صربيا : أوقفوا الهجمات على نشطاء حقوق الإنسان وعلى الأقليات

تدعو منظمة العفو الدولية السلطات الصربية وتحديداً رئيس الوزراء فوييسلاف كوشتونيتشا والرئيس بوريس تاديتش بإلحاح إلى التنديد بالهجمات التي يتعرض لها نشطاء حقوق الإنسان والأقليات العرقية في البلاد.

وحذرت نيكولا داكويرث مديرة برنامج أوروبا وآسيا الوسطى في منظمة العفو الدولية من أنه “إذا تقاعست السلطات الآن عن التحرك الآن، فقد تتعرض حياة الناس للخطر مع التخطيط لمزيد من الاحتجاجات ضد إعلان استقلال كوسوفو”.

“وينبغي على السلطات الصربية أن تشجب بشدة أية محاولات لتحويل أبناء المجتمع الصربي إلى ضحايا. وعليها أن تتأكد من إجراء تحقيقات سريعة وحقيقية في أية هجمات على نشطاء حقوق الإنسان والأقليات وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة”.

وفي أعقاب إعلان استقلال كوسوفو، تحدث عضو في الحزب الاشتراكي الصربي يدعى إفيتشا دايتش في البرلمان الصربي مؤيداً سياسة الرئيس السابق للبلاد سلوبودان ميلوسوفيتش، قائلاً إنه يدعو إلى حظر جميع الأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية التي اعترفت باستقلال كوسوفو. وقد خص بالذكر نتاشا كانديتش، وهي ناشطة لحقوق الإنسان ومديرة مركز القانون الإنساني في بلغراد، حضرت احتفال إعلان الاستقلال في الجمعية البرلمانية في كوسوفو في 17 فبراير/شباط 2008. وبحسب الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام يعمل الحزب الاشتراكي الصربي على رفع شكوى جنائية ضد نتاشا كانديتش بتهمة التحريض الآخرين على تعريض وحدة أراضي صربيا للخطر.

وإضافة إلى هذا التهديد، يساور منظمة العفو الدولية القلق أيضاً على السلامة البدنية لنتاشا كانديتش. وحملت مقابلة أجريت مع بوركو إليتش – نائب رئيس الحزب الديمقراطي الصربي – في صحيفة دايلي كورير عنوان “الخائنة”. ونُشر مقال آخر في صحيفة فيتشرنيي نوفوستي تحت عنوان “نتاشا كانديتش، المرأة غير الموجودة، مشيراً ضمناً إلى أنها كشخص غير موجود، لن تترتب على تصفيتها أية عواقب. كذلك لدى النشطاء الآخرين لحقوق الإنسان بواعث قلق على أمنهم.

وخلال الاحتجاجات التي جرت في 19 فبراير/شباط في جميع المدن الكبرى في صربيا وشارك فيها مئات الأشخاص، ورد أن المتظاهرين دعوا إلى قتل الألبان. وفي كراغوييفاتش تعرّض مطعم للوجبات السريعة يديره غوراني (ينتمي إلى أقلية تتحدث البوسنية في كوسوفو) للتخريب. وفي بور، حُطمت نوافذ محل حلويات يديره أيضاً غوراني كما حُطمت نوافذ السيارات.

وقالت نيكولا داكويرث “إنه من الأهمية بمكان أن تتخذ السلطات تدابير وأن تظهر بمظهر من يفعل ذلك من أجل منع أية انتهاكات لحقوق الإنسان في المستقبل”.

خلفية في 17 فبراير/شباط 2008 أعلنت كوسوفو، وهي إقليم في صربيا ما زال يخضع لإدارة الأمم المتحدة منذ العام 1999 بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1244، استقلالها من جانب واحد عن صربيا. وفي معرض حديث الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في أكتوبر/تشرين الأول 2007، في أعقاب زيارة قامت بها إلى صربيا، عن وضع المدافعين عن حقوق الإنسان، أعربت عن قلقها الشديد إزاء “الموقف العدائي من المجموعة الأساسية للمنظمات غير الحكومية لحقوق الإنسان والمدافعين البارزين، ومعظمهم من النساء، الذين يتعرضون للهجوم بشكل دائم، لاسيما في وسائل الإعلام”. ومضت قائلة إن “إلصاق وصمة بالمدافعين تُصوِّرهم كأعداء للبلاد لا تقابلها تصريحات داعمة لهم تدلي بها السلطات الرسمية”.

وما فتئت نتاشا كانديتش ومركز القانون الإنساني ينشطان في تحدي الإفلات من العقاب على جرائم الحرب التي ارتُكبت في البلقان وفي مساعدة ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان المنتمين إلى جميع الأطراف للحصول على العدل والإنصاف. وخلال الحرب التي نشبت في كوسوفو العام 1999، كانت نتاشا كانديتش من الصرب القلائل الموجودين في كوسوفو خلال النـزاع والذين نجحوا في لفت انتباه الرأي العام إلى انتهاكات القانون الإنساني الدولي التي ارتكبها جميع أطراف النـزاع.