مصر: الاقتحام المسلح لمكاتب منظمة غير حكومية للصحافة ينذر باعتداء آخر على الإعلام المستقل

قالت منظمة العفو الدولية إن الاقتحام المسلح لمكاتب منظمة غير حكومية للصحافة في القاهرة اليوم يؤشر إلى تصاعد خطير في حملة السلطات المصرية لقمع حرية التعبير وتكوين الجمعيات والانضمام إليها.

 إذ داهم أعضاء في قوات الأمن يحملون البنادق ويضعون الأقنعة مكاتب “مؤسسة المدى للتنمية الإعلامية” هذا الصباح وقبضوا على جميع الموظفين الموجودين. وما زالت أسباب المداهمة غير واضحة، ولكن قوات الأمن، طبقاً لمعلومات حصلت عليها منظمة العفو الدولية، لم تبرز أي مذكرة تفتيش أو قبض من النيابة العامة، وفق ما يتطلبه القانون المصري.

المداهمة المسلحة لمنظمة غير حكومية تعمل على الارتقاء بمهارات الصحفيين يبعث برسالة مفزعة وواضحة بأن الصحافة المستقلة وأنشطة المجتمع المدني غير مرغوب فيها في مصر اليوم. وهذا اعتداء غير قانوني ويحمل بصمات محاولة أخرى للانقضاض على الصحافة المستقلة في البلاد.

سعيد بومدوحة، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية

وتعليقاً على الحادثة، قال سعيد بومدوحة، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إن “المداهمة المسلحة لمنظمة غير حكومية تعمل على الارتقاء بمهارات الصحفيين يبعث برسالة مفزعة وواضحة بأن الصحافة المستقلة وأنشطة المجتمع المدني غير مرغوب فيها في مصر اليوم. وهذا اعتداء غير قانوني ويحمل بصمات محاولة أخرى للانقضاض على الصحافة المستقلة في البلاد.

 “إن المهنيين الإعلاميين والعاملين في المنظمات غير الحكومية ينبغي أن يكونوا قادرين في مصر على القيام بعملهم المشروع دونما خوف أو ترهيب أو مضايقات. ويتعين على السلطات المصرية توضيح أسباب مهاجمتها للمنظمة غير الحكومية والإفراج فوراً عن أي شخص معتقل لممارسته السلمية حقوقه في حرية التعبير والانضمام إلى الجمعيات.”

وداهمت قوات الأمن مكاتب المنظمة غير الحكومية عقب فترة وجيزة من وصول رجال شرطة بملابس مدنية وطلبهم مقابلة رئيس المنظمة، هشام جعفر. وكسروا خزنة إيداع الوثائق وقاموا بمصادرة أوراق ومعدات من المكتب. وسمح للموظفات من الإناث لاحقاً بمغادرة المكاتب، ولكن لا يزال 20 موظفاً، بينهم عمال تنظيف وحراس وحتى عامل في توصيل الوجبات السريعة، رهن الاعتقال في المبنى.

واقتادت قوات الأمن هشام جعفر لاحقاً إلى بيته وقامت بتفتيشه. وعندما وصل ابنه إلى المكتب، قامت قوات الأمن بضربه وبالقبض عليه.

إن للسلطات المصرية سجل مريع في مداهمة مكاتب المنظمات غير الحكومية تعسفاً، سواء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، أم في أعقاب انتفاضة 2011. وقد تعرضت المنظمات غير الحكومية عدة مرة للهجمات، حيث كان يقبض على الموظفين ويقتادون إلى أماكن مجهولة ويتعرضون لمختلف أنواع الإساءات.

 و”مؤسسة مدى للتنمية الإعلامية” منظمة غير حكومية تعمل على بناء قدرات الصحفيين المحليين.