إيران: مخاوف من إقدام سجينة رأي بريطانية-إيرانية على الانتحار

قالت منظمة العفو الدولية اليوم إن المخاوف بشأن الصحة البدنية والعقلية لنزانين زاغاري راتكليف، في تصاعد. ويذكر أن نزانين راتكليف هي عاملة بريطانية-إيرانية لدى مؤسسة خيرية، وتقضي حكمًا بالسجن لخمسة أعوام في إيران، وأدينت بتهم تتعلق بـ”الأمن القومي” بعد محاكمة غير عادلة.

وقال زوجها، ريتشارد رادكليف لمنظمة العفو الدولية إن حالتها الصحية تدهورت بشدة خلال الأسابيع الأخيرة، وإنه بلغ بها الأمر أن راودتها فكرة الانتحار. وقد توعكت صحتها بشكل كبير؛ وهو ما دفع السلطات إلى ترتيب زيارة عائلية طارئة لها اليوم. وتعاني نزانين من اضطراب خفقات القلب بالإضافة إلى شعور بالألم في يديها، وذراعيها، وكتفيها وزَيَغان في الإبصار. كما شرعت في إضراب عن الطعام، في 13 نوفمبر / تشرين الثاني الجاري، تعبيرًا عن يأسها من احتمالية ألا يُطلق سراحها أبدًا.

وقال فيليب لوثر فيليب لوثر، مدير الأبحاث وأنشطة كسب التأييد في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية: 

“إن الأنباء المتعلقة بتدهور صحة نزانين زاغاري راتكليف أنباءٌ مقلقة إلى أبعد الحدود.

إن سجنها بناء على تهم زائفة تتعلق بـ “الأمن القومي” هي اتهامات مجحفة تمامًا.”

وأضاف فيليب لوثر: “بعد اعتقالها فُصلت عن طفلتها الرضيعة وحُبست في سجن انفرادي لمدة 45 يومًا. وبدلاً من إطالة أمد ألمها ومعاناتها، بجب على السلطات الإيرانية أن توقف محنتها بإطلاق سراحها فورًا ودونما قيد أو شرط. “

وبدلاً من إطالة أمد ألمها ومعاناتها، بجب على السلطات الإيرانية أن توقف محنتها بإطلاق سراحها فورًا ودونما قيد أو شرط.

فيليب لوثر فيليب لوثر، مدير الأبحاث وأنشطة كسب التأييد في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية

وخلال زيارة عائلية طارئة اليوم، انهارت والدة نزانين لدى مشاهدتها ابنتها كيف أضحت نحيلة جدًا منذ سجنها. وقد وافقت نزانين على إنهاء الإضراب عن الطعام اليوم من أجل ابنتها الرضيعة.

وبالرغم من قيام نزانين بزيارتين لعيادة سجن إيفين في طهران؛ تقول عائلتها إنها لم تتلق الرعاية الطبية المناسبة.

وأخبر زوجها منظمة العفو الدولية أنها بلغت خلال الأسابيع القليلة الماضية “نقطة الانهيار”. وقال إن روحها المعنوية وصلت الحضيض حتى أنها كتبت له ولأسرتها رسالة انتحار. وقد قدمت الرسالة لزميلتها في الزنزانة غير أنها لم تتحدث عن الانتحار منذ ذلك الحين.

وأردف فيليب لوثر: “إن المحنة التي تعاني منها نزانين زاغاري راتكليف جعلتها تشعر بيأس ومعاناة هائلين. ومن المثير للصدمة أن السلطات الإيرانية تعمل على زيادة آلامها بعدم منحها الرعاية الطبية المناسبة”.

يذكر أن السلطات الإيرانية أعلنت في وقت سابق من هذا العام أن اعتقالها له علاقة بارتباطها بشبكة مدوّنين سُجنوا في عام 2014 بسبب مشاركتهم في دورات تدريبية صحفية تديرها هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

وفي 15 يونيو/حزيران، أصدر الحرس الثوري الإيراني بيانًا قال فيه إن نزانين زاغاري راتكليف “قد شاركت في وضع وتنفيذ مشاريع تتعلق بالإعلام والإنترنت بغية الإطاحة الناعمة بالحكومة”.

إن منظمة العفو الدولية على قناعة بأنها سجينة من سجناء الرأي المسجونين لسبب واحد فقط ألا وهو الممارسة السلمية لحقها في حرية التعبير وفي الارتباط بجماعة ما.