محاكمة الناشطة الصينية المعتقلة، وانغ لي هونغ

صرَّحت منظمة العفو الدولية بأنه يجب إطلاق سراح إحدى الناشطات الصينيات التي بدأت محاكمتها في بيجينغ (بكين)، وذلك بعد أن تمَّ اعتقالها لقيامها بتنظيم مظاهرة مساندة لمدوّني الإنترنت.وقد أٌلْقِيَ القبضُ على وانغ لي هونغ البالغة 56 عاما من العُمْر في مارس/آذار بتهمة “تجميع حشْد من الناس بقصْد عرقلة حركة المرور”، وذلك في خضم قيام الحكومة بتشديد حملاتها على أوجه وأشكال المعارضة في أعقاب المظاهرات والاحتجاجات التي اندلعت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد دفعت وانغ خلال المحاكمة بأنها غير مذنبة بالتهم المنسوبة إليها.وصرّحت كاثرين بابر، نائب مدير المنظمة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ بأن “وانغ لي هونغ هي واحدة من بين العديدين ممن تم اعتقالهم خلال الشهور الماضية بموجب تهم باطلة/زائفة، وببساطة نتيجة للممارستهم لحقهم بالتعبير السلمي عن آرائهم. “”إن محاكمتها تُعَدُّ بمثابة المهزلة، ويجب أن يتمّ إطلاق سراحها فوراً.”وكان تسعةٌ من ضباط الشرطة قد قاموا باقتياد وانغ لي هونغ من منزلها يوم الحادي والعشرين من مارس/آذار، 2011.وترتبط التهم المسندة إليها بقيامها بالمشاركة في احتجاج سلمي في أبريل/نيسان من عام 2010 من أجل دعم ومساندة ثلاثة من ناشطي مدونات الإنترنت من مقاطعة فوجيان، وُجِّهَتْ إليهم تُهمٌ بالتشهير عقب نشْرهم لأسئلة على مواقع الإنترنت حول مزاعم تتعلق بقيام الشرطة بالتغطية والتمويه على تفاصيل وفاة امرأة شابة.وإذا تمّت إدانة وانغ لي هونغ بتهمة “تجميع حشد من الناس بقصد عرقلة حركة المرور، والإنتقاص من نظام السير” فإنها قد تواجه عقوبة بالسجن خمس سنوات. ومن المتوقع أن تُصدر المحكمة حكمها خلال شهر واحد.ويقول محامو الدفاع عن وانغ لي هونغ بأنهم لم تُتَحْ لهم فرصة الإطّلاع على وثائق القضية سوى بشكل محدود، وهو ما يُشكّلُ مخالفة لأحكام القانون المتعلقة بحقوق المحامين. كما وأضاف محاموها بأنهم لمْ يُعْطوْ الفرصة الكافية لتقديم مرافعة ودفاع وافييْن خلال المحاكمة التي استغرقت بضع ساعاتٍ فقط.وتُعاني وانغ لي هونغ من آلامٍ مزمنةٍ في الظَهْر، وقد تدهورت حالتها الصحية بعد أن أمضت عدّة شهور رهن الاعتقال.ومنذ ذلك الحين قام العديد من الناشطين في الصين بالمناداة بإطلاق سراح وانغ لي هونغ، وقد تجمهروا اليوم خارج قاعة المحكمة في بكين (بيجينغ).وأضافت كاثرين بابر بأنه “يتوجب على السلطات الصينية أن تضمن حصول وانغ لي هونغ على التمثيل القانوني (المحامي) الذي تختاره هي، وعدم تعرضها للتعذيب أو سوء المعاملة أثناء احتجازها.”وتُعْرَفُ وانغ لي هونغ على نطاقٍ واسع بصفتها ناشطةٌ في مجال حقوق الإنسان، واشْتِهرَتْ بقيامها بتوفير الطعام والملابس لأولئك الذين يتواجدون في الشوارع بانتظار إنصافهم والحصول على العدالة.وعادةً ما تقوم وانغ بزيارة الناشطين الآخرين الموضوعين تحت مراقبة الشرطة، لكي تقدم الدعم المعنوي لهم. وقامت بزيارة زوجات الناشطين المُعْتقلين، وساعدتهنَّ بأمور الطبخ ورعاية الأطفال، وغالباً ما أعانتهن في العثور على الدعم المالي، وتأمين الحصول على المساعدة القانونية لأزواجهنّ.