتاجين إليها. وينبغي إطلاق سراح الأطباء فوراً وإلغاء أية تهديدات بمقاضاتهم.”وقد وقعت الاحتجاجات في أعقاب تنظيم تجمع ضخم في أنقرة تحدَّث فيه رجب طيب أردوغان إلى مؤيديه وهاجم المحتجين في حديقة تقسيم وهدَّد باستخدام القوة لإخراجهم من الحديقة. ومن المقرر تنظيم تجمع مشابه بعد ظهر يوم السبت في اسطنبول. ويدعو المحتجون أنصارهم إلى مواصلة المسير نحو ميدان تقسيم اليوم.