كوبا 2017/2018

لا تتخذ منظمة العفو الدولية أي موقف من قضايا السيادة أو النزاعات الإقليمية. وتستند الحدود على هذه الخريطة إلى بيانات الأمم المتحدة الجغرافية المكانية.
العودة. كوبا

كوبا 2017/2018

استمر استخدام الاحتجاز التعسفي، والفصل من الوظائف الحكومية، والمضايقات في الأعمال الخاصة، كأساليب لإخراس الانتقادات. وتعرض التقدم في مجال التعليم للتقويض من جراء الرقابة المستمرة على الإنترنت وغيره من وسائل الاتصال. وظلت كوبا مغلقة في معظم الأحيان أمام المراقبين المستقلين لحقوق الإنسان.

خلفية

ظلت الإجراءات المتمثلة في رفع القيود على سفر الكوبيين في عام 2013، وإلغاء حدود التحويلات المالية التي يجوز تلقيها من الخارج، وزيادة عدد الدول التي لا يتطلب دخولها الحصول على تأشيرة، تُعد عوامل مهمة تدفع إلى الهجرة. وظل الكوبيون يغادرون البلاد بأعداد كبيرة، بالرغم من تغير السياسة الدولية للحكومة، وذلك بسبب الرواتب المتدنية بشكل استثنائي والقيود الشديدة المفروضة على حرية التعبير.

وفي يونيو/حزيران، تراجعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل كامل تقريباً عن الخطاب السياسي السابق للولايات المتحدة تجاه كوبا. وأدى ذلك إلى تناقص الفرص المتاحة أمام الكونغرس الأمريكي في إقرار تشريع يقضي برفع الحظر الاقتصادي المفروض على كوبا، والذي ما زال يقوِّض الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وحصل ما لا يقل عن 12 محامياً من منظمة حقوق الإنسان المعروفة باسم “كوباليكس” على حق اللجوء في الولايات المتحدة، بعدما تعرضوا للمضايقة والترهيب والتهديد بالسجن بسبب أنشطتهم السلمية في مجال حقوق الإنسان.

ولم تصدِّق كوبا على “العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية” و”العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية”، واللذين وقَّعت عليهما في فبراير/شباط 2008. كما لم تصدق كوبا على “نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وفي ديسمبر/كانون الأول، أعلنت الحكومة أن الرئيس راؤول كاسترو سوف يتنحى عن الحكم في أبريل/نيسان 2018.

عمليات القبض والاحتجاز بصورة تعسفية

ظل نشطاء حقوق الإنسان والنشطاء السياسيون عرضة للمضايقة والترهيب والاحتجاز التعسفي بأعداد كبيرة. وذكرت “اللجنة الكوبية لحقوق الإنسان والمصالحة الوطنية”، وهي منظمة كوبية غير حكومية ولا تعترف بها السلطات رسمياً، أن معدل حالات الاحتجاز التعسفي بلغت شهرياً ×× حالة، بينما كان المعدل 827 حالة شهرياً في عام 2016.

وما زالت المجموعة المعروفة باسم “نساء الرداء الأبيض”، وهي مجموعة من قريبات سجناء محبوسين لدوافع سياسية، إحدى الجماعات الرئيسية المستهدفة بالقمع من جانب السلطات. وكثيراً ما تعرضت أولئك النساء أثناء احتجازهن للضرب على أيدي الموظفين المكلفين بتنفيذ القانون، وعناصر أمن الدولة الذين يرتدون زياً مدنياً.

وفي يناير/كانون الثاني، أُطلق سراح دانيلو مالدونادو ماتشادو، الشهير باسم “إل سيكستو”، من سجن مشدد الأمن. وكان قد قُبض عليه في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، بعد ساعات من الإعلان عن وفاة فيديل كاسترو، لأنه كتب عبارة “لقد رحل” على أحد الجدران في هافانا.1

وفي أغسطس/آب، احتُجز بشكل تعسفي يوليور بيريز، وهو فنان لرسوم الجدران اشتهر برسومه على الجدران الخربة في هافانا، وذلك بعد شهور من الترهيب والمضايقات من جانب السلطات بسبب التعبير عن نفسه بحرية من خلال فنه.2

سجناء الرأي

ظل في السجن د. إدواردو كارديت كونسيبسيون، زعيم “حركة التحرير المسيحية”، وهي حركة مؤيدة للديمقراطية، وذلك بعد أن صدر ضده حكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات، في مارس/آذار، بسبب انتقاده فيديل كاسترو علناً.3

قُبض على أربعة من المدافعين عن حقوق الإنسان، وهم ثلاثة أخوة وأمهم، في مدينة هولغوين، جنوب غربي كوبا، لأنهم غادروا منزلهم خلال فترة الحداد الرسمي على فيديل كاسترو في عام 2016، حسبما زُعم. وقد حُكم على الأخوة الثلاثة بالسجن لمدة سنة، لإدانتهم بتهمتي “التشهير بمؤسسات ومنظمات وأبطال وشهداء جمهورية كوبا” و”الإخلال بالنظام العام”،4 بينما حُكم على الأم بالإقامة الجبرية في منزلها. وعقب إضراب طويل عن الطعام، أُفرج عن الأخوة الثلاثة، في 2 إبريل/نيسان، بموجب إفراج مشروط، ولكنهم ظلوا عرضة للترهيب من جانب السلطات.

وخلال الفترة من مايو/أيار إلى أغسطس/آب، احتُجز خورخي ثرفانتس، عضو “الاتحاد الوطني الكوبي”، وهو من جماعات المعارضة السياسية. وكان “الاتحاد الوطني الكوبي” قد نشر قبل أسابيع، عبر قناته على موقع “يوتيوب”، فيديو بعنوان “فظائع في السجن”، أجرى خلاله خورخي ثرفانتس مقابلة مع شخص تعرض لمعاملة سيئة في أحد السجون الكوبية، حسبما زُعم، بالإضافة إلى سلسلة من أفلام الفيديو زعمت وجود وقائع فساد من جانب مسؤولين عموميين.5

وواصلت السلطات توجيه تهم ملفَّقة بارتكاب جرائم عامة كوسيلة لمضايقة واحتجاز المعارضين السياسيين، وهو الأمر الذي يعني احتمال وجود عدد من سجناء الرأي يزيد بكثير عن العدد الموثَّق.

حقوق العمال

واصلت الدولة استخدام سيطرتها، باعتبارها أكبر جهة لتشغيل العمالة في البلاد والمشرفة على تنظيم القطاع الخاص، كوسيلة لخنق حتى أبسط أشكال الانتقاد للحكومة. فاستمر استخدام الفصل من الوظائف لدوافع سياسية ودوافع تنطوي على التمييز ضد من ينتقدون النموذج الاقتصادي أو السياسي للحكومة6. وكثيراً ما تعرض العمال، الذين طُردوا من وظائفهم في القطاع العام بسبب تعبيرهم بحرية عن أنفسهم، لمزيد من المضايقة بعد التحاقهم بالقطاع الخاص الناشئ الذي يخضع لتنظيم صارم.

وكان من شأن الحظر المفروض بحكم الواقع الفعلي على تكوين النقابات أن يحد من قدرة العمال على تنظيم أنفسهم بشكل مستقل، وأن يدفع إلى فصلهم من العمل بشكل ينطوي على التمييز. كما كان من شأن التأثير القوي للسلطة التنفيذية على القضاء والمحامين أن يحد من سبل الانتصاف الفعال من خلال المحاكم.

الحق في التعليم

أدت القيود غير المبررة على التماس المعلومات وحرية التعبير عبر الإنترنت، بعد عقود من الرقابة على وسائل الاتصال الأخرى، إلى تقويض التقدم في مجال التعليم في كوبا.

فخلال الفترة من مايو/أيار إلى منتصف يونيو/حزيران، أجرى “المرصد المفتوح لقياس التدخل في شبكة الإنترنت” فحصاً لعينة من المواقع في كوبا، وخلص إلى أن السلطات قد حجبت 41 موقعاً. وكانت جميع المواقع المحجوبة قد أعربت عن انتقادات للحكومة الكوبية، أو أوردت أنباء عن قضايا تتعلق بحقوق الإنسان، أو ناقشت أساليب لتجنب الرقابة.

وواصلت الحكومة توسيع نطاق الاتصال بالإنترنت، إلا إنها كانت تعطي الأولوية لشبكة الإنترنت الوطنية الداخلية التي ترعاها الحكومة والخاضعة لرقابة شديدة. وظل الاتصال بشبكة الإنترنت العالمية أمراً باهض التكلفة بالنسبة لأغلب الكوبيين.7

الفحص الدولي

في إبريل/نيسان زار كوبا “مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالاتجار في الأشخاص”. وفي يوليو/تموز، استقبلت كوبا “خبير الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الإنسان والتضامن الدولي”.

واستمر منع معظم المنظمات المستقلة المعنية بحقوق الإنسان من دخول البلاد وزيارة سجونها. وظلت كوبا الدولة الوحيدة في منطقة الأمريكيتين التي لا تسمح لمنظمة العفو الدولية بدخولها.

  1. الإفراج عن رسام كوبي لرسوم الجدران (رقم الوثيقة: AMR 25/5545/2017).
  2. فنان حضري عرضة للخطر في كوبا (رقم الوثيقة: AMR 25/7000/2017)
  3. كوبا: الحكم على ناشط بالسجن ثلاث سنوات بعد انتقاد فيديل كاسترو (قصة إخبارية، 21 مارس/آذار).
  4. كوبا: سجناء رأي يضربون عن الطعام (رقم الوثيقة: AMR 25/60001/2017).
  5. كوبا: ناشط معارض محتجز في سجن مشدد الأمن (رقم الوثيقة: AMR 25/6671/2017).
  6. كوبا: “عقلك مسجون” – شبكة كوبا للسيطرة على حرية التعبير وتأثيرها السلبي على الحياة اليومية (AMR 25/7299/2017)
  7. مفارقة الإنترنت في كوبا: كيف تؤدي السيطرة والرقابة على الإنترنت إلى تهديد الإنجازات في مجال التعليم في كوبا (قصة إخبارية، 29 أغسطس/آب)