قالت منظمة العفو الدولية إن المجتمع الدولي قد تخاذل بصورة معيبة أمام الضغوط السياسية من جديد، فقلل من شأن معاناة آلاف الأطفال اليمنيين، بتخفيفه من الانتقادات الموجهة ضد الانتهاكات الفظيعة للقانون الدولي من قبل التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في التقرير السنوي للأمين العام للأمم المتحدة بشأن الأطفال والنزاع المسلح.
في كل مرة تقدِّم الأمم المتحدة تنازلات تتيح لمرتكبي الجرائم بمقتضى القانون الدولي الإفلات من الانتقادات أو العدالة، يشجع هذا الآخرين ويزيد من جراءتهم على ارتكاب انتهاكات تتسبب ببؤس هائل للبشر في شتى بقاع العالم.
شيرين تادرس، رئيسة مكتب منظمة العفو الدولية في الأمم المتحدة، بنيويورك
وفي هذا السياق، قالت شيرين تادرس، رئيسة مكتب منظمة العفو الدولية في الأمم المتحدة، بنيويورك: “في كل مرة تقدِّم الأمم المتحدة تنازلات تتيح لمرتكبي الجرائم بمقتضى القانون الدولي الإفلات من الانتقادات أو العدالة، يشجع هذا الآخرين ويزيد من جراءتهم على ارتكاب انتهاكات تتسبب ببؤس هائل للبشر في شتى بقاع العالم.
“وبينما نرحب بإدراج التحالف الذي تقوده السعودية في التقرير السنوي للأمين العام بشأن الأطفال والنزاع المسلح، بعد طول انتظار، يظل من المعيب للأمم المتحدة أن تتخاذل أمام الضغوط وأن تدرج هذا التحالف ضمن فئة جديدة اختُرعت تحديداً للتخفيف من حدة الإدانة للتحالف”.
فنتيجة للضغوط الدبلوماسية التي مارستها المملكة العربية السعودية، يتضمن التقرير- الذي يغطي الانتهاكات لحقوق الأطفال لسنة 2016- فئة جديدة تعترف بالجهود التي بذلها التحالف “لإقرار تدابير من أجل تحسين مستوى الحماية للأطفال” أثناء الفترة التي تناولها التقرير.
إن منظمة العفو الدولية لم ترَ أي شواهد على مثل هذه التدابير. فقد تأكدت المنظمة في الأسابيع الأخيرة، وليس قبل ذلك، من أن التحالف الذي تتزعمه السعودية قد استعمل قنبلة من صنع الولايات المتحدة، أثناء هجوم شنته طائراته في أغسطس/آب هذا، ما أدى إلى مقتل سبعة أطفال.
وطبقاً لتقرير الأمين العام، قتل 683 طفلاً أو أصيبوا بسبب هجمات التحالف الذي تقوده السعودية في 2016.
واختتمت شيرين تادرس بالقول: “إن على القوى العالمية القيام بكل ما في وسعها لمواصلة الضغوط على الدول التي لا تولي اهتماماً لحياة الأطفال على نحو فاضح. ويتعين على الولايات المتحدة الأميركية والدول الأخرى التي تزود دول التحالف الذي تتزعمه المملكة العربية السعودية في اليمن التوقف عن ذلك، كما ينبغي على مجلس الأمن الدولي فرض حظر على توريد مثل هذه الأسلحة لوضع حد لمثل هذه الانتهاكات المروعة”.
خلفية
في 2015، أُدرجت المملكة العربية السعودية في التقرير السنوي للأمين العام للأمم المتحدة بشأن الأطفال في النزاعات المسلحة، ولكنها شطبت بعد ذلك من قائمة الدول التي يشملها التقرير من قبل الأمين العام آنذاك، بان كي مون، عقب تعرضه لضغوط دبلوماسية شديدة.
وطبقاً لأرقام “اليونيسف” الأخيرة الصادرة عن “آلية المراقبة والتبليغ”، فقد قُتل ما لا يقل عن 1,595 طفلاً وجرح ما لا يقل عن 2,542غيرهم، في اليمن، خلال الفترة الواقعة ما بين 26 مارس/آذار 2015 و31 مارس/آذار 2017. والتحالف الذي تتزعمه السعودية مسؤول عن أغلبية هذه الإصابات في صفوف الأطفال.