الأردن: استئناف المساعدات الإنسانية للاجئين العالقين في “المنطقة المحرمة” في الصحراء ينبغي أن يعقبه إيجاد حل طويل المدى

قالت منظمة العفو الدولية اليوم إن الأنباء عن استئناف المساعدات الإنسانية لنحو 75 ألف لاجئ عالقين في منطقة نائية وقاحلة على طول الحدود بين الأردن وسوريا، يُطلق عليها اسم “الساتر الترابي”، هي بمثابة بريق أمل طال انتظاره، وينبغي أن يعقبه إيجاد حل مستديم على المدى البعيد.

وجاءت هذه الأنباء مع مواصلة المفاوضات بين الأمم المتحدة والسلطات الأردنية من أجل فتح منفذٍ لتقديم المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين الين تقطعت بهم السُبل في تلك المنطقة، منذ أن أغلقت السلطات الأردنية حدودها مع سوريا في أعقاب هجوم مسلح، وقع في يونيو/حزيران 2016. ومنذ ذلك الحين، ظل اللاجئون يعانون أوضاعاً شديدة البؤس، حيث لم تصلهم أية مساعدات باستثناء شحنة واحدة، أُسقطت باستخدام رافعات، في أغسطس/آب 2016.

وتعليقاً على ذلك، قالت أودري غوغران، مديرة قسم القضايا العالمية والبحوث في منظمة العفو الدولية، “إن الأنباء عن قرب استئناف المساعدات الإنسانية إلى عشرات الآلاف من اللاجئين العالقين في منطقة الساتر الترابي تُعد بمثابة انفراجة تستحق الترحيب. إلا إن المنظمة تشعر بالقلق من الأنباء القائلة بأن المساعدات سوف تُسقط من فوق الحدود باستخدام رافعات، أو بأن اللاجئين سوف يُجبرون، بشكل مباشر أو غير مباشر، على التحرك إلى مناطق قد يتعرضون فيها لخطر الهجمات حتى يتسنى لهم تلقي المساعدات. فالأمر المطلوب على وجه السرعة هو ضمان وصول المساعدات إلى اللاجئين بلا قيود، وضمان علاج الأزمة الإنسانية على نحو متعدد الجوانب بما يتماشى مع المعايير الدولية”.

لقد فرَّ عشرات الآلاف من اللاجئين من سفك الدماء في سوريا ولكنهم لم يجدوا في نهاية المطاف سوى المعاناة على مدى شهور في ظروف غير إنسانية بالمرة في منطقة الساتر الترابي. وينبغي أن تُتاح لهيئات الإغاثة الإنسانية سُبل تقديم المعونات الغذائية والعلاج الطبي اللازم لإنقاذ الحياة، وغير ذلك من أشكال الدعم بلا أية قيود. وسوف يكون أي إجراءٍ أقل من ذلك بمثابة مسكِّنٍ لن يجدي نفعاً يُذكر على المدى البعيد

أودري غوغران، مديرة قسم القضايا العالمية والبحوث في منظمة العفو الدولية

ومضت أودري غوغران قائلةً: “لقد فرَّ عشرات الآلاف من اللاجئين من سفك الدماء في سوريا ولكنهم لم يجدوا في نهاية المطاف سوى المعاناة على مدى شهور في ظروف غير إنسانية بالمرة في منطقة الساتر الترابي. وينبغي أن تُتاح لهيئات الإغاثة الإنسانية سُبل تقديم المعونات الغذائية والعلاج الطبي اللازم لإنقاذ الحياة، وغير ذلك من أشكال الدعم بلا أية قيود. وسوف يكون أي إجراءٍ أقل من ذلك بمثابة مسكِّنٍ لن يجدي نفعاً يُذكر على المدى البعيد”.

واستطردت أودري غوغران تقول: “إن ثمة حاجةً ماسةً لحلٍ مستديم على المدى البعيد للأزمة في منطقة الساتر الترابي. ويتمثل الحل الحقيقي والمجدي في أن يقوم الأردن، بمساعدة المجتمع الدولي، بتوفير الأمن والحماية من النزاع الوحشي في سوريا لأولئك اللاجئين الذين تقطعت بهم السُبل، بما في ذلك السماح

إن ثمة حاجةً ماسةً لحلٍ مستديم على المدى البعيد للأزمة في منطقة الساتر الترابي

أودري غوغران

للاجئين بدخول الأردن، مع إجراء الفحوص الأمنية اللازمة بما يتماشى مع القانون الدولي والمعايير الدولية”.

واختتمت أودري غوغران تصريحها قائلةً: “يجب على المجتمع الدولي أيضاً أن يتقاسم المسؤولية مع الأردن، وذلك بتوفير مزيد من المناطق لإعادة توطين اللاجئين، وذلك بغرض تخفيف الضغوط على الأردن، الذي يُعد من الدول التي تستضيف أكبر أعداد من اللاجئين في العالم”.