ينبغي على حكومة جورجيا أن تضمن تأمين المستقبل للنازحين

قالت منظمة العفو الدولية، في تقرير جديد، إنه يتعين على السلطات الجورجية أن تبذل مزيداً من الجهود، بما يتجاوز مجرد الحدود الدنيا الأولية، من أجل توفير السكن وفرص العمل وسبل الرعاية الصحية لمن شُردوا من ديارهم بسبب النزاعات التي دارت في عقد التسعينات من القرن العشرين وبسبب الحرب مع روسيا في أغسطس/آب 2008.ويوثِّق تقرير منظمة العفو الدولية، الصادر باللغة الانجليزية بعنوان ” في غرفة الانتظار: النازحون داخلياً في جورجيا”، كيف يتكبَّد آلاف النازحين صنوف المشاق من أجل الحصول على الخدمات الأساسية.وقالت نيكولا دكوورث، مديرة “برنامج أوروبا ووسط آسيا” في منظمة العفو الدولية، إن “ما يحتاجه النازحون ليس مجرد أسقف يحتمون تحتها. فهم في حاجة لأن تضمن لهم الحكومة فرص العمل وسبل الرعاية الصحية والمزايا الاجتماعية. كما أنهم في حاجة إلى أن يتم التشاور معهم حتى يمكنهم اتخاذ قرارات بشأن القضايا التي تؤثر على حياتهم”.ومضت نيكولا دكوورث قائلةً: “من حق النازحين أن يعودوا إلى ديارهم بكرامة وسلامة. إلا إن الحكومة ملزمةٌ بأن تكفل لمن لا يستطيعون العودة، أو لا يرغبون فيها، أن يندمجوا أو أن يُعاد توطينهم في أماكن أخرى من البلاد”.وهناك نحو ستة بالمئة من سكان جورجيا (حوالي 245 ألف نسمة) نازحون داخل البلاد. وقد اضطُر نحو 22 ألفاً منهم إلى ترك ديارهم خلال النزاعات التي اندلعت في مطلع التسعينات من القرن العشرين.وهناك نحو 128 ألف نسمة فروا من منطقتي أوسيتيا الجنوبية وكودوري غورغي في أبخازيا خلال الحرب التي اندلعت بين جورجيا وروسيا في أغسطس/آب 2008 وفي أعقابها. وقد عاد أغلبهم إلى ديارهم منذ ذلك الحين، إلا إن نحو 26 ألف شخص لا يزالون عاجزين عن العودة ولن يمكنهم العودة في المستقبل المنظور.وفي عام 2007، بدأت حكومة جورجيا في وضع وتنفيذ برامج من أجل توفير مساكن دائمة لمن نزحوا، وذلك بمساعدات دولية.إلا إن كثيرين ممن فروا من ديارهم منذ نحو عقدين من الزمان لا يزالون يعيشون في مستشفيات أو ثكنات عسكرية تفتقر إلى الخصوصية وإلى الشروط الأساسية للمرافق الصحية. وتقع بعض المستوطنات الجديدة في مناطق ريفية تفتقر إلى مرافق البنية الأساسية.ولم تصل المساعدات الحكومية بعد إلى من يعيشون مع أقارب لهم في شقق مؤجَّرة. ويشتكي الكثيرون من أنه لم يتم التشاور معهم بخصوص الإجراءات التي تؤثر مباشرةً على حياتهم.وأضافت نيكولا دكوورث قائلةً إن “جميع النازحين لا يزالون يعانون من تبعات الحرب. ويحتاج النازحون إلى حلول دائمة، وهم في حاجة لها على وجه السرعة حتى يتسنى لهم أن يواصلوا حياتهم مرة أخرى”.ويعاني النازحون من ارتفاع البطالة، ولا توج حتى الآن برامج حكومية شاملة لمعالجة هذه القضية.ويؤدي الفقر وسوء الأحوال المعيشية إلى تدهور صحة النازحين، كما أن الافتقار إلى المعلومات وإلى نفقات العلاج الطبي يجعل من الصعب عليهم الحصول على رعاية صحية.وقالت نيكولا دكوورث: “لقد اتخذت حكومة جورجيا خطوات مهمة، ولكن حل مشكلة السكن ينبغي أن يسير جنباً إلى جنب مع توفير فرص الرعاية الصحية والعمل وكسب الرزق. فهذا هو السبيل الوحيد لإدماج عشرات الآلاف من سكان جورجيا الذين لا يزالون يعيشون في حالة من القلق وعدم اليقين”.وفي حديث مع منظمة العفو الدولية، قالت عزة، وهي نازحة تعيش في مركز جماعي في كوتايسي: “عندما اندلعت الحرب منذ 17 عاماً، كنت طالبة في كلية اللغات الأجنبية في الجامعة الحكومية، ولكني لم أنته من دراستي مطلقاً. والآن، يدرس ابني في المدرسة الثانوية، ولكني لا أملك أية موارد لتحمل نفقات تعليمه الجامعي. ولم يعد باستطاعتي أن أعيد بناء مستقبلي. وربما لا يتسنى لي أن أجد عملاً في المستقبل، ولكني أطالب الحكومة بأن توفر على الأقل فرصاً لأبنائي حتى يكون لهم مستقبل أفضل”.