إيران: وضع حد للحظر والمضايقات للنقابات العمالية المستقلة

قالت منظمة العفو الدولية اليوم، في سياق دعوتها السلطات في طهران إلى احترام الحريات الاقتصادية والاجتماعية الأساسية، إن النقابيين العماليين المستقلين في إيران يسجنون لمجرد لحديث عن حقوق العمال بينما تواجه الهيئات العمالية المستقلة القمع المستمر. ويكشف تقرير لمنظمة العفو الدولية يصدر اليوم بعنوان: مصرّون على العيش بكرامة: النقابيون الإيرانيون يناضلون من أجل الحقوق، عن المعاملة القاسية التي يلقاها نشطاء نقابات العمال المستقلة المطالبون بحقوق العمال في مناخ القمع السائد في إيران.وفي هذا السياق، يقول مالكم سمارت، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إن “النقابيين المستقلين يضطرون إلى دفع ثمن باهظ من قبل حكومة أثبتت عدم تسامحها مع تزايد المعارضة. ويُظهر التضييق والاضطهاد اللذين يواجهونها المحاولات الحكومية اليائسة لتجنب الاضطرابات الاجتماعية التي يمكن أن تنشأ من جديد نتيجة ارتفاع تكاليف الوقود والطاقة التي يتعرض لها الإيرانيون الآن”.وقال شين انرايت، مستشار منظمة العفو الدولية لشؤون التجارة العالمية: “إن الحكومة تبدو عازمة على كسر النقابات القائمة مع الاستمرار في حظر الهيئات الجديدة والمستقلة للعمال التي بدأت في الظهور، في ازدراء لمجمل التزاماتها الدولية كعضو في منظمة العمل الدولية، ولحقوق العمل لشعبها”.فقد جرى اعتقال القيادات الناشطة في اتحاد سائقي حافلات طهران المحظور بعد الانتخابات الرئاسية في 2009، وتعرض ما يصل إلى ألف من أعضاء الاتحاد وأسرهم لهجوم وحشي من قوات الأمن خلال إضراب عام 2006.إذ قبض على منصور أوسانلو، رئيس اتحاد سائقي حافلات طهران المحظور، مراراً وتكراراً، وبحلول وقت الإفراج المشروط عنه الأسبوع الماضي كان قد أمضى في السجن أربع سنوات تقريباً. ومنذ تنظيمه إضرابات للمطالبة برفع أجور سائقي الحافلات، تعرض للاختفاء القسري، ولمحاكمات غير عادلة وللضرب، وكثيراً ما حرم من العلاج الطبي. وفي المناسبات القليلة التي سمح له فيها بالعلاج الطبي، بقي عموماً مقيداً بالأغلال إلى سريره.وقال انرايت شين: “نرحب كثيراً بالإفراج عن منصور أوسانلو، ولكن كان ينبغي أن لا يودع ابدأ في السجن في المقام الأول. ويجب أن يكون الإفراج عنه دون قيد أو شرط وأن يطلق سراح النقابيين الآخرين من سجناء الرأي فوراً. كما ينبغي أن تتوقف السلطات الإيرانية، مرة واحدة وإلى الأبد، عن الاضطهاد والمضايقة والسجن للنقابيين بسبب جهودهم الرامية ببساطة إلى دعم حقوق العمال المنصوص عليها في اتفاقيات منظمة العمل الدولية”.واتحاد منصور أوسانلو عضو في “الفدرالية الدولية لعمال النقل”، أحد الاتحادات العالمية التي تناضل مع منظمة العفو الدولية من أجل حقوق العمال الإيرانيين.وفي هذا الصدد، قال ديفيد كوكروفت، الأمين العام للفدرالية الدولية، إن “سوء المعاملة غير المعقول الذي يلقاه منصور أوسانلو وزملاؤه من أعضاء اتحاد سائقي حافلات طهران يعد دليلاً على مدى الخوف منهم لدى بعض العناصر في السلطات الإيرانية كقوة للتغيير الحقيقي والإصلاح”. وأضاف: “إن الإفراج عنه علامة إيجابية، ولكن يجب أن يسمح له ولزملائه الآن بحرية تمثيل مصالح أعضاء الاتحاد دون الخوف من الاعتقال أو الاضطهاد”.وقد تعرضت النقابات المستقلة، شأنها شأن سائر المنظمات المستقلة والناشطين، لهجمات عنيفة على نحو متزايد منذ الاحتجاجات الجماهيرية التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الإيرانية في 2009.واضطرت شركة تكرير قصب السكر “هافت تابه” المملوكة للدولة في مقاطعة خوزستان الجنوبية الغربية إلى معالجة ظروف العمل بعد إضراب شامل أدى بعمالها إلى إنشاء نقابة مستقلة في عام 2008. وتم احتجاز رئيس النقابة الجديد، رضا راكششان، مرتين في العامين الماضيين، وحوكم خمسة من قادتها وحكم عليهم في عام 2009.وقال بيتر روسمان، القيادي في الاتحاد الدولي للعاملين في الأغذية: “إن الاتحاد الدولي للعاملين في الأغذية، الذي تنتسب إليه نقابة ‘هفت تابه’، يستمد الإلهام المستمر من شجاعة نشطاء النقابة الإيرانية الذين يخاطرون بحياتهم وحريتهم من أجل حقوق الجميع”.وحظرت جمعية المعلمين في إيران رسمياً في عام 2007 بعد الإضربات التي أعلنت ضد تدني الأجور، ولكنها واصلت عملها رغم مئات الاعتقالات والضرب وسوء معاملة أعضائها في الحجز، وحتى تنفيذ عقوبة الإعدام بحق أحد أعضائها في عام 2010.وقال دومينيك مارليه، من المنظمة الدولية للتعليم، وهي إتحاد عالمي لنقابات التعليم: “أخبرنا أعضاء جمعيات المدرسين في إيران أنهم لن يهزموا بهذا التخويف المفرط من جانب الحكومة، ولكنهم يحتاجون إلى التضامن من المدرسين العاديين مثلهم عبر العالم في كفاحهم من أجل الحقوق”.ومنظمة العفو الدولية، بالشراكة مع النقابات العالمية، والفدرالية الدولية لنقابات العمال، بصدد إطلاق حملة لدعم النقابات العمالية الإيرانية في نضالها من أجل حقوق الإنسان والعمل الأساسية، مع اقتراب الذكرى الثانية لانتخابات 2009 الرئاسية في إيران.