رداً على إعلان التحالف بقيادة الولايات المتحدة الذي صدر اليوم وذُكر فيه أن ما لا يقل عن 1,302 من المدنيين قُتلوا بصورة غير متعمدة نتيجةً لضربات التحالف في سوريا والعراق في الفترة من أغسطس/آب 2014 إلى نهاية أبريل/نيسان 2019، قالت دوناتيلا روفيرا، كبيرة مستشاري برنامج الاستجابة للأزمات بمنظمة العفو الدولية:
“في الوقت الذي نرحب فيه بجميع اعترافات التحالف بقيادة الولايات المتحدة بمسؤوليته عن الخسائر في صفوف المدنيين، فإن التحالف لا يزال ينكر بشدة حجم الخسائر المدُمِّرة بين المدنيين بسبب عملياته العسكرية في كلٍ من العراق وسوريا.
وأظهر تحقيق شامل أطلقته منظمة العفو الدولية بشراكة مع منظمة “أيروورز”في الشهر الماضي، أن ما يربو على 1,600 مدني قُتلوا في الهجوم على مدينة الرقة في عام 2017 وحده – ما يعني أن عدد القتلى المعترف به ليس سوى جزءاً من العدد الإجمالي لهم.
“إن الاعتراف الذي صدر اليوم بوقوع المزيد من القتلى في صفوف المدنيين إنما يؤكد على الحاجة الملحَّة إلى إجراء تحقيقات شاملة ومستقلة، يمكن أن تكشف النقاب عن الحجم الحقيقي للخسائر بين المدنيين التي سببَّتها ضربات التحالف وتفحص ما إذا كان كل هجوم متماشياً مع القانون الدولي الإنساني وتحقق الإنصاف التام للضحايا.
“وحتى في الحالات التي اعترف التحالف بمسؤوليته عنها، فإن ذلك لم يحدث إلا بعد التحقيق في حوادث قتل المدنيين وتنبيه التحالف إليها من قبل منظمات كمنظمة العفو الدولية ومنظمة “أيرورز”. وقد فشل التحالف حتى الآن في إجراء تحقيقات على الأرض أو تقديم أسباب الخسائر التي وقعت في صفوف المدنيين. وبدون فحص دقيق للأخطاء التي اكتنفت كل حالة، فإنه لا يمكن استقاء الدروس.”
وقد أجرت منظمة العفو الدولية تحقيقات ميدانية معمقة ومقابلات مع ناجين وشهود في الرقة والموصل، ووثّقت مئات الحالات المتعلقة بالمدنيين الذين قُتلوا نتيجةً لضربات التحالف.
للإطلاع على مزيد من المعلومات بشأن هذا العمل، أنظر:
سوريا: ‘حرب الإبادة’: خسائر فادحة في صفوف المدنيين في مدينة الرقَّة بسوريا
مهما كان الثمن: الكارثة المدنية في غرب الموصل
العراق: القصف الجوي يقتل المدنيين داخل بيوتهم عقب مطالبتهم بعدم مغادرة الموصل